آخر الأخبار
عاجل

سنة.. ولا يزال البحر الميت صامتا

سنة.. ولا يزال البحر الميت صامتا
الشريط الإخباري :  
امان السائح - عندما تتحدث امهاتهم.. عندما لا تتوقف دموعهم عند عقارب مرور سنة، على غياب ابنائهم، وعندما يتوجهون الى سريرهم، وحقيبتهم المدرسية وأصواتهم داخل المنزل،فيجدون كل الزوايا باردة.
وعندما يبحثون عن السبب فلا يجدون الا بوابة القضاء والقدر تلوح امام ناظريهم ليتكئوا عليها بلا جواب واضح من فتح بوابة السد ؟ لتحط على اجساد اطفالهم بالحرق والتشويه والمياه الساخنة وتؤدي بهم الى جثث بلا ملامح، وتشويه بوجوههم، فلم يبق وقتها سوى العلامة الفارقة ليقول اي منهم، هذا ابني او هذه قرة عيني ابنتي..
لا زلت استمع الى حديث الأمهات قبل ايام، وهم يجسدون عاما مر بلون واحد، وبلا أصوات، وبلا اجابات،وبلا تحسين للبنية التحضيرية لمنطقة زرقاء وادي ماعين، التي سرقت من احضان الأردنيين جميعا 21 روحا، هكذا غادرونا بلا استئذان..
كم هي موجعة حادثة البحر الميت!! حتى يكاد طريقه واسمه يعصف بعقولنا وقلوبنا لينقلنا الى عالم قهر وغضب وتساؤلات لا تزال مفتوحة..هي بالطبع لن تعيد من فقدوا لكنها تحمي اخرين من موت محقق قد يلحق اذى لأي منا.. 
ما يزال أهل من غابوا يتساءلون ويقفون عند حاجز القضاء والقدر،يبكون ابناءهم، وينتظرون عودتهم من رحلة الموت، التي استعدوا لها صبيحة ذلك اليوم قبل 365 يوما لكن اكياس «الشيبس «وعلب العصير، واوراق الشوكولاتة، وسندويشات أمهاتهم، التي غلفوها بالشوق والدعاء تتناثر على اعتاب الصخر الذي قتل صرخاتهم ودموعهم وهم بستصرخون ينادون بخوف وقلق ما لبثت تلك الصرخات ان غابت للأبد. 
كم تقهرنا تلك اللعنة..كم تؤلم..كم تدعونا للسخط..كم تدفعنا لمزيد من الدعاء لكن امهات صابرات قابضات على الجمر لا زلن بانتظار اية قصة تقول لهن كيف غاب ابناؤهم
جميعنا نعتذر لكم لأننا لم نفعل شيئا سوى كلمات مواساة وعيون دامعة قهرت قلوبنا،جميعنا عشنا اياما من الوجع لكنكن من ستعشن كل الوجع..فلتسامحوننا..
حادثة الموت الذي حرق كل بيت اردني بالدموع ستبقى شاهد عيان على قصة ريان الذي ودع أمه قبل ان يغادر وكأنه غائب للأبد ريان الذي لا تزال أمه لا تصدق غياب الصديق والابن وشعلة البيت..
طلب منها ان تحتفل بعيد ميلاده قبل شهر من وقته ليعيش اللحظة لكنها رفضت «وهي تقول لا تفول على حالك يا امي بعملك حفلة يوم عيدك»لكن ريان كان هنالك في جنة دافئة يحتضنه التراب وتظلله السماء !!
وما زالت أمه نادمة لانها لم تدرك ربما انه كان على موعد قريب جدا مع الموت.. 
كم هو الوجع يا ام الريان !يا امهات وآباء كل من غابو..
سنة ولا تزال آذانهم تصغي لأمواج البحر الميت الباهتة لعله يجيبهم لكنه صام.
كم هي حجم الأوجاع ونبضات القلب الباردة !وكم هو مؤلم ان تبحث عن اجابات لتساؤلات مشروعة.
كيف غاب هؤلاء الملائكة ؟ومن هم المسؤولون؟.
غابوا نعم رحمهم الله واحتسبهم ذويهم شهداء بإذن الله.. 
 لكن الحكاية لابد ان يكون لها اصل وسبب..ومبرر بعد الإيمان بقضاء الله وقدره..