جزائري وجيش مغربي في النهائيات الأوروبية

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
في حدث غير مسبوق في كل العصور، ضمن ستة محترفين عرب التواجد أو المشاركة في مختلف نهائيات البطولات الأوروبية، في مقدمتها أم البطولات ودرة التاج دوري أبطال أوروبا، إلى جانب الدوري الأوروبي ودوري المؤتمر الأوروبي، وفي رواية أخرى، خماسي مغربي وجزائري في هذه النهائيات، بخلاف سفراء أسود أطلس في النهائيات القارية الأخرى خارج القارة العجوز، أبرزها نهائي دوري أبطال أفريقيا ونهائي دوري أبطال آسيا، ما أعاد إلى الأذهان لحظات مجد المحترفين العرب في النهائيات القارية الأوروبية بوجه عام، ونهائي الكأس ذات الأذنين بالأخص، وفي هذا التقرير دعونا نستعرض معا أبرز مشاركات العرب في النهائيات الأوروبية.

الإنجاز الأول

بدأ ارتباط العرب بالنهائيات في النصف الثاني في الثمانينات، وتحديدا في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا التي جمعت بايرن ميونيخ ببنفيكا البرتغالي عام 1987، بمشاركة أسطورة الجزائر رابح ماجر، في سنوات ذروته مع عملاق الدوري البرتغالي، في مباراة لن تمحى من الذاكرة إلى يوم يبعثون، بعد مساهمة ماجر في فوز فريقه باللقب الأوروبي، بهدف تحول في ما بعد إلى ماركة «رابح ماجر»، أي هدف يُسجل بعقب القدم، بنفس الطريقة المذهلة التي ابتكرها محارب الصحراء في ليلة الإجهاز على العملاق البافاري بهدفين مقابل هدف، وفي الموسم التالي، كاد المغربي رضوان حجري، أن يسجل اسمه في القائمة الذهبية، بعد وصوله إلى المباراة النهائية مع ناديه بنفيكا البرتغالي، لكن في الأخير، خسر أمام آيندهوفن الهولندي بركلات الترجيح، وذلك في العقود الأولى لما تُعرف حتى وقت كتابة هذه الكلمات بلعنة غوتمان، ذاك المدرب الذي أطلق لعنته الشهيرة، حين هدد إدارة النادي بعدم الفوز بأي لقب قاري لمدة 100 عام، ومنذ ذلك الحين خسر الفريق 8 نهائيات لتترسخ اللعنة في قلوب عشاق بنفيكا، بل ونصب الفريق البرتغالي تمثالا للمدرب السابق وأقاموا الصلوات للنجاة منها ولكن حتى الآن بلا فائدة.

الجيل الجديد

احتاج العرب قرابة الثلاثة عقود للعودة مرة أخرى للظهور في نهائي دوري أبطال أوروبا أو الحصول عليه مع أنديتهم، وحدث ذلك مع المغربي منير الحدادي، بعد حصوله على اللقب مع ناديه الأسبق برشلونة في ليلة إسقاط يوفنتوس بثلاثية مقابل هدف في نهائي برلين نسخة 2014-2015، في أوج لحظات الثلاثي المدمر «MSN» ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار، وبعد عامين، شاهد أسد أطلس الآخر مهدي بن عطية، انهيار فريقه السابق يوفنتوس في الشوط الثاني أمام كريستيانو رونالدو ورفاقه في ريال مدريد في نهائي نسخة 2016-2017، الذي كان يبدو متكافئا في أول 45 دقيقة، إلى أن خارت قوى السيدة العجوز في الشوط الثاني، باستقبال 3 أهداف دفعة واحدة، لينتهي النهائي بفوز كاسح وعريض لكتيبة المدرب الجزائري الأصل/الفرنسي الجنسية زين الدين زيدان، وصل قوامه لرباعية مقابل هدف، وتحت إشراف زيزو في ولايته الأولى الأسطورية في «سانتياغو بيرنابيو»، توج المغربي أشرف حكيمي باللقب مع اللوس بلانكوس، بعد افتراس ليفربول بثلاثية مقابل هدف في نهائي 2017-2018، تلك المعركة الكروية العالقة في الأذهان، كونها شهدت الظهور الأخير لصاروخ ماديرا بالقميص الملكي، وكانت قاسية على العربي الآخر محمد صلاح، بسبب الإصابة السيئة التي تعرض لها على مستوى الكتف بعد التحامه مع سيرخيو راموس، على إثرها اضطر لمغادرة الملعب في أول 20 دقيقة.
وعاد أبو صلاح ورفاقه في قلعة «الآنفيلد» في الموسم التالي، وهذه المرة نجحوا في فك شفرة الكأس ذات الأذنين، بفوز اقتصادي على الغريم المحلي توتنهام بهدفين نظيفين، منهما هدف سجله المو من علامة الجزاء في بداية المباراة، وقبل عامين، تجدد الموعد مع النادي الملكي في المباراة النهائية، وسط توقعات بأن الملك المصري وأصدقاءه سيردون اعتبارهم أمام الريال بعد هزيمة 2018، لكن في الأخير، ابتسمت الكأس لعملاق الليغا، في ما تعرف بالكأس الرابعة عشرة، وقبلها بعام، كان قائد أسود أطلس حكيم زياش، قد توج بدوري الأبطال مع تشلسي، بعد الفوز على مانشستر سيتي في نهائي 2021، في حضور محارب الصحراء رياض محرز، الذي جانبه التوفيق في أكثر من فرصة محققة، منها كرة لو أعيدت 10 مرات، لن يسددها بهذه الطريقة مرة أخرى وهو بتلك الأريحية داخل مربع العمليات، لكن بعدها بعامين، كان جزءا من المجموعة التي حققت ثلاثية 2023، البريميرليغ وكأس الاتحاد، ثم سرقة الإنتر في النهائي الأكثر غرابة في السنوات القليلة الماضية، بسبب الفرص السهلة التي أهدرها روميلو لوكاكو وباقي رجال المدرب سيموني انزاغي في الشوط الأول على وجه التحديد، ليكون ثاني جزائري في التاريخ يلتقط صورة تذكارية مع الكأس ذات الأذنين، وآخر عربي حقق هذا الإنجاز، إلى أن تكشف نتيجة نهائي الأول من يونيو/حزيران المقبل بين ريال مدريد وبوروسيا دورتموند عن هوية المحظوظ العربي الجديد الفائز بالكأس ذات الأذنين.

الأسد ضد المحارب

بالطبع الفائز الجديد، سيكون إما أسد أطلس الجديد براهيم دياز، الذي تحول إلى واحدة من أهم الأوراق الرابحة للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، كلاعب جوكر قادر على شغل كل المراكز في الثلث الأخير من الملعب، أو جاره الجزائري رامي بن سبعيني، الذي ما زال متشبثا بأمل اللعب في المباراة النهائية بعد تعافيه من الإصابة التي أبعدته عن الملاعب في الفترة الماضية، وفي نفس الوقت تهدد تواجده في معسكر المنتخب الاستعدادي لمواجهتي غينيا وأوغندا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026. أما في بطولة اليوروبا ليغ، فسيبحث الثنائي المغربي أمين عدلي وأيمن أورير عن اللقب تحت قيادة ظاهرة التدريب في البوندسليغا وأوروبا هذا العام تشابي ألونسو، بعد معجزة الفوز بلقب الدوري على حساب بايرن ميونيخ، لكن هذا سيتوقف على نتيجة المباراة النهائية أمام بعبع الكبار في إيطاليا نادي أتالانتا، وبالمثل سيكون الثنائي المغربي الآخر أيوب الكعبي وابن جلدته يوسف العربي، على موعد مع نهائي تاريخي عندما يصطدم فريقهما أولمبياكوس اليوناني بفيورنتينا الإيطالي في نهائي دوري المؤتمر، بعد مساهمة كبيرة من القناص الكعبي، الذي يصنع التاريخ في بلاد الإغريق، بتوقيعه على أكثر من 30 هدفا مع فريقه اليوناني، منها 15 هدفا على المستوى القاري، كأكثر لاعب عربي في التاريخ يتمكن من تسجيل هذا الكم من الأهداف في مسابقة قارية في موسم واحد، وأيضا أول لاعب عربي ومغربي ينجح في تسجيل 5 أهداف في مباراتي الدور نصف النهائي في مسابقة قارية أوروبية، بفضل خماسيته في شباك الحارس مارتينيز.
وبعيدا عن القارة العجوز، تقمص المغربي سفيان رحيمي، دور البطولة المطلقة في طريق ناديه العين الإماراتي، المؤدية إلى المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا، بما في ذلك أهدافه الثلاثة الهاتريك التاريخية في شباك الهلال السعودي، المدجج بكوكبة من ألمع نجوم الكرة في أوروبا والعالم، في ذهاب نصف النهائي، من أصل 11 هدفا من توقيعه في البطولة الآسيوية، بالإضافة إلى تقديم تمريرتين حاسمتين، على بعد هدف واحد فقط من معادلة رقم مهاجم العين السابق جيان أسامواه، صاحب أكبر عدد من الأهداف للنادي في نسخة واحدة برصيد 12 هدفا، وعلى بعد هدفين فقط من معادلة رقم المهاجم البرازيلي موريكي مهاجم غوانغجو الصيني السابق، وأدريانو مهاجم إف سول اللذين سجلا 13 هدفا في نسخة واحدة لدوري أبطال آسيا، وفي الماما أفريكا، يستعد جناح النادي الأهلي رضا سليم لخوض المباراة النهائية لدوري أبطال أفريقيا أمام الترجي التونسي، وذلك في أول موسم بعد انتقاله من الجيش الملكي إلى نادي القرن الماضي والحالي في أفريقيا، في مواجهة ثأرية بالنسبة لزعيم الأندية المصرية، بعد هزيمته أمام المكشخ عام 2018، تحت شعار الثانية عشر للأهلي أو الخامسة بالنسبة للترجي، لكن كل ما سبق، وفي هذا الموسم بالتحديد، الموسم التالي لمونديال قطر 2022، يثبت أن معجزة الوصول إلى الدور نصف النهائي لم تكن بضربة حظ، بل نتيجة عمل شاق وتخطيط كبير من وراء الكواليس، تنعكس نتائجه من خلال هذا النجاح المدوي للمحترفين المغاربة في مختلف القارات.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences