د. ممدوح العبادي: المساعدات الأمريكية والصراع بين السنة والشيعة كذبة كبرى

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

لم يحدد السياسي والبرلماني والوزير والطبيب الأردني المثقف الدكتور ممدوح العبادي ما هي حاجته بصورة محددة لإصدار كتاب أقرب لتسجيل بعض اليوميات عن مسيرة امتدت لأكثر من 50 عاما وشملت عدة محطات.
ولكن عند إشهار كتابه “السياسي الأمين” مساء الإثنين الماضي في مؤسسة عبد المجيد شومان حصل ما لم يكن في الحسبان.
مجرد الإعلان عن إشهار الكتاب “السياسي الأمين” لعمدة عمان العريق وهو أمين العاصمة عمان في الماضي ووزير للصحة، احتشد عدد كبير من رجالات الدولة والسياسيين والمهتمين والمنشغلين بالعمل السياسي كما لم يحصل عمليا مع أي كتاب آخر.
كان الحضور طاغيا في قاعات مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافية التي استضافت فعالية إشهار الكتاب.
كتاب “السياسي الأمين” بهذا المعنى شكل محطة أساسية بعد إشهاره للدكتور ممدوح العبادي أحد أبرز السياسيين الخبراء في الأردن.
هو نقيب سابق للأطباء مرتين إحداهما بالتزكية، الأمر الذي لم يحصل سابقا في تاريخ النقابات المهنية.
وهو أمين للعاصمة ورفيق درب الملك الراحل الحسين بن طلال ورئيس اللجنة العليا لدعم الانتفاضة الفلسطينية ووزير في الحكومة لمرتين ونائب في البرلمان لثلاث مرات.
بهذا المعنى خبرة الدكتور العبادي ومشروعه في التركيز على الاشتباك السياسي تحت شعار “الدين لله والوطن للجميع” بقي علامة فارقة في التاريخ السياسي الأردني الحديث ما دفع بطبيعة الحال “القدس العربي” للإطلالة على نافذة الكتاب والكاتب في هذا الحوار الموسع.

لماذا فعلها الأسد؟

الدكتور العبادي أحد الشخصيات المقربة جدا من الأوساط والفصائل والنخب الفلسطينية وأحد السياسيين القدماء الذين يصرون على التحدث في شؤون الإدارة والحكم والدولة والقضايا الملحة طوال الوقت.
“القدس العربي” عندما التقته مؤخرا كان المناخ العام في الأردن مشغولا بل مهووسا في متابعة المتغير الاستثنائي في المشهد السوري.
قال العبادي بوضوح إن سوريا تعرضت لحرب استنزاف ومحاولة اخضاع طوال السنوات السابقة مؤكدا قناعته بأن رفع العلم الإسرائيلي على سارية في دمشق كان سيضمن للنظام السوري رغم كل ما يقال عنه وحوله “طوال العمر”.
يبدو العبادي على قناعة بأن الموقف الممانع للنظام السوري هو الأساس، لكن عندما تعلق الأمر بالأحداث الأخيرة والربيع الدمشقي الجديد وقف الدكتور العبادي عند سؤال قال بوضوح وصراحة أنه لم تتوفر لديه حتى الآن إجابة منطقية عليه.
■ ما هو ذلك السؤال؟
■ لماذا لم يقاتل الجيش السوري المعارضين المسلحين… لماذا انسحبت القوات السورية من المدن والأهم ما الذي حصل مع الرئيس السابق بشار الأسد عندما غادر وقرر عدم القتال؟
■ كيف سنجيب برأيك على هذه الأسئلة؟
■ تلك أسئلة التاريخ سيجيب عليها ولا ينبغي الخوض في استنتاجات بالخصوص.

كتاب “السياسي الأمين” لماذا؟

عند الاستفسار من العبادي عن الأسباب التي دفعته لإصدار كتاب “السياسي الأمين” أقر بأنه تردد لأكثر من عامين في خوض مثل هذه التجربة رغم إلحاح بعض الأصدقاء.
■ ما الذي حسم الأمر بعد عامي التردد؟
■ تشاورت مع العديد من الأصدقاء وكنت أطرح نفس السؤال “من أنا حتى أصدر كتابا عن مسيرتي؟”. في المحصلة توكلت وبدأت التوثيق وصدر الكتاب واحتفى به المهتمون.
■ كيف تقيم ردود الفعل؟
■ مرتاح لردود الفعل وعلمت بأن الناس متشوقة للإصغاء والاستماع ولدي تجربة اتضح أن الأردنيين لا يمانعون الإطلاع عليها.
■ هل تلخص لنا فكرة الكتاب؟
■ محاولة لتسجيل وقائع حصلت في كل المناصب التي تقلدتها وشخصيا شغفي نقل ما حصل بشفافية وبصراحة رغم علمي المسبق بأن بعض المعلومات والمعطيات والوقائع التي تضمنتها دفتا الكتاب من الصنف الذي سيغضب البعض أو يزعج البعض الآخر أو لا يناسبهم.
وحرصت طوال الوقت على الالتزام بجانب المصداقية بمعنى التنازل عن نشر أي معلومة لم أتذكرها جيدا أو لا يمكن إلا أن تكون دقيقة بالمطلق.
بالتالي الكتاب محاولة للإفصاح عن أكثر الأشياء التي حصلت معي وقدرت صلاحيتها للتوثيق والإفصاح بدون أن يعني ذلك في كل حال أني قلت كل ما لدي أو كل ما حصل.

من أخطأ في أيلول؟
كتاب “السياسي الأمين” بهذا المعنى خليط من النصوص الشيقة كما وصفه رئيس الوزراء الأسبق علي أبو الراغب وبين دفتي الكتاب تسجيل لمسيرة الدكتور العبادي منذ كان طفلا وولد فقيرا إلى أن أصبح طبيبا فاحصا للبصر أو فاحصا للبصيرة كما وصفه في مقدمة الكتاب الشاعر والكاتب باسل طلوزي.
الطفل الفقير انتقل من إحدى حارات العاصمة عمان القديمة وتمكن من عكس الصورة عن بيئة تلك الحارات بمكوناتها الأردنية والفلسطينية وأحيانا الشركسية إلى أن أصبح العبادي شابا وانتقل إلى تركيا لدراسة طب العيون عن غير رغبة منه كما ورد في الكتاب، ثم التخصص بطب العيون في أحد المستشفيات الكبيرة في العاصمة البريطانية لندن.
■ هل تؤكد أنك ذكرت كل الأشياء بصراحة في المحطات التي تعرضت لها؟
■ الكتاب محاولة لتسجيل الوقائع كما حصلت. مستعد للنقاش والحوار على التفاصيل والكثير من ما رويته في تلك اليوميات بدون ان أسميها مذكرات أو أتركها للجمهور وللقراء ثمة شهود عيان على قيد الحياة عليها لا يزالون موجودين.
الحقيقة أن فكرة تأليف هذا الكتاب وإصداره كان جذرها الأعمق محاولة التحدث عن التجربة بكل ما فيها من مرارة وإبلاغ أبناء العاصمة عمان على الأقل عن بعض ما كان يدور في إدارة عاصمتهم ومدينتهم خلافا لانعكاس التجربة على الوقائع السلوكية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
■ ألم يخطر في ذهنك ككاتب الإحراج الذي يمكن أن تسببه لبعض الشخصيات؟
■ الكتاب لم يكن المقصود به إطلاقا إدانة شخصيات بقدر ما كان المقصود به أن أبلغ القراء بكيفية تعاملي شخصيا مع الأحداث التي حصلت، حيث أحداث وتحولات أساسية لا يستهان بها من بينها وقد يكون أبرزها تشكيل اللجنة العليا لدعم الانتفاضة والتحضير لمسيرة العودة، ومن بينها أيضا كيفية نشوء وتكون العاصمة عمان من طبقة الفلاحين والتجار وذلك المزيج والخليط الاجتماعي النادر الذي يعكس حقيقة وروح الأردن الاجتماعية.
وبين الأحداث التي يسلط عليها الكتاب الأضواء ويقول بعض التفاصيل من زاوية الكاتب هو اضطرابات أيلول الأهلية.
ملف أيلول مهم برأي العبادي لأن أحداث تلك المرحلة التي يخجل منها الغالبية الآن ويخشون التحدث عنها بدون وجه حق، انطوت على مفارقة، حيث سجل الجانب الفلسطيني روايته عن تلك الأحداث لكن السردية لم ترو من جانب الدولة أو الشخصيات الأردنية.
ويصف العبادي..”تلك اضطرابات حصلت فيها أخطاء من كل الأطراف التي اشتبكت مع بعضها البعض”.
ويشرح العبادي: أخطأت المنظمات الفلسطينية عندما حاولت التصرف كدولة داخل دولة وان كان يمكن تفهم النوايا الطيبة لممثلي شعب قرروا التحدث عن قضية وطنهم المحتل فيما التصرفات على الأرض مست بالقانون وهيبة الدولة.
خطأ الدولة الأردنية برز عندما تم الاتفاق على مغادرة المسلحين الفلسطينيين، حيث تم تجميعهم في منطقة عجلون بدلا من خروجهم المنظم إلى دول أخرى فحصلت مشادات ومشاحنات وتصرف الجيش وأهدرت دماء فيما كان يمكن التصرف بطريقة مختلفة.
■ ما الذي أردت قوله بصورة عامة أو اضطرك لإعداد هذا الكتاب؟
■ أنا رجل أزعم أنني عشت حياة عادية مثل بقية أبناء جيلي باستثناء أن أحلام الجيل والفرص التي أتيحت لي دفعتني للمقارعة والاحتكاك وأحيانا الصراع مع الأيام وبجرأة وجسارة. وأقول بأني طوال الوقت بقيت شغوفا بان لا أستسلم أمام أي من التحديات أو المواجهات التي أقابلها.
رغم ذلك رفضت فعلا وقاومت لأعوام عديدة فكرة توثيق يوميات أو مذكرات أو محطات لكن مؤخرا وجدت نفسي طافحة بتفاصيل كثيرة قد تكون مفيدة وللأجيال اللاحقة، وهي تفاصيل تمثلني في كل حال ومن الصعب أن لا تفيض وتبقى محتبسة.
من منطقة رأس العين وهي حي فقير جدا وقديم يشكل روح العاصمة عمان في بدايات تشكلها وبؤرتها في النقل والتجارة إلى اسطنبول كطالب في كلية الطب ثم بعدها إلى لندن في تخصص طب العيون ثم العودة لممارسة المهنة والاشتباك السياسي والنقابي والاجتماعي والعمل طبيبا في وزارة الصحة.

كتابي “السياسي الأمين” محاولة لتسجيل وقائع حصلت في كل المناصب التي تقلدتها بشفافية وبصراحة

■ ثمة حافز في الكلام دفعك إلى تغيير موقفك في مسألة الكتاب … ما هو ذلك الحافز؟
■ لا أعلم بصورة محددة لكن طبيعتي شغوفة بمقاومة الروتين والعادي، وبصراحة بعد افتتاح عيادتي لطب العيون في مدينة الزرقاء تحديدا استوقفني النظر في وجوه الناس وتلمس احتياجاتهم وهي الشعلة التي دفعتني باتجاه حقل العمل العام، فبعد العيادة والتعامل المباشر مع المواطنين الانتقال لأمانة العاصمة عمان ثم لمجلس النواب، وعلي القول باني رجل محظوظ في نهاية المطاف انتبه لحاجته لتحقيق الذات لكنه حاول أن يمزج ذلك بالإصرار والتحدي .. أتصور بأن هذا هو الحافز.

حرب حتمية مع إسرائيل

بعيدا عن كتابه حديث الصدور” السياسي الأمين” يمكن القول إن الدكتور ممدوح العبادي يتصدر قائمة الاشتباك السياسي مع القضايا والملفات الوطنية والقومية الملحة قياسا بجيله من قدماء السياسيين وكبار المسؤولين السابقين.
وهنا يرصد أهل عمان دوما “عمدتهم” الأسبق المخضرم متحدثا في عبر محطات الإذاعة أو في الندوات العلنية أو مداخلا وضيفا على بعض القنوات كلما تعلق الأمر بطبيعة التحديات التي تواجه المملكة والتي يقدر العبادي دوما بأن أبرزها على الإطلاق الآن مقولته الشهيرة “الحرب مع إسرائيل قادمة لا محالة ولا ريب وعلى الأردنيين الاستعداد لها”.
وجهة نظر العبادي أن اليمين الإسرائيلي انتخب على أساس برنامج حكم عقيدته تتمثل في “التوسع الاستيطاني” ومشروع إسرائيل الكبرى الذي يعتبر الأردن بكل تأكيد جزءا من أراضي الطموح ووعد الرب الإسرائيلي المتصهين.
قد لا تحصل المواجهة الحتمية الآن ـ يقول العبادي- لكنها ستحصل حتما والضمير الوطني يحتم الاستعداد لها بكل المعاني والدلالات. وقد أظهر العدو بجرائمة الأخيرة ضد الأهل في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا أن “أطماعه لا حدود لها” ولا يعترف بحدود أو اتفاقيات.
وأظهر النظام الرسمي العربي أنه بامتناعه عن التحرك لوقف العدوان ما دام دعم المقاومة السيناريو المستحيل، أنه خارج التأثير وسط لعبة كبار الإقليم.
■ من هنا على الأرجح لديك وجهة نظر في مسألة إيران ودورها؟
■ قلتها في الماضي وأكررها، تقديري أن الصراع بين السنة والشيعة فتنة وكذبة مخترعة وان النووي الإيراني يخدم مصالح الأمة في مواجهة عدو نووي أصلا وعليه لابد من التفاهم مع الجار الإيراني، وفي حال وجود ملاحظات أمنية أو سياسية يمكن معالجتها بالاتفاق والتوافق على قاعدة حسن النوايا، وقد جربت بعض الدول العربية أن تؤسس لتفاهمات مع الإيرانيين وأفلحت.
ولذلك أرى أن تطبيع العلاقات بين الأردن مثلا وإيران واجب وطني الآن ليس في سياق توسيع الآفاق الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل فقط ولكن في سياق البقاء في حالة توازن ضمن المواجهة الحتمية مع طموحات مشاريع اليمين الإسرائيلي.
■ لك رأي معروف في ملف المساعدات الأمريكية للأردن وكيفية التعاطي معها ..هل نسمعه؟
■ 600 مليون دينار فقط من تلك المساعدات تدخل الخزينة الأردنية من مليار ونصف مليار دولار تقدمها الولايات المتحدة والفارق بين المبلغين يذهب في جله لمؤسسات المجتمع المدني الأمريكية.
المساعدات الأمريكية للأردن ليست أكثر من كذبة حقيقية ومبالغ ضئيلة جدا يدفعها الأمريكيون ليس فقط بمستوى قياسات التحالف والشراكة الحقيقية، ولكن أيضا بمستوى الخدمات اللوجستية التي نقدمها حيث يوجد على الأرض الأردنية 12 قاعدة عسكرية أمريكية بالإضافة الى 4 قواعد عسكرية مشتركة.

كيف نقرأ 7 أكتوبر؟

■ في مسألة 7 أكتوبر وما تعنيه وتداعياتها وقفت كثيرا وفي عدة محطات، الأمر الذي يدفعنا للاستفسار عن كيفية قراءتك للحدث؟
■ في الواقع 7 أكتوبر أثارت فينا كل الوجدانيات القومية وصدمتنا ولطمتنا في العديد من الأسئلة على مستوى الأمة والأقطار حيث ذكريات قبل ذلك اليوم المجيد بكل حال بعضها مؤلم وحزين وبعضها محفز ومشرف.
ما زلت أرى أن الصراع مع إسرائيل وجودي. لكن فضيلة عملية 7 أكتوبر المبهرة كشفت النقاب عن ان الصراع ليس مع العدو الإسرائيلي لا بل مع المنظومة الغربية والدولية التي تحميه أو تذخره.
بالتالي توحد الدم في غزة وصور وبنت جبيل بصورة أظهرت لنا أن 7 أكتوبر لم يكن يوما عاديا بقدر ما هو مدرسة في الإلهام تفتح الأعين لأحفادنا وأولادنا مستقبلا خلافا لأن ما حصل في 7 أكتوبر بالمدلول المجرد تطور نوعي في ميكانيزم المقاومة، فقد سبق لجيش إسرائيل أن احتل عام 1967 غزة بساعتين واحتل الجولان والضفة الغربية وسيناء بأيام معدودة.
لاحقا تغيرت المعادلة عام 1973 وطول الوقت تتدخل الولايات المتحدة بثقلها العسكري والاستخباري والتكنولوجي لصالح العدو، ثم دخلنا فيما يمكن تسميته بجمود نضالي إلى أن هبت الانتفاضة المجيدة الأولى عام 1987 وانتهت بمؤتمر مدريد وما لحقه ودخلنا في جمود آخر لاحقا عندما بوغت العدو صبيحة يوم 7 أكتوبر العام الماضي حيث اقتحمت تحصيناته وخلطت المقاومة الغزية أوراق الجميع في المنطقة والعالم.

إسرائيل عام 1967 احتلت غزة بساعتين و7 أكتوبر “معجزة”

■ لماذا اعتبرت علنا عملية 7 أكتوبر أنها عبقرية؟
■ لعلي لا أبالغ إن قلت بأن 7 أكتوبر معجزة بالمعنى العسكري والنضالي. قلنا مبكرا بأن ما بعدها ليس كما قبلها وقناعتي راسخة بانها أجهضت مخططات كانت مرسومة للعدو وشركائه، وقيمتها في أنها تعكس التطور النوعي في المقاومة. بعد الحجر والرصاص والاعتصام والمظاهرة وإحراق الإطارات وإطلاق صواريخ على تل أبيب، وهذا يعني بكل بساطة ان فلسطين كما وصفتها في المحاضرة التي تتحدثون عنها ولادة ومقاومتها تتطور.
وهنا ضروري تذكير الشعب الأردني على الأقل بان عملية 7 أكتوبر دفاعية بالمقام الأول عن الأردن، فهو المتضرر لأن قادة العدو توقفوا عن التخطيط والأطماع بل يضعون الخطط لممارسة تلك الأطماع، ولا معنى للإجراءات الاستيطانية والقتل بقصد الإبادة ولتشريعات الكنيست إلا في هذا السياق القائل بأن الأردن هو جزء من إسرائيل الكبرى.

شهداء الإعلام كشفوا طبيعة الإبادة..”الجزيرة” أحسنت وسؤال “الشرف” مطروح على شاشات العرب

■ ما الذي يتعين برأيك على الأردن أن يفعله الآن؟
■ علينا كأردنيين أن نعيد التفكير ونؤسس لمراجعة تستند إلى جوهر إطماع اليمين الإسرائيلي والمواجهة الحتمية معه.
ولا بد من دراسة التأثير القيمي لـ 7 أكتوبر على الجيل الجديد حيث الوعي المولود بالقضية الفلسطينية والصراع وثقافة المقاطعة، وبالتأكيد علينا الاهتمام أكثر بالديمقراطية في الأردن لأنها سلاح وليست مجرد شكل أو ديكور خلافا لأن المطلوب البقاء في منطقة أقرب تنسيقيا ودوما من دول أساسية في الاشتباك والإقليم مثل العراق ومصر وحتى تركيا وإيران.
ختاما، الدكتور ممدوح العبادي تميز من دون غيره بالإعلان عن تقديم الشكر لدور قناة “الجزيرة” تحديدا في كشف ومتابعة جرائم الاحتلال في غزة.
ويرى بأن دور محطة “الجزيرة” كان أساسيا بكل صراحة ولو لا مراسليها الشهداء لما سمع العالم بما يجري. فيما يشعر العبادي بالأسف والمرارة لأن غالبية الشاشات والتلفزيونات العربية الأخرى تواجه اليوم برأيه سؤال النزاهة والشرف خصوصا بعدما تبين بأن شاشات أجنبية مثل “بي بي سي” و”سي إن إن” تفوق بالحياد والموضوعية على معظم الشاشات العربية.
عندما تعلق الأمر بما يسميه العبادي بحجم ومنسوب النزاهة في الانتخابات النيابية الأخيرة اعتبر بأن النزاهة كانت بمنسوب متقدم وغير مسبوق منذ عام 1989 متمنيا أن يبادر نواب الشعب المنتخبين إلى فتح صفحة جديدة تليق بتطلعات الأردنيين وطموحاتهم وتنحاز لمصالح بلادهم من دون شطط في الرقابة والتشريع، وعلى أساس الرغبة الجماعية لاستعادة هيبة مؤسسة النواب خصوصا بعدما أثبتت تلك الانتخابات انها تليق كممارسة حرة بالشعب الأردني. وينبغي أن تتحول الديمقراطية لورقة قوة إضافية للدولة والناس خصوصا في مواجهة أطماع المشروع الإسرائيلي مما يتطلب برأي الدكتور العبادي تضييق الزوايا أمام الأجندات الشخصية والإندفاع نحو العمل المؤسسي ونكران الذات.

حاوره / بسأم البدارين

القدس العربي

 


 

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences