تناقضات منفذ هجوم الكريسماس: مرتد ومعارض للحكومة السعودية واتهم ألمانيا بقتل سقراط
قالت صحيفة “صاندي تايمز” في تقرير أعده بيتر كونارد، إن منفذ الهجوم على سوق الكريسماس في بلدة ماغدبيرغ قرب فرانكفورت، كان يهدف من الهجوم الذي قتل فيه خمسة أشخاص وجرح العشرات، إلى ممارسة الإرهاب ضد الإسلام.
وكشفت الصحافة الألمانية أن المنفذ هو طالب عبد المحسن، وهو طبيب نفسي، وقام بقيادة سيارة دفع رباعي من نوع “بي أم دبليو” واخترق بها سوقا كان حافلا بالمتسوقين.
وتقول الصحيفة إن الكثيرين افترضوا أنه هجوم “إرهابي إسلامي”، وللذين يبحثون عن مزيد من الأدلة، زاد شكهم عندما أعلنت السلطات أن منفذ الهجوم سعودي. إلا أن الرجل الذي كشفت السلطات عن هويته والبالغ من العمر 50 عاما، جاء وبحفنة من التناقضات التي حيرت خبراء الإرهاب.
وقالت الشرطة التي اعتقلته مباشرة بعد الهجوم، إن فحص المخدرات كان إيجابيا، ولكنها لم تقدم مزيدا من الأدلة.
وعمل عبد المحسن لعدة سنوات مع المجرمين الذين يعانون من الإدمان على المخدرات في منشأة تأهيل قريبة من ماغدبيرغ. وكان معارضا بارزا للحكومة السعودية، وقدم نفسه في اللقاءات الإعلامية والمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي بالمرتد، ومن أشد الناقدين للتاريخ الإسلامي. وأظهر بأنه داعم لحزب البديل الألماني، وانتقد المستشار أولاف شولتز وحكومته.
وفي منشور تم تداوله بشكل واسع على منصات التواصل، وضع عبد المحسن صورة مفبركة للمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل وتحمل علامة كتب عليها: “لقد دمرت أوروبا”.
وفي منشور آخر مكتوب بالإنكليزية قال: “أعتقد جادا بأنني سأموت هذا العام، وسأحقق العدالة بأي ثمن. تمنع السلطات الألمانية كل الطرق السلمية للعدالة.. لو كنت مواطنا حريصا، فيجب عليك المطالبة بالعدالة الآن، وإن لم تكن حريصا، فلا مشكلة ولكن لا تشتكِ لاحقا”.
وفي مرة، كتب بالعربية منشورا عن تشكل “عملية”. ففي 13 آب/ أغسطس نشر بالعربية: “أؤكد لكم، لو أرادت ألمانيا الحرب فستحصل عليها، ولو أرادت قتلنا فسنذبحهم، مت أو ادخل السجن بعزة”.
وقد أشار تيم رون، رئيس التحقيقات في صحيفة “دي فيلت”، إلى إيلون ماسك، مالك إكس، في منشور على المنصة، مطالبا بمعرفة الإجراء -إن وجد- الذي اتخذته الشركة بعد أن أبلغ أحد المستخدمين عن الرسالة التي نشرت في شهر أيار/ مايو. ومع ذلك، قالت مستخدمة لم تذكر اسمها للصحيفة، إن منشورات تحريضية أخرى حذفت بعد أن أبلغت عنها إكس. وقالت إنه “من الواضح” أنه “أصبح متطرفا” ووبخت نفسها لعدم ذهابها إلى الشرطة.
وقالت السلطات إن المشتبه به وصل إلى ألمانيا في عام 2006، وحصل على وضع اللاجئ بعد عشر سنوات. ولم يتم الكشف بعد عن موعد بدء عمله في المنشأة الإصلاحية ببيرنبرغ، وهي بلدة من العصور الوسطى يبلغ عدد سكانها 32,000 نسمة وتقع على بعد 30 ميلا جنوب ماغديبرغ، والمعروفة بقلعتها التي تعود إلى عصر النهضة.
ووصفه جار لعبد المحسن في بيرنبرغ، بأنه “مواطن عادي يخرج ويعود”، ولكنه على ما يبدو لا يقضي وقتا طويلا في شقته. يبدو أن المقيمين في المبنى لم يكونوا على علم بالملف العام لعبد المحسن.
ففي إحدى المقابلات الصحافية عام 2019، أعلن أنه ملحد ابتعد عن دينه وتقدم بطلب اللجوء في ألمانيا لأنه كان يخشى الاضطهاد في وطنه باعتباره كافرا ومنتقدا للإسلام.
وقال لصحيفة ألجمين تسيتونغ: “أنا الناقد الأكثر عدوانية للإسلام في التاريخ. ولهذا السبب تعرضت للتهديد: أرادوا ذبحي إذا عدت إلى المملكة العربية السعودية. لذلك قررت التقدم بطلب اللجوء في ألمانيا. لم يكن من المنطقي أن أعرض نفسي لخطر العودة ثم القتل”.
كما أنشأ موقعا إلكترونيا كمصدر معلومات للأشخاص في العالم العربي للذين يريدون التخلي عن الإسلام، وفقا لفيديو نشر على موقع “بي بي سي” في عام 2019.
وفي هذا التقرير، يصف نفسه بأنه مسلم سابق ساعد مئات الأشخاص على الفرار من منطقة الخليج. ولا يزال الموقع فاعلا وتقول رسالة باللغة الإنكليزية على الصفحة الرئيسية: “نصيحتي: لا تطلب اللجوء في ألمانيا”.
وكشف المزيد من الضوء حول نفسيته المضطربة في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي باللغتين الألمانية والعربية، وكذلك باللغة الإنكليزية. وفي مساء يوم الجمعة، نشر عدة مقاطع فيديو يقول فيها باللغة الإنكليزية: “أحمّل الأمة الألمانية مسؤولية مقتل سقراط” واشتكى من تعرضه للاضطهاد في ألمانيا. وقال لاحقا: “الحكومة مجرمة بدلا من حمايتي، الشرطة مجرمة، وفي هذه الحالة، ألوم الأمة الألمانية والمواطنين الألمان”.