الهام شاهين: قلوبنا تنبض لفلسطين وسوريا ولبنان والعراق والسودان
وسط أجواء مشحونة بالدمار والحروب، التي تعصف بالمنطقة العربية، من غزة إلى لبنان وسوريا والعراق والسودان، تأتي تكريمات الفنانين والمبدعين لتذكر العالم بأن للفن دوره الفاعل في مواجهة الخراب ونشر السلام. ومن بين هؤلاء الفنانين الذين يجسدون صوت الفن في زمن المعاناة، كانت
رغم فرحة الفنانة المصرية إلهام شاهين، بتكريمها في حفل افتتاح الدورة السابعة لمهرجان «أيام القاهرة الدولي للمونودراما»، والذي يعد أحد أبرز الفعاليات الثقافية التي تحتفي بهذا الفن المسرحي الفريد، لم تتمكن من إخفاء مشاعر الحزن والقلق إزاء ما يحدث في المنطقة من ويلات الحروب.
وعبرت خلال كلمتها عن امتنانها للمهرجان وفخرها بالتكريم، لكنها أوضحت بصراحة أنها تعجز عن الفرح الكامل في ظل ما يعصف بالمنطقة من كوارث.
وعبرت عن حزنها العميق قائلة: «لا أستطيع أن أفرح كثيراً ونحن نشعر بأن الحروب والدمار تحيط بنا».
إلهام شاهين، التي طالما كانت صوتاً حراً يعبر عن هموم المجتمع، لم تتردد في تسليط الضوء على معاناة الشعوب العربية في ظل هذه الظروف القاسية، مشيرة إلى أن «قلوبنا مع فلسطين، ومش بس فلسطين لكن أيضا لبنان وسوريا والعراق والسودان».
وبهذه الكلمات المؤثرة، أكدت أن المنطقة بأكملها تعيش على «صفيح ساخن»، وأن الشعوب العربية تنادي بالسلام والطمأنينة، قائلة: «نحن شعوب تكره الحروب، ونتمنى أن يصل صوتنا إلى العالم بأسره».
ولم تقف الفنانة شاهين عند التعبير عن المشاعر الإنسانية فحسب، بل دعت إلى ضرورة إيجاد حل سياسي ينهي معاناة الفلسطينيين والشعوب العربية. وأوضحت أن الحل يكمن في قيام دولتين، دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، مشددة على ضرورة تدخل العقلاء في العالم للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصفته بالغطرسة والاستعلاء بسبب ما تمتلكه بلاده من أسلحة متطورة وتكنولوجيا حديثة. وأشارت إلى أنه «لا سلام في الوطن العربي إلا بقيام دولة فلسطينية»، مؤكدة أن الصراع لن ينتهي ما لم تتحقق العدالة للشعب الفلسطيني.
ويشهد المهرجان مشاركة واسعة من العديد من الدول العربية والأجنبية، من بينها مصر وفلسطين والمغرب والإمارات والسودان والأردن وتونس والعراق والجزائر وسلطنة عمان والسعودية والكويت ولبنان، إلى جانب دول من خارج العالم العربي مثل كندا واليونان وإسبانيا وكوريا وإيطاليا والمجر.
ويهدف إلى تسليط الضوء على فن المونودراما، الذي يتميز بأدائه الفردي والمباشر، وتبادل الخبرات مع فناني المونودراما من مختلف أنحاء العالم. يُعد هذا النوع من الفنون المسرحية أحد أهم الوسائل التعبيرية التي تتيح للفنان الفرد تسليط الضوء على قضايا اجتماعية وسياسية وإنسانية، مما يجعله وسيلة فعالة للتواصل مع الجمهور في أوقات الأزمات. في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، يظل الفن والمسرح ساحة للمقاومة الفكرية والنضال من أجل السلام.