جلسة حوارية حول الحقوق الاجتماعية للطفل الفلسطيني

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

عمان 21 تشرين الثاني  أمل الدهون- ناقشت جلسة حوارية عقدت، اليوم الخميس، في عمان، الحقوق الاجتماعية للطفل الفلسطيني، ضمن اليوم الثاني من انعقاد المؤتمر الدولي "دور المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز واحترام حقوق الطفل الفلسطيني".

وعُرضت خلال الجلسة، شهادة مسجلة لطفلة تحدثت فيها عن الاعتداء الوحشي الذي تعرضت له عائلتها ومنزلها؛ مما أدى لاستشهاد جميع أفراد عائلتها لتبقى وحيدة بلا معيل أو حتى أسرة تأويها.

وثمّن وكيل وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، طه إيراني، خلال ترأسه الجلسة، الجهود الأردنية المبذولة في دعم ومساندة صمود الشعب الفلسطيني لمواجهة الاحتلال وتقديم يد العون له في التدخل بالقضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية، لافتا إلى دعم الأردني المتواصل قبل وبعد حرب 7 تشرين الأول من العام الماضي.

وأشار إلى آلاف القصص التي لم تروَ عن حجم العنف والدمار والحرمان الذي يحياه الطفل في أنحاء مختلفة من فلسطين.

بدوره، أكد مدير الخدمات الطبية الملكية العميد الطبيب يوسف زريقات، السمعة الطيبة التي اكتسبها الأردن في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، خاصة في مجال الرعاية الصحية، عبر عمل الخدمات الطبية الملكية في العديد من دول العالم، وتنفيذا للتوجيهات والمكرمات الملكية السامية

كما سلط الضوء على الجهود المبذولة من الخدمات الطبية في فلسطين من خلال إنشاء مستشفيات ميدانية مجهزة تجهيزا كاملا، وتقديم خدمات طبية متنوعة؛ مثل الجراحة والولادة وتوفير الأطراف الصناعية للمبتورين.

وقدم زريقات أرقاما وإحصائيات توضح حجم الخدمات التي تقدمها الخدمات الطبية الملكية في فلسطين، مثل عدد المراجعين للمستشفيات الميدانية وعدد العمليات التي تجريها كوادر الخدمات وعدد الأطراف الصناعية التي تم تركيبها حتى اليوم.

وأشار إلى الخطط المستقبلية لتوسيع نطاق الخدمات الطبية في فلسطين، كإنشاء مستشفى ميداني خاص بالولادة والخداج.

أما عن واقع الطفل الفلسطيني، أكد مستشار الرصد والمتابعة في اليونيسيف، جان بيس، صعوبة الأوضاع الإنسانية التي يعيشها الأطفال الفلسطينيون جراء الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى ارتفاع معدلات القتل والإصابة بين الأطفال، ونقص الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية والتعليم، وتعرضهم للعنف النفسي والاجتماعي.

ولفت إلى فشل المجتمع الدولي في حماية حقوق الطفل الفلسطيني، رغم وجود اتفاقيات دولية تضمن هذه الحقوق، داعيا إلى ضرورة التحرك الفوري لحماية الأطفال الفلسطينيين وضمان حقوقهم الأساسية في الحياة والسلام والأمن.

من جهته، أكد وكيل وزارة التربية والتعليم العالي في فلسطين، الدكتور نافع عساف، أهمية التعليم كركيزة أساسية لصمود الهوية الفلسطينية في مواجهة محاولات الاحتلال الإسرائيلي لطمسها عبر فرض مناهج دراسية جديدة وتدمير المدارس، لافتا إلى التحديات التي تواجه قطاع التعليم الفلسطيني، كنقص الموارد، وتعرض الطلاب والمؤسسات التعليمية للاعتداءات الإسرائيلية.

وشدد على أهمية استمرار التعليم كسلاح لمواجهة الاحتلال والحفاظ على الهوية الوطنية، مشيدا بالجهود المبذولة لتوفير التعليم للطلاب الفلسطينيين، سواء من خلال المنصات التعليمية الإلكترونية أو البرامج الداعمة التي تشارك الأردن في تنفيذها.

وبالنسبة لواقع حقوق الطفل في سجون الاحتلال، أشار مدير برامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال/ فلسطين، عايد أبو قطيش، إلى الفجوة الكبيرة بين الاتفاقيات الدولية لحماية حقوق الطفل وبين الواقع المأساوي الذي يعيشه الأطفال الفلسطينيون تحت الاحتلال، حيث يواجهون اعتقالات تعسفية وعنفا ممنهجا، رغم وجود اتفاقيات دولية تحظر ذلك، موجها باللوم على عجز المجتمع الدولي عن الضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته بحق الأطفال الفلسطينيين.

بدورها، أشارت مديرة الدراسات والأبحاث في دائرة الشؤون الفلسطينية في الأردن، هبة المعاني، إلى الدور المحوري الذي تلعبه وكالة الأونروا في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين في الأردن، بما في ذلك المساعدات الغذائية والنقدية، والبرامج التعليمية والصحية، وخدمات رعاية الأطفال ذوي الإعاقة، مؤكدة أهمية تعاون الاونروا مع مع شركاء محليين ودوليين لتوفير بيئة آمنة للأطفال وتعزيز مشاركتهم في التعليم، مع التركيز بشكل خاص على الأسر الأكثر ضعفاً.

وقال مدير صحة سلفيت في وزارة الصحة الفلسطينية، الدكتور هيثم منصور، إن هناك 34 مركزا صحيا خارجا عن الخدمة بشكل كامل نتيجة هدمه من قبل الاحتلال، مشيرا إلى حرمان عدد كبير من الأطفال من الرعاية الصحية وخاصة المطاعيم وتفشي مرض شلل الاطفال بعد القضاء عليه كليا عام 2004 نتيجة البيئة التي أوجدها الاحتلال المساعدة لتفشي الأمراض في قطاع غزة.

من ناحيته، أشار نائب مدير إدارة التعليم في الأونروا، أوني ساكونا، إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها مدارس الأونروا، ما يؤثر سلبًا على قدرتها على تقديم خدماتها التعليمية للطفل الفلسطيني، موضحا أن الأونروا كانت تقدم خدمات تعليمية شاملة لعدد كبير من الطلاب، إلا أن هذه الخدمات تراجعت بشكل كبير نتيجة للعدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة والحصار المفروض عليه، مما أدى إلى تدمير العديد من المدارس وتشريد الطلاب.

وفي ختام الجلسة، قدم المشاركين عددا من التوصيات شملت؛ الحماية الفورية للطفل الفلسطيني من خلال وقف إطلاق النار، وسن قوانين لحمايته، وتوفير مساحات آمنة له، كما طالبوا بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة وتحديث خطط الطوارئ لتلبية احتياجات الأطفال المتزايدة، مشددين على أهمية التوعية والتأهيل، ودعم الأونروا، وتعزيز الشراكات الدولية لضمان حصول الأطفال الفلسطينيين على حقوقهم الأساسية في الحياة والتعليم والصحة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences