الأردن و«السبعين» الصينية

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
مروان سوداح - في الاحتفالات ألتي أقامتها مؤخراً سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة، بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس الدولة وقيادة الحزب الشيوعي لها، نلمس تركيز السفير الصيني لدى الاردن، السيد بان ويفانغ، على نقطتين أساسيتين في خطاباته بالمناسبة، وهي تأسيس وتطوّر وازدهار الدولة الاشتراكية، على قاعدة خصوصيتها ذات الألوان الصينية التي تجدّد شبابها بثقة، وثانيها تسارع نمو علاقاتها مع الاردن.
 من المنطقي أن يكون التركيز بهذه المناسبة على التفاهم الصيني الاردني، فتعزيز المشتركات يُعتبر مهمة أولى لسفارتي الدولتين في بكين وعمّان، بما يَضمن إستراتيجيتها الفِعلية، ولتعظيم وضعية البلدين في قضايا الاهتمام الثنائي. ولهذا بالذات، أكد السفير ويفانغ، بأن الصين أصبحت ثالث أكبر شريك تجاري للأردن، وثاني أضخم مُصدّر للواردات، وبأنها مستورد رئيسي للبوتاس الأردني.
 وفيما يخص القضية المحورية، وهي الفلسطينية، فقد وصفها السفير بأنها «قضية السلام الجذرية للشرق الأوسط»، وزاد بأن المنطقة لن تشهد تهدئة «إلا اذا تم حل القضية الفلسطينية بشكل شامل»، ووصَفَ «حل الدولتين»»بالأمثل»، حيث يتعيّن على المجتمع الدولي الالتزام بقرارات (الأمم المتحدة) ذات الصِّلة، و»مبادرة السلام العربية»، وغيرها من التدابير، وبذل الجهود اللازمة لاستئناف المفاوضات».
 وفي هذه العُجالة لا بد لي التنويه، إلى ثبات الموقف الصيني على الحل السلمي والدائم في المنطقة. ولهذا، فإن مبادرة السلام الصينية ذات الأربع نقاط، ألتي طرحها الأمين العام الرئيس شي جين بينغ سابقاً، وأجهضتها «إسرائيل» برغم المحاولات الصينية المتكرّرة لإحيائها، تُعتبر وإلى جانبها المقررات الدولية، مَخرجاً أنسب لتذليل الأزمات، وللتخلص مما يُسمّيه البعض «ثقافة الحروب والأرباح»، القائمة على جثث البشر.
وهنا لا بد لي كمتابع للشأن الصيني منذ نصف قرن، تأكيد الدور السياسي العميق والرئيسي للصين في منطقتنا، وأهمية تطويره وتفعيله على الأرض، ليتناسب مع العلاقات الاقتصادية المتزايدة ما بين الصين والاردن من جهة، والصين والبلدان العربية من جهة أخرى.
  كذلك أرى بأن حاجتنا ماسة في الاردن لدراسة التجارب الصينية، وبضمنها التعليمية والاقتصادية والتكنولوجية والزراعية، للاستفادة منها، ولزوم تطوير العلاقات بين وسائل إعلام البلدين بشكل فاعل، (خارج إطار المناسباتية)، ودعم الصين تقنياً للصحافة الاردنية، بغية إرساء تعاون مُتشعّب في هذا الفضاء الرّحب، لاسيّما وأن الصين صارت الأشهر في توليد الاختراعات، وبخاصة تلك التي تتصل بالإبداع الإعلامي اليومي.
*صحفي وكاتب أردني ورئيس الاتحاد الدولي الالكتروني للصحفيين أصدقاء الصين.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences