آخر الأخبار
عاجل

حديث إلى الأمهات

حديث إلى الأمهات
الشريط الإخباري :  
نور أحمد - «لم أجد اثناء خبرتي اي تشابه بين أي اثنتين من الأمهات في اسلوب العناية بمعالجة أمور الطفل»،هذا ما يخبرنا به الدكتور سبوك في كتابه (حديث الى الامهات).
 من الوهلة الاولى لعنوان الكتاب قد يظن البعض انه موجه فقط للأمهات لكن حقيقة الأمر تكمن في سطور الكتاب اذ انه موجه الى الاباء والأمهات معاً في تقديم موضوعاته المتعلقة بكيفية العناية بالطفل ومشاكل الأباء في تربية الأبناء وكل ما قد تتعرض له الأم من مشاكل وصعوبات في إدارة شؤون أبنائها فيقدم لها النصح والإرشاد، ويعد الدكتور»سبوك»من أشهر الاختصاصين في هذا العلم.
 إن الام عند ولادة طفلها الأول تبدأ رحلة جديدة في حياتها بدءاً من الرضاعة الطبيعية للوليد وصولاً لبلوغ الاطفال سن المراهقة وكيفية التعامل معهم بأسلوب صحيح يساعدهم في تخطي عمر المراهقة انتقالاً لسن البلوغ والرشد.
 عندما ننظر الى طفلنا نراه اجمل الأطفال، لكن نحن نطمح ان يكون سليم البنية قوي الجسد متفتح الذهن، ولا يأتي ذلك الا بإهتمام الوالدين بصحة الطفل نفسياً وجسدياً، فتعويد الاطفال على التغذية السليمة أولى خطوات بناء الجسد والذهن والانتباه على نوعية الأغذية الصحية تفادياً للسمنة او النحافة المفرطة او الحساسية من نوع معين من الفواكه والخضار وغيرها.
 يجب تشجيع الاطفال على ممارسة الالعاب والتمارين الرياضية المناسبة لكل فئة عمرية يمرون بها، وضرورة تحذيرهم ومنعهم من الإنغماس في تكنولوجيا الالعاب الإلكترونية والجلوس الطويل امام شاشات الكومبيوتر والتلفزيون التي تصطاد عقول الأطفال وتحبس اجسادهم بعيداً عن النشاط والحركة، ولابد من تخصيص وقت محدد لذلك وحثهم للعب والاستجمام في الحدائق العامة والمخصصة للأطفال فذلك يساعدهم على قضاء وقت ممتع في الهواء الطلق برفقة الاهل والأصدقاء.
 ان توجيه الطفل من قبل الوالدين يتسم بالمرونة وعند بلوغ الطفل الثالثة الى السادسة من العمر يجب توجيهه على انه شخصية مستقلة ليشعر بالإطمئنان بعيداً عن القلق وتزداد معرفته بالمسؤولية تجاه سلوكه في المنزل والمدرسة وكيفية التعامل مع الوالدين والأخوة والاصدقاء، وعلينا ان نفهم أسرار التوتر النفسي الذي يمر بنفسية الطفل لان الفهم يساعدنا على التعامل مع الطفل بروح واعية بعيداً عن الضغط الذي بدوره يعيق عملية النمو ويحول دون إهتمامه بالمجتمع والعالم.
 «إن من أكثر الظواهر أصالة في الإنسان هي محاولته المبكرة في تربية نفسه بنفسه والقدرة على التمييز  بين ماهو مهذب وماهو غير ذلك»،وضمير الطفل يتكون من عامه السادس حتى الثانية عشر من عمره ويلحظ الوالدين تحول كبير في سلوك وتصرف الطفل ويواجهون الحيرة في التعامل معه، ولابد من تذكر الحقيقة الخالدة عن التربية «أنها تعتمد في الأساس على الصبر والتأني والقدرة على فهم السلوك وما وراء القدرة على اتخاذ القرار المناسب، وفهم ما في أعماق الطفل».