سوريا وخطر التفكيك والاردن وهواجس التهجير والوطن العربي وحتمية التقسيم .. فماذا اعددنا لذلك يا دولة الرئيس ..؟؟

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

خاص - حسن صفيرة

في الوقت الذي بدأت فيه الحالة السورية مؤخراً بعودة ما يُسمّى الفصائل المعارضة إلى محاولة استعادة المشهد الحربي ضد قوات النظام السوري، وبعد 13 عاماً من اندلاع الحرب في سوريا، التي شهدت خلالها تقديم الجيش السوري تضحيات وبطولات عظيمة لحماية الوطن، واستطاع بفضلها دحر عشرات الآلاف من المسلحين المنتمين إلى فصائل ذات توجهات وتمويل “مشبوه”، كان هدفها تخريب الدولة وفرض وجود غير سوري عبر المرتزقة، يتضح الآن أن هناك من يسعى إلى تنفيذ مخطط تقسيم سوريا، وهو مخطط يهدد ليس سوريا وحدها، بل المنطقة العربية بأكملها.

الأوضاع في سوريا، وخاصة بعد جولة القتال التي شهدها الشمال السوري خلال الأيام الماضية، وما صاحبها من تسخير قنوات إعلامية معينة لنشر الشائعات حول سيطرة الفصائل المسلحة على مساحات واسعة من الشمال، تربطها تحليلات بمخطط لتقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات طائفية (سنية، شيعية، وكردية). بل ومن الممكن أن يشمل التقسيم دويلة علوية، لتصبح سوريا أربع دويلات متناحرة طائفياً. هذا المخطط يخدم مصالح أمريكا وإسرائيل، بدعم مباشر من تركيا وتشجيع بعض الدول العربية، وخاصة الخليجية، كجزء من تمهيد لصفقة القرن.

تسارع الأحداث في سوريا يثير تساؤلات حول الموقف الرسمي الأردني مما يجري هناك. ما هي الاستعدادات للمرحلة المقبلة؟ وهل سنجد أنفسنا في قلب هذه المعادلة دون أي قوة أو استعداد؟ ولماذا لا تصارح الحكومة الأردنية الشعب بحجم الخطر الذي يهددنا؟ إن تجاهل ما يجري وكأننا بمنأى عنه مرفوض تماماً.

أي تطورات في الوطن العربي لها انعكاسات على الأردن. فما الذي أعددناه لمواجهة هذه التحديات؟ صحيح أن تركيز رئيس الوزراء الحالي على الملف الاقتصادي أمر مهم، ولكن القرار السياسي هو الأساس الذي نفاخر به. فهل سنقف مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث في سوريا العروبة؟ أم أننا سنواجه خطر انهيار المنطقة؟ غزة، ثم لبنان، وسوريا، وربما الضفة الغربية في المستقبل القريب، ما يهددنا جميعاً إذا لم نتخذ موقفاً واضحاً.

ختاماً، فإن الأحداث المتسارعة تحتم علينا الحرص والوعي. خطر التوطين وصفقة القرن باتا قريبين، والنيران مشتعلة. تمتين الجبهة الداخلية الأردنية ضرورة لحماية الوطن، مستندين إلى الجيش العربي المصطفوي، والأجهزة الأمنية، والشعب الوفي الملتف حول قيادته. هذه العناصر هي مصدر قوة الأردن، الذي يملك ما لا تملكه حتى كبريات دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، التي تعرت قوتها وجيشها أمام المقاومة الفلسطينية في غزة.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences