هذا كان الفارق بين اسبانيا وإنكلترا!
الشريط الإخباري :
أفضل منتخب في اليورو، وأحسن خط هجوم بخمسة عشر هدفا، حقق سبعة انتصارات في مبارياته السبع بقيادة رودري أفضل لاعب في البطولة، ولامين جمال أفضل لاعب شاب، وهداف البطولة أولمو، توج منتخب لاروخا بجدارة واستحقاق بلقب بطولة كأس أمم أوروبا للمرة الرابعة في تاريخ إسبانيا التي عادت الى الواجهة في وقت تستمر اخفاقات المنتخب الإنكليزي بقيادة المدرب غاريث ساوثغيت الذي خسر النهائي للمرة الثانية على التوالي بعدما بلغ نصف نهائي مونديال روسيا وربع نهائي كأس العالم في قطر بمدرب كانت خياراته مثيرة للجدل رغم امتلاكه لجيل متميز لن يتكرر، مثلما كان مردود فرنسا تعيسا، وكذا البرتغال وكرواتيا وايطاليا، في حين راح المنتخب الألماني ضحية صحوة اسبانية يقودها المدرب لويس دي لافوينتي مهندس عودة التوهج الاسباني.
اسبانيا استحقت اللقب لأنها فازت بكل مبارياتها السبع، بعد أن سجلت أهدافها بعشرة لاعبين مختلفين وأطاحت بكرواتيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، وهي المنتخبات التي كانت مرشحة للمنافسة على اللقب، لكنها لم تصمد أمام فريق هجومي يقوده الثنائي الاكتشاف ويليامز ولامين جمال، وهو الثنائي الذي كان وراء 47% من إجمالي محاولات اسبانيا في هذه البطولة، التي كان فيها لامين جمال أصغر هداف في تاريخ اليورو بعد هدفه المذهل أمام فرنسا في نصف النهائي، بينما صنع نيكو ويليامز ومارك كوكوريا في الجهة اليسرى الفارق بمهاراتهما وسرعتهما، وصنع رودري وفابيان رويز وأولمو الفارق في وسط الميدان رغم إصابة بيدري التي لم تغير شيئا من فعالية منظومة لعب مبنية على روح الجماعة وسرعة استرجاع الكرة وبناء الهجمات.
رغم الانتقادات التي تعرض لها مدرب الماتادور عند توليه تدريب المنتخب بعد مونديال قطر بدلا من لويس أنريكي، إلا أنه أثبت كفاءة كبيرة سمحت له بالتتويج باللقب الثاني على التوالي بعد تتويجه السنة الماضية بطلا لدوري الأمم الأوروبية، وهو الذي سبق له الفوز ببطولة أمم أوروبا أقل من 19 سنة في 2015، ولقب بطولة أمم أوروبا أقل من 21 سنة في 2019، مؤكدا على رهاناته التي اعتمدها في مسيرته التدريبية مع اسبانيا، والتي تستند على عنصر الشباب الموهوب وروح الجماعة التي صنعت الفارق، اضافة الى خطابه الاستثنائي الذي قاده لوصف لاعبيه بالعباقرة، ما سهل له حسب قوله عملية تجسيد مشروع لعب يستند على مقومات فنية وذهنية حديثة، ولا تستند على لاعبي الريال والبارسا فقط كما كان عليه الحال سابقا.
في الجهة المقابلة، كان بلوغ انكلترا النهائي غير متوقع، لكن الخسارة الثانية على التوالي كانت مؤلمة لكل انكلترا بفنييها واعلامها وجماهيرها، التي لم تعد راضية على مدربها غاريث ساوثغيت الذي أخفق مجددا في كأس أمم أوروبا مثلما أخفق في نهائيات كأس العالم 2018 و2022 بجيل يعتبر الأفضل على الأقل منذ بداية الألفية، ينشط في أقوى دوري، وأفضل الأندية في العالم، لكنه لم يقدم المستوى المطلوب في مباريات البطولة، بغض النظر عن خيارات المدرب التي لم تكن موفقة وأصر عليها في كل مبارياته، لذلك تعرض لانتقادات كبيرة، عجلت برحيله.
الفارق بين اسبانيا وانكلترا صنعه دي لافوينتي وساوثغيت بالأساس، خاصة وأن ما تتوافر عليه انكلترا من مواهب ومقومات فردية لا يقل شأناً عن مقومات تركيبة اسبانيا التي تفوقت جماعيا وتكتيكيا، وحتى نفسيا وذهنيا، ما سمح للماتادور لكي يعود أقوى وأفضل وأحسن، فيبدع ويمتع ويفوز ويتوج.
حفيظ دراجي
إعلامي جزائري