الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باقٍ في منصبه وامامه تحد كبير ...
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، أنه سيبقى في منصبه حتى نهاية ولايته المقررة في مايو/ أيار 2027، وذلك في كلمة ألقاها غداة سحب الثقة من حكومة ميشيل بارنييه في البرلمان.
وقال ماكرون في كلمة مدتها عشر دقائق “التفويض الذي منحتموني إياه مدته خمس سنوات وسأكمله حتى النهاية”، مضيفا أنه يعتزم اختيار رئيس جديد للحكومة في “الأيام المقبلة”.
وكانت رئيسة الجمعية الوطنية يائيل براون بيفيه، المنتمية إلى معسكر ماكرون قالت خلال مقابلة هذا الصباح على أثير إذاعة “ فرانس إنتر” إن رئيس الجمهورية “يجب أن يطمئن الفرنسيين” خلال كلمته المتلفزة مساء.
من حيث التوقيت والسياق، يُشكل حجب أو سحب الثقة البرلمانية عن حكومة ميشيل بارنييه، وبالتالي إسقاطها، صداعاً جديداً للرئيس إيمانويل ماكرون، الذي سيتعين عليه الآن العثور على رئيس جديد للوزراء يكون قادراً على جمع أغلبية في الجمعية الوطنية تسمح له بتمرير إصلاحات الحكومة مشاريع قوانينها.
ويبدو أن ساكن قصر الإليزيه يريد هذه المرة أن يتجنب ما حدث في الصيف الماضي حين استغرقت عملية اختياره لرئيس للوزراء، بعد نتائج الانتخابات التشريعية التي أفرزت برلماناً منقسماً، فترة طويلة.
من أجل ذلك، كثف ماكرون من اجتماعاته ومكالماته الهاتفية خلال الأيام والساعات الأخيرة، مع جهات مختلفة لاختبار مرشحين معينين، وفق ما ذكرت وسائل إعلام فرنسية نقلاً عن مصادر في الإليزيه.
في هذا الصدد، نقل تلفزيون“بي ف م تي في” عن وزير سابق، لم يذكر اسمه، قوله إن الرئيس الفرنسي كثف من مكالماته ومشاوراته خلال رحلته التي استمرت ثلاثة أيام إلى المملكة العربية السعودية، وذلك بهدف واحد و هو التمكن من العثور على خليفة لميشيل بارنييه، خلال الـ 24 ساعة التالية لإسقاط الحكومة ”.
ونقل تلفزيون“بي ف م تي في” عن مقرب آخر من الرئيس الفرنسي، لم يذكر اسمه، قوله: “ الرئيس لا يريد أن يظهر بدون حكومة أمام الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب”، الذي سيزور باريس نهاية هذا الأسبوع لحضور حفل إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام دو باري بعد الحريق الذي طالها عام 2019.
وأضاف المقرب من ماكرون: “أمامنا 26 يوما لوضع الميزانية. لا يستطيع رئيس الجمهورية أن يضيع الوقت. هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها أنه يريد التحرك بسرعة”.
يتم، بحسب عدة مصادر، تداول أسماء عديدة لمنصب رئيس الوزراء.. ويبدو أن اسم سيباستيان ليكورنو، وزير الجيوش الحالي ، البالغ من العمر 37 عاما، هو الذي يظهر في أغلب الأحيان في التبادلات بين إيمانويل ماكرون والمقربين منه.
يعد الوزير الشاب أحد رجالات “الماكرونية” (نسبة إلى ماكرون) الأقوياء، وسبق له أن تولى عدة حقائب وزارية، وهو الوزير الوحيد الذي ظل في الحكومة منذ وصول إيمانويل ماكرون إلى السلطة عام 2017. وهو عضو سابق في حزب “الجمهوريون” – الحزب الذي ينتمي إليه ميشيل بارنييه – ويحافظ على علاقات جيدة مع أعضاء الحزب في الجمعية الوطنية.
الاسم الثاني الذي يتم تداوله أيضا لخلافة ميشيل بارنييه، هو فرانسوا بايرو، رئيس حزب “الاتحاد من أجل الديمقراطية” المنتمي إلى وسط اليمين، أبرز حلفاء الرئيس الفرنسي.
يحظى فرانسوا باحترام جزء كبير داخل الجمعية الوطنية، بما في ذلك من قبل حزب مارين لوبان “التجمع الوطني” اليمني المتطرف. وهو يدافع ، مثل مارين لوبان، عن إنشاء اقتراع نسبي للانتخابات التشريعية.
يتم أيضاً تداول أسماء شخصيات أخرى ولكن بدرجة أقل، بما في ذلك رئيس الوزراء الاشتراكي الأسبق برنار كازنوف، والذي تم استقباله بالفعل في الإليزيه بعد حل الجمعية الوطنية في التاسع من يونيو/ حزيران الماضي.
ويخشى إيمانويل ماكرون من أن يرفض اليمين واليمين المتطرف الاشتراكي السابق، كما هو الحال بالنسبة لأي شخصية سياسية يسارية، وبالتالي، حجب الثقة عنه في أول فرصة.
يتم كذلك تداول اسم وزير الداخلية الحالي برونو روتايو. غير أن هذا الأخير، وهو الصديق المقرب لفيليب دو فيلييه، المعارض الشرس للزواج للجميع، يبدو مثيرا للانقسام، ما سيجعله غير قادر على جمع أغلبية في الجمعية الوطنية.