المجالي يكتب : قراءة في الانتخابات.. خطط الأمن العام هي من نجحت..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

استحقاق دستوري اكتمل قبل أيام باختيار أعضاء مجلس النواب العشرين، والذي كانت نتائجه خارج كل توقعات وخطط  وطموحات واحلام ووعود أربع وعشرين قائمة عامة تمثل خمسة وثلاثين حزبا، وتوافق فقط مع خطط وإستراتيجيات قائمة عامة واحدة تمثل حزبا واحدا وهو حزب الإخوان المسلمين، الذين لم نسمع لهم هذه المرة تشكيكا، بل طربا وفرحا وخطبا رنانة، وان كان بعض ما سمعناه من بعض أعضائها تصريحات فيسبوكية لا ترتقي أن تصل سمعنا بما حملته من تبجح واتهام مبطن، لتؤكد نتائج الانتخابات الأردنية أهم قضية حققتها، وهي انها اختيار لا تتدخل أي جهة في بناء شكل منظومة دستورية قائمة على الاختيار الحر، وتؤكد حقيقة أخرى، ان من حقق أعلى المقاعد هي مشاعر الأردنيين جميعا نحو غزة وأهلها وليس أشخاصا في حزب وان كانت سببا فيما حققوا، واما الحقيقة الثالثة هي ضعف التخطيط والاختيار لباقي الأحزاب وخصوصا من ادعى المكانة والمنعة ووعد بما لا يستطيع الا قليل منهم.

في الانتخابات الأخيرة كانت الخطط الوحيدة الناجحة بامتياز، والوعود الصادقة دون تعطل ووفق ضوابط هي الأعلى منذ سنوات طويلة لذات الاستحقاق، هي الخطط التي وضعتها الأجهزة الأمنية والتي ادارتها وزارة الداخلية ومديرية الأمن العام على وجه الخصوص بكافة مرتباتها، في ضمان إنجاح عرس ديمقراطي حقيقي، بمتانة ومنعة وصدق وحرفية مكتملة، حيث عاشت كافة قرى وأرياف وبوادي ومدن المملكة حالة من حالات الرقي والسلامة للناخب والممتلكات والقائمين على العملية الانتخابية، فكان جهاز الأمن العام هو أول وآخر من يستحق الشكر الذي اشغتلنا نتائج الانتخابات عن إرساله بأبهى باقة مكتملة الورود لكل من حمل شعار الأمن العام، بدءا من قائدهم مدير الأمن العام الذي جال كافة الأقاليم وخاطب كافة المرتبات ووجه كافة الإمكانات وانتهاء بمن ضمن جاهزية مركبة تنطلق لاداء الخدمة الأمنية، لنشهد تميزا ليس جديدا على جهاز الأمن العام ولكنه مختلف بالدقة والسلاسة والحرفية والرقي عما كان سابقا في هذا العرس الأردني.

لا أعلم العدد ولا أعلم الوحدات المشاركة، ولا أعلم سوى أن مرتبات الأمن العام كانت حاضرة بهيبة صارمة وبسمة وازنة وتواصل قريب، وحيادية كاملة، سواء من ركب منهم آلية من آليات الجهاز أو كان راجلا في ساحات وشوارع الوطن أو أول من يستقبلك دخولا لمركز الاقتراع، وهنا التكاملية التي تستحق أن تنقل تدريبا للأحزاب، لتعلم كيف تخطط وتنسق وتدير وتحقق المطلوب، فبالرغم من الفرق الكبير بين من ينشغل لتحقيق رضى وقبول مجتمعي لجلب صوت والحصول على مقعد نيابي، وبين من ينشغل لضمان أعلى متطلبات السلامة والثقة والأمان لتحقق الرضا والهدوء والأمن النفسي والجسدي لمواطن لا ينتظر منه مرتب الأمن العام سوى احترام لدوره والتزام بواجباته.

تجربة جهاز الأمن العام في كل مهمة أوكلت له أو كانت ضمن واجباته الأساسية بالأمس البعيد أو القريب أو اليوم الحاضر والمستقبل تجربة مهمة في ضرورة قراءتها في كل خطط الجهات العاملة رسمية ام شعبية، تجربة فيها من الخبرات المتراكمة والتدريب المتواصل والقراءة الصائبة للواقع والمستقبل والجاهزية للاستجابة في كل لحظة، تجربة الأمن العام فيها من القادة الأمنيين من يستحق أن يعتلي مهام مدنية متقدمة، فما بناه الجهاز في كثير من مرتباته وقادته لا يحصى أو يجمع في مناهج مدرسية أو جامعية، فهو أسلوب حياة متكامل الأركان كانت كافة مدخلاته حقيقية واقعية صائبة فحقق المخرجات المطلوبة.

 

نضال المجالي

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences