صيدنايا "المسلخ البشري".. كيف نقلت أساليب التعذيب النازية إلى سجون سوريا؟
تقرير: جذور المنظومة الأمنية السورية تمتد إلى عهد الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد الذي استعان بضابط نازي يدعى “ألويس برونر”
علي خلف - تصدر اسم سجن صيدنايا، عنونين الأخبار العربية والعالمية، ويتداول نشطاء كل ما يتعلق بالسجن بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الكشف أن أهوال وفظائع خلف قضبانه، بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وكشف تقرير صادر عن منظمة "العفو الدولية" عن أساليب تعذيب نازية نقلت إلى السجون السورية في عهد حافظ الأسد والد الرئيس السابق بشار الأسد، والتي باتت تتكشف بعد سقوط نظامه
وتشير الأدلة وفقا للتقرير، إلى أن جذور المنظومة الأمنية السورية في عهد بشار الأسد، تمتد إلى عهد الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، الذي استعان بضابط نازي يدعى "ألويس برونر" لبناء جهاز استخباراتي يقوم على التعذيب.
وبرونر هو ضابط فرّ من ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وتنكّر باسم "جورج فيشر"، ونقل أساليب "الغيستابو" الشهيرة إلى سوريا، حيث تم استخدامها بشكل موسع في سجون مثل صيدنايا وتدمر وعدرا.
“الغيستابو”
"الغيستابو" هو أكثر أجهزة الأمن الألمانية شهرة وسرية وهي المسؤولة عن العديد من عمليات الاغتيال والتدمير للملايين خلال فترة الحكم النازي تأسست لحماية الدولة الألمانية والحزب النازي. وقد تم تأسيس الشرطة السرية في 26 أبريل 1933 في بروسيا.
شهادات ناجين تكشف الفظائع
بحسب نشطاء سوريين فإن الأساليب النازية المستوردة تركت أثراً نفسياً عميقاً على المعتقلين.
وتؤكد شهادات ناجين من سجن صيدنايا استخدام طرق تعذيب قاسية وانتزاع اعترافات بالقوة، فضلاً عن الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري لآلاف المدنيين
وأكد ناشط سوري في وقت سابق، أن العديد من المدنيين في سجون النظام واجهوا تعذيباً ممنهجاً وانتهاكات جسدية ونفسية مروعة، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل لإنقاذ المعتقلين.
إجبار الأهالي
وبحسب شهادات أهالي معتقلين فارقوا الحياة جراء التعذيب، وفقا لتقرير للعفو الدولية، فإنه يتم إبلاغهم بضرورة التوقيع على أوراق تقول إن فقيدهم مات تحت تأثير نوبات قلبية أو غيرها،
ويشير التقرير إلى أنه يمتنع عن تسليم جثامين القتلى لذويهم، ويقوم بدفنهم في مقابر جماعية.
عمليات بحث مكثفة
وتتواصل في سوريا، عمليات بحث مكثّفة عن معتقلين في زنزانات تحت الأرض في سجن صيدنايا، أكبر السجون السورية الذي تفيد منظمات غير حكومية بتعرّض المساجين فيه للتعذيب، بينما تستمرّ الاحتفالات في دمشق بسقوط حكم بشار الأسد في أعقاب هجوم خاطف نفّذته فصائل المعارضة.
وغداة نقطة تحول تاريخية مع انتهاء حكم عائلة الأسد الذي امتد أكثر من نصف قرن في سوريا، أرسلت منظمات فرق طوارئ إلى سجن صيدنايا الواقع على بعد ثلاثين كيلومترا من دمشق، "للبحث عن أقبية سرية داخله يُتوقع وجود معتقلين فيها".