دمشق غاضبة..لماذا؟!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
محمد سلامة -زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى جبهة إدلب وتصريحاته ضد نظيره الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تعكس غضبه الشديد على اتفاق سوتشي بين موسكو أنقرة ، وفي هذا نؤشر على النقاط التالية: 
--الرئيس الأسد يريد تطهير منطقة إدلب من جميع المعارضات المسلحة ودخول تركيا على تامين الجيب الأمني في الشمال وارتكازها على الترتيبات الثلاثية مع طهران وموسكو في إدلب يحد من طموحات دمشق،  لكن المعلومات الواردة منها تؤكد وجود استعدادات أمنية لتطهيرها، واجبار أنقرة على إزالة جميع نقاط المراقبة لها،  وبعبارة أخرى أبعادها عن إدلب وريفها .
-- دمشق ليست راضية عن تسيير دوريات تركية--روسية في شمال سوريا  باعتبار ذلك انتقاص من سيادتها،  وبنفس الوقت لا تستطيع أن تغضب حليفتها موسكو،  وهكذا بعد إعلان نجاح قمة سوتشي والنقاط العشر في البيان المشترك بين انقرة وموسكو استشاط الرئيس الأسد غضبا ووجه انتقادات حادة لنظيره التركي. 
--الاتفاق الروسي--التركي لم يحدد بمهلة زمنية لسحب أنقرة قواتها من شمال سوريا،  وتضمينه اتفاق اضنة لا يعني بالضرورة التزام الأتراك به،  كونه لم يتضمن السماح ببقاء قوات تركية في سوريا ، وهذا ايضا اغضب دمشق ودفعها لقبول تقديم تنازلات محدودة للاكراد من بينها السماح لهم بالاحتفاظ بالأسلحة الخفيفة وقبول التعاون الأمني معهم. 
-- دمشق كانت الغائب الحاضر في قمة سوتشي وهناك تسريبات عن بنود غير مسربة في قمة سوتشي بما يؤشر أن أنقرة انتزعت ما تريد وان موسكو في المرحلة السياسية ليست متمسكة ببقاء الرئيس الأسد  ، وهذا ربما أيضا اغضب دمشق ودفعها لمهاجمة الإتفاق،  فالاعلام التابع لها يشن حملات مركزة على اردوغان ويلاحظ آن التناغم مع الأطراف المعادية لتركيا هو الخطاب السياسي لدى دمشق واعداءها السابقين. 
-- هناك سؤال تبحث عنه دمشق..هل الروس قرروا رفع الغطاء السياسي لا الأمني عن النظام لجهة إنهاء الازمة،  خاصة وأن اللجنة الدستورية والتى توافق عليها الجميع ستضع دستورا جديدا للبلاد ليصار على أساسه إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية. 
دمشق كسبت نقطة هامة من اتفاق سوتشي يتمثل في تصفية أحلام الأكراد بإقامة كيان سياسي لهم في الشمال، وباقي بنوده جرى التوافق عليها بين أنقرة وموسكو لجهة تعزيز الدور الروسي وترتيب مصالح الدولتين في إبقاء الهيمنة والسيطرة لهما بعيدا عن واشنطن وبما يعني التعاون لانهاء نفوذها هناك.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences