النكبة والطوفان
الشريط الإخباري :
الذكرى 76 للنكبة الفلسطينية لهذا العام مختلفة تماماًعن سابقاتها،فهي تأتي في ظل عدوان امروصهيوني غربي على الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لابادة جماعية بكل ما للكلمة من معنى، "وللاسف"في ظل صمت عربي مريب.
لكن الفلسطيني ورغم مرور 222على العدوان البربري الصهيوني لم يرفع الراية البيضاء، بل على العكس تماماً، فهو بصموده ومقاومته يعمق من ازمة المشروع الاستعماري الصهيوني.
فبرغم الفاتورة العالية التي يدفعها الفلسطيني منذ أكثر من قرن، إلا أنه مازال يقاتل ولم يرمي بندقيته ولم يستكين، بل انه حافظ على هويته وعلى عروبة فلسطين.
هذا الشعب العظيم الذي يشبه طائر الفنيق،حتى لو "كبا" للحظة "بفضل قياداته" التي راهنت على أمريكا وعلى الكيان، الا انه يخرج من تحت الرماد منتفضاً مبدعاً اشكالاً جديدة للنضال(طوفان الاقصى) ليقول للصديق قبل العدو، (أن لاحل في المنطقة الا بالحل الفلسطيني للصراع، المتمثل بتحرير فلسطين كل فلسطين)
مابين 5ايار 1948،
و7اكتوبر المجيد2023، تاريخ ممتد من النضال المستمر، وشعب لم يبخل يوماً بتقديم أبنائه قرباناً على مذبح الحرية والتحرير.
لهذا نقول أن النكبة، ليست حالة كربلائية، ولا هي فرصة للطم والندب والعويل...
بل هي محطة نضالية تأتي في سياق إستعادة الروح الكفاحية،وهذا ما تجلى في السابع من أكتوبر المجيد، الذي بات تاريخاً سيؤرخ به الصراع العربي الصهيوني وربما تاريخ المنطقة وحركة الشعوب المتعطشة للحرية.
اذاً السابع من اكتوبر سيكون ليس تاريخ للفلسطينيين فقط،وانما تاريخ الفرز وإعادة التموضع في المنطقة والعالم...
فهو صرخة في صحراء اعتادت على الهزائم والتبعية والارتهان.
وهو نقطة تحول اويجب ان يكون كذلك لرفض السياسات الرسمية العربية وللواقع الذي يعيشية الوطن العربي،وهو كذلك صرخة لكل الشعوب المضطهدة على مساحة هذا الكون...
7 أكتوبر.... زفرة لكل الشعوب التي تعاني من ازمة مظلومية وإضطهاد وتنتظر القدر، فهو جاء ليقول للجميع، بأننا لم نعد نطلق صرختنا في صحراء التيه وتذهب في المجهول،فهناك إمكانية للتحرر من القيود والهيمنةالتي فرضت على الشعوب من قبل قوى الاستعمار،بشرط توفر الإرادة.
الذكرى 76 للنكبةرغم مرارتها، إلا أنها ستكون من الان فصاعدا لعنة على الصهاينة وحلفاؤهم.
عماد المالحي