عمّان والقاهرة صوت الحكمة في المنطقة
كتبت: نيفين عبد الهادي
العلاقات الأردنية المصرية ليست مجرد علاقة تربط بلدين شقيقين، إنما أخوّة حد التوأمة، وترابط وتشابك بالمواقف، ووحدة الكلمة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وحرصهما على تعزيز هذه العلاقات وجعلها دوما في مكان متقدّم لتشكل اليوم رافعة حقيقية للكثير من القضايا العربية، وتتجاوز ذلك للقضايا الدولية، ما يجعل من وصفها بكلمة أو حتى بكلمات صعبا لقوّتها ومتانتها ومثاليتها.
خط التواصل والاتصال بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لا يتوقف، ويكاد يكون على مدار الساعة، تحديدا في الظروف الاستثنائية، كما هي خلال المرحلة الحالية، لتقف المواقف الأردنية والمصرية دوما عند نقطة التقاء واحدة تزداد اتساعا وإشعاعا وتقاربا يوما بعد يوم، فهي علاقات ثنائية تجتمع ولم تفترق يوما لأي سبب ولأي ظرف، بل هي أعمق باستمرار ودون توقف.
بالأمس، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ضرورة الحفاظ على أمن سوريا واستقرارها وسيادتها ووحدة أراضيها، واحترامهما لخيارات الأشقاء السوريين، وتأييدهما عملية انتقالية سلمية سياسية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وتلبي طموحات الشعب السوري وتضمن حقوقه، وتكثيف الجهود الدولية للوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على غزة، وحماية المدنيين، كما أعاد الزعيمان التأكيد على موقف الأردن ومصر الرافض لتهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، وغيرها من الملفات المهمة التي شدد عليها الزعيمان خلال مباحثات ثنائية موسعة، عقدت في قصر الاتحادية بالقاهرة، في زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني للقاهرة أمس، لتتجه أنظار العالم للقاهرة تستمع لصوت الأردن ومصر بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي، بوضع الحقائق كاملة، وكذلك الحكمة بأعلى درجاتها، والحلول العملية لتعقيدات المرحلة وخطورة مستجداتها.
وفي متابعة خاصة لـ»الدستور» حول أهمية زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى القاهرة أمس، وعمق العلاقات الأردنية المصرية بقيادة جلالة الملك وفخامة الرئيس، أكدت شخصيات سياسية وإعلامية مصرية أن الأردن بقيادة جلالة الملك ومصر بقيادة الرئيس السيسي يمثلان محور الاعتدال العربي وهذا محور مهم جدا وهو أكثر ما يحتاجه الشرق الأوسط الآن بأن يعمل حُكماء هذه المنطقة، حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في التعامل مع هذه الأزمات التي تتفجر طوال الوقت وتؤثر على حياة المواطن العربي وعلى صنع السياسات في المنطقة.
وأكد المتحدثون لـ «الدستور» من مصر أن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني أمس للقاهرة في غاية الأهمية في ظل الأوضاع في سوريا، والزلزال الإقليمي الذي تتعرض له المنطقة، وكذلك الآن مع استقبال رئيس أمريكي جديد.
وذكر المتحدثون من مصر أن زيارة جلالة الملك أمس للقاهرة تبرز أن هناك تنسيقا بين الأردن ومصر في هذا التوقيت المهم، لا سيما أنها الزيارة الثانية لجلالته في أقل من شهر.
محمود بسيوني
رئيس تحرير جريدة «أخبار اليوم» محمود بسيوني قال إن العلاقات الأردنية المصرية فيها الكثير من الروابط التاريخية العميقة والمصير المشترك خاصة أن مصر والأردن يقدمان نموذج الشراكة العربية التي بالفعل تقف إلى جانب القضايا العربية وتسعى لحلها وتنمية الاستقرار والوعي بأهمية الأمن القومي العربي وأهمية الاصطفاف خلف الدول الوطنية ومؤسسات الدولة الوطنية.
ولفت بسيوني إلى أن لهذه العلاقات امتدادات لها عمقها وجذورها التي تساعد جدا في حل أي إشكاليات وتؤدي دورا مهما جدا في توافق الرؤى بين القيادة المصرية والأردنية خاصة أن هناك علاقات وطيدة بين الزعيمين، مشيرا إلى أن الدولتين تواجهان مخاطر وتحديات عديدة الآمن منذ أحداث 7 أكتوبر تشرين الأول 2023، والتنسيق الأردني المصري كان على أعلى مستوى وكان يقدّم الحلول واستقرار المنطقة من خلال العمل على التهدئة وعلى أن نعود إلى عملية السلام والتهدئة في المنطقة.
وأكد بسيوني أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ومصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، يمثلان محور الاعتدال العربي وهذا محور مهم جدا وهو أكثر ما يحتاجه الشرق الأوسط الآن من حُكماء هذه المنطقة، ونحن نتحدث عن حكمة الملك والرئيس في التعامل مع هذه الأزمات المتفجرة طوال الوقت والتي تؤثر على حياة المواطن العربي وعلى صنع السياسات في المنطقة، مشيرا إلى أواصر التشاور بينهما لصالح البلدين ولمصلحة المنطقة العربية.
وشدد بسيوني على أن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني أمس للقاهرة في غاية الأهمية في ظل الأوضاع في سوريا، والزلزال الإقليمي الذي تتعرض له المنطقة، وكذلك الآن مع استقبال رئيس أمريكي جديد، والكل يتحسب لوجود عناصر إرهابية يتم التعامل معها عالميا بشكل مختلف، ليقف الأردن ومصر الآن ويعربا عن تأييد خيار الشعب في سوريا، ولكن هناك تخوفا مما هو في الأرض تحديدا مع وجود الاحتلال الإسرائيلي في جنوب سوريا، وما يشكله من تهديد للمنطقة وما يشاع من خطط ضد المنطقة، وكيف سيتصدى الأردن ومصر لها كما تصديا للتهجير.
وبين بسيوني أن لقاءات جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لقاءات فيها الكثير من الأهمية ويتم الاستماع لهذه الأصوات الحكيمة في أرجاء الوطن العربي من أجل إيجاد حل لهذه التخوفات المشروعة، وبالطبع هناك توافق أردني مصري على وقف إطلاق النار في غزة ودخول المساعدات المستمرة للأشقاء هناك، حيث يتشاركان في حل هذه الأزمة بأسرع وقت.
جمال رائف
الكاتب والباحث السياسي جمال رائف أكد أن العلاقات الأردنية المصرية تاريخية وممتدة ولها أيضا ظهير شعبي مهم للغاية مع وجود علاقات شعبية بين الدولتين، ويدعم هذا أيضا الإرادة السياسية الداعمة في تطوير وتنمية العلاقات المشتركة سياسيا واقتصاديا ومختلف الأصعدة الأخرى.
وأضاف أن العلاقات الأردنية المصرية لها خصوصية ولها ما يميزها سواء على صعيد ترابط المصالح الأردنية المصرية مع بعض الأمور المتعلقة بالأمن القومي العربي خاصة القضية الفلسطينية فهي متشابكة مع الرابط التاريخي والجغرافي بالأردن ومصر ما يجعل منهما منخرطين في دعم القضية وهذا ينطبق على القضايا العربية الأخرى.
ولفت رائف إلى أن مصر والأردن يشكلان الآن ركيزة أساسية لدعم استقرار المنطقة ولدعم مفهوم الأمن القومي العربي خاصة أننا نتحدث عن تطابق الرؤى ما بين مصر والأردن في الكثير من القضايا بل في كل القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك وفي مقدمة هذه القضايا، القضية الفلسطينية، ومن ثم يأتي بعدها القضية السورية، الأمر الذي يظهر جليا التنسيق بين القادة أو عبر الدوائر الدبلوماسية وهذا تنسيق الأدوار يقود دوما لما هو الأفضل لقضايا المنطقة.
وشدد رائف على أهمية زيارة جلالة الملك أمس للقاهرة مبينا أنها تبرز أن هناك تنسيقا بين الأردن ومصر في هذا التوقيت المهم، لافتا إلى أنها الزيارة الثانية لجلالته في أقل من شهر، ما يبرهن ويؤكد عمق العلاقات وجودة الاتصال والتواصل المشترك بين الدولتين، لا سيما مع ما تشهده المنطقة من تطورات أخيرة في سوريا وحرص البلدين على استقرار سوريا ووحدة أراضيها.
أحمد عبيدو
أكد نائب مدير تحرير جريدة الأخبار المصرية أحمد عبيدو أن العلاقات الأردنية المصرية علاقات تاريخية تحمل أواصر التعاون والثقة بين البلدين خاصة أننا تربطنا عوامل مشتركة كثيرة مثل اللغة والدين حتى المواقف السياسية وهناك توافق في الرؤي والأطروحات السياسية لكافة القضايا الإقليمية والدولية وقد ظهر ذلك جليا في موقف القاهرة وعمان في رفضهما تهجير الفلسطينيين لسيناء وصحراء النقب.
وأضاف عبيدو: كما اتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي مع جلالة الملك عبدالله الثاني على ضرورة إيقاف شلال الدم في غزة وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وعن زيارة جلالة الملك أمس للقاهرة بين عبيدو أنه تم الاتفاق بين الزعيمين على ضرورة توحيد الجهود السياسية للوصول بسوريا إلى بر الأمان وأن يحدد السوريون فقط مصيرهم ومصير دولتهم.
رضوى عبد اللطيف
وقالت مدبرة مركز أخبار اليوم للتدريب الباحثة الدكتورة رضوى عبد اللطيف: نثمن الدور العظيم والكبير الذي يقوم به الأردن بقيادة وتوجيه جلالة الملك عبدالله الثاني، وكذلك دور مصر الكبير بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم القضية الفلسطينية والجهود التي تبذل لوقف الحرب على أهلنا في غزة، وإعادة إعمارها، وقد أصبح عليهما اليوم جهود إضافية لوقف اتساع الصراع في منطقة الشرق الأوسط والتصعيد الخطير الذي تقوم به إسرائيل الذي لن يعود بالنفع على أي دولة عربية وسنشهد المزيد من الدمار والضحايا، طالما لم تجد إسرائيل رادعا دوليا ومن يقف أمامها ويمنعها مما تقوم به من عربدة في المنطقة العربية.
وأضافت عبد اللطيف: نؤكد أن مصر والأردن يقومان بعمل متواصل منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، وتجري كلا الدولتين اتصالات مكثفة عبر الجهود الدولية التي تقوم بها مصر والأردن مع دول العالم للضغط على إسرائيل من أجل وقف عدوانها على غزة.
ولفتت عبد اللطيف إلى أن أهمية زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى القاهرة أمس أنها تعكس قوة ومتانة التنسيق بين عمان والقاهرة، كونها الزيارة الثانية لجلالته خلال مدة قصيرة، ما يعكس عمق العلاقات الثنائية، مؤكدة أن مصر والأردن دورهما تاريخي في دعم القضية الفلسطينية وكل القضايا العربية، واليوم سوريا، وهما يأخذان دوما المبادرة للحديث أو وضع الحلول لما يحدث في الشرق الأوسط، والحوار مع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها.
الدستور