على مكتب وزير العمل .. «مول تجاري في الكرك» حضرت كل الجنسيات وغاب الاردني ..!!
فارس الحباشنة
و في الاردن تجاوزنا «ثقافة العيب». واليوم، الاردني يقلب عن الوظيفة مهما كان شكلها ونوعها. و الاردني اليوم يعمل عامل وطن، وحارس وسائق، وعامل باطون، وكهرباء وميكانيكي. و لا عيب يقف وراء العمل، وما دام عملا كريما ومحترما. و نسعد كثيرا عندما نسمع عن شركات واصحاب اعمال يعلنون عن توفر وظائف لاردنيين. و في قطاعات انتاجية واقتصادية وخدماتية استوطنت العمالة الاردنية اثبتت مهارة وبراعة، ويصعب اليوم الاستغناء عنها.
اذابة « ثقافة العيب « لم تأت صدفة ومن فراغ. وانما بمبادرات وطنية وجهد سياسي واعلامي بادر في اخراج الشباب من الاجواء السوداء الى رحاب التفاؤل والعمل، والتنفس في هواء الوطن الجميل، وحمل الشاب الاردني المجرفة والمعول، والعقول السواعد والايدي لبناء حياة كريمة. و الاهم، وبعدما كسر الاردني ثقافة العيب. فالسؤال الاهم، كيف نحافظ على ثقافة العمل الجديدة؟ مئات الاف من الاردنيين عاطلون عن العمل.
واعرف قطاعات كثيرة ودعت العمال الوافدين، وفي مصانع وشركات كبرى تبحث عن عامل وافد واحد، فلا تعثر عليه. و ما انتج من ثقافة عمل جديدة لدى الاردنيين رصيد اجتماعي واقتصادي كبير، ويجب ان يتم تأسيس لثقافة عمل تراكمية وذات «قيمة زائدة»، وتعطيل او فرملة اي محاولات لقوى شد عكسي لاعادة «فرط السبحة»، واعادة توطين العمالة الوافدة في سوق العمل الاردني. و في الاعلام أجد نفسي مجبرا أن اكتب عن «اذابة وتكسير ثقافة العيب».
واجد نفسي مضطرا الى الاحتفال باي فرصة عمل توفر لاردني. و نقبل رأس العامل الاردني، وصاحب العمل، ونرفع لهم القبعات شكرا وعرفانا.. واحتفالا في لحظة قد يصل بها الاردن الى صفر عمال وافدين. و انصح الحكومة ووزارة العمل ان تدرس نجاح اي شركة او استثمار وطني من زواية كسر ثقافة العيب وتوطين العمالة الاردنية. و لكن، ثمة ملاحظة وشكوى وردتني من شباب عاطلين عن العمل في الكرك. و يسألون عن «مول تجاري « واعلانات عروضه تملأ الدنيا وتشغل الناس.
و يقولون : انهم تقدموا بطلبات تشغيل الى المول، ولكن ادارته ترفض تشغيل اردنيين. و نهاية الاسبوع الماضي كنت في الكرك. و دخلت الى المول لشراء اغراض وحاجات، وفعلا، تفاجأت من عدد العمال الوافدين في المول. الكاشير وافد، واللحام وافد، والمحاسب وافد، والسائق وافد، والمدير وافد، وعامل التحميل والتنزيل وافد. و اللافت والغريب في « مول الكرك».. حضرت كل الجنسيات، وغاب الاردني، و»الكركي الاردني» مجرد زبون كريم.
و اظن، عوضا عن انشغال الاردنيين في قضايا كثيرة زائدة عن اهتمامهم وفضولهم السياسي والاجتماعي. فلماذا لا يسألون لماذا ترفض ادارة المول تشغيل اردنيين. تكريم الوطن بالانخراط في العمل والعلم والتسلح بالمعرفة للنهوض بالاردن. فلا العويل ولا الصياح والتذمر والاتهام والتسويف ينتج وطنا،
ولا تحل مسكلة الفقر والبطالة والتنمية. بل تسمح الى قوى سياسية انتهازية لاستغلال التهافت الاجتماعي والمعيشي، وصناعة خواصر رخوة في حواضن الوطن.