الحسين يحاكي الوطن من سفوح عجلون لتلال السلط و يرسم صور برمزية اليوبيل وعشق التحرير والاستقلال .. بقلم / د. حازم قشوع

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
د. حازم قشوع
 
من عجلون المدينة التي صنعت السيف الهاشمي حين استلمه الحسين يوم زفافه بوصية والده  أبو الحسين، حيث كانت العهدة المقدسية من حيث قلعة صلاح الدين برمزية عنوان الفتح الأول للقدس بعد العهدة العمرية وهى المعركة التى بدأت من موقعة كفار الفرنجة حيث شفا (كفرنجه) الى ان وصلت جيوش صلاح الدين الى طولكرم من غربي النهر، فراحت بركات كروم العنب تشبع فرسان صلاح الدين وخيلهم ومنها جاءت تسمية (طولكرم ) قبل أن يدخل صلاح الدين فاتحا للقدس، جاءت رسالة ولى العهد لتجسد مسار طائرته من عمان حيث العرين الهاشمي الى عجلون بدلالة عروبة القدس بوصايتها الهاشمية وهي الصورة التي ذهب ليرسمها الحسين ولى العهد فى أولى مشاهد لقاءاته.
 
اما الصوره الثانيه فلقد جاءت من حيث نافذة العربية التي حملت مضمون الغاية عند صاحب برنامج "ض" الذي كان أول من أطلقه الأمير الحسين برمزية رسالة الثورة العربية الكبرى ودلالة المنطلقات العربية التي يحملها ولي العهد وينطلق منها في حديثه الأول للأمة التي تشكل لديه محتوى الوطن ورسالته، فالحسين لا يحمل محددات جغرافية تحدد هويته كما كانت سلالته بل يحمل مناهج فكرية عربية جاءت لتحمل معنى ومضمون لقاءه الأول عبر شاشة العربية التي أكد عبرها على فكره العربي ومكانه العرب فى نهجه من حجازه إلى نجده بعراقة وشامة حيث محتوى الرسالة الهاشمية.
 
وبعناوين اليقظة وبرنامج التأهب والاستعداد للمتغيرات القادمة عبر برنامج الاكتفاء الذاتى الذى يحمل تعزيز الناتج الزراعي والصناعي المتوسط والخفيف، وإطلاق برنامج للصناعة الزراعية وتوسيع دائرة الاهتمام بالصناعة المعرفية ومجالاتها الواسعة سيما وان هذا الفضاء فضاء لا محدود وأن ثلثى المخزون المعرفي للوطن العربي هو من ناتج اردني وقدره الشباب الاردني للتعامل مع هذا المجال، هي قدرة غنية وواسعة وهي قادرة إذا ما أحسن استثمارها على بيان حالات من الإبداع والابتكار تستهدف صناعة المجد المعرفي في مجالات الذكاء الاصطناعي وعلوم الصناعة المعرفية بكل محتوياتها السيبرانية النانوية وروافدها الاخرى.
 
اما العنوان الآخر فلقد جاء من حيث "الاقتصاد الانتاجي" الذي يهتم باحتياجات السوق الحرفية والتأهيلية اكثر من وقوفه عند الحالة النمطية في التأهيل الأكاديمي فلقد انتقلت الاحتياجات العصرية من المؤهلات التقليدية العلميه والادبيه إلى المؤهلات الصناعية والمعرفية والحرفية وهو النهج الذي حقق علامة فارقة فى مناهج جامعة الحسين التقنية فكان أن تحقق لخريجي هذه الجامعة وظائف فى أسواق العمل المحلية بالعلامة الكاملة.
 
وهي قصة نجاح يمكن إسقاطها على برنامج الاقتصاد الإنتاجي عند توسيع مراميه عبر محتوى تأهيلي يحاكي اقتصاد السوق واحتياجاته بهدف الانتقال بالدولة الاردنية من "عنوان السكن إلى عنوان العمل" وهو التحول الذي سينقل النهج من برنامج كان يعتمد على هجرة الكفاءات لتحقيق عوائد ومكتسبات لتشييد المساكن والمباني إلى برنامج آخر يعمل على توطين الكفاءات من اجل بناء المنشأة قبل البيت والمصنع قبل النزل.
 
وكذلك بالتفكير بقطاع الأعمال لينخرط عبر برنامج الاقتصاد الإنتاجي بما يسهم بتغيير ثقافة المجتمع وتوطين موارده واعادة بناء قدراته لتكون منسجمة مع برنامج توطين الكفاءات والاستثمار والموارد البشرية منها والطبيعة، وذلك بعودة الاستثمارات الأردنية للوطن، وهذا ما بحاجة الى برنامج متمم يقوم على تعزيز ثقافة الانتماء والولاء لرسالة الوطن ومحتواها وذلك عبر برنامج لخدمة العلم يقوم على الخدمة الوطنية والإنتاجية التي تسهم بتعزيز مفاهيم النظام والتنظيم والتوجيه العام وتحديد بوصلة الاتجاه المعيشية كما الوطنيه لكل الشباب الاردني، وذلك باحقاق حاله تأهيلية تضيف للشباب الأردني اضافه نوعيه فى حياتهم وفى قدرتهم على البناء والاعتماد على الذات.
 
اما الصورة الاخرى التى حملها لقاء الحسين فلقد جاءت بمناسبة اليوبيل الفضي للملك عبدالله لتكون أول إطلالة لولي العهد للحديث عن برنامج عمله القادم والتحدث عن مكنون التصاقه بالمؤسسة العسكرية من بداية حاله الإسناد الأبوى الذى تلقاه من ابو الحسين في أكاديمية ساندهيرست، الى عناية الملك القائد فى كل خطواته بقوات المشاة كما في القوات الخاصة كما فى سلاح الجو ليرسم صورة تأهيلية وتنظيمية ونظاميه عن دور المؤسسه العسكريه ونهجها في صقل هويته و اكتساب منهجية فكرية تقوم على الصدق والمصداقية تماما كالتي يحملها أبو الحسين في تقديم المحتوى السياسي الذي ميزه وامتاز به بكل مصداقيه وفي كل المحافل العربية والدولية.
 
بهذا يكون الحسين ولي العهد قد أعلن دخوله رسميا فى بيت القرار السياسي، بعد انتهاء دورات التأهيل العسكري والدبلوماسي والسياسي التى أشرف عليها بشكل مباشر الملك القائد، كما كانت محط عناية ورعاية من الملكة رانيا العبدالله بكل تفاصيلها وهو ما يرسم صورة أخرى بعنوان دلالة ورمزية كنت تناولت جزءا منها فى كتابي الذى يحمل عنوان (الصناعة المعرفية والأدب المعرفي) بدلالة رسالة الحسين حيث "جد التاريخ" و "ابو الحاضر" بحضارة البيان ورسالة المستقبل" بعنوان الحسين.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences