رشيد مشهراوي يوثق الحياة مع الاحتلال

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

نجح فيلم «من المسافة صفر» للمخرج الفلسطيني المعروف رشيد مشهراوي، بتحقيق الوصول إلى قائمة الأفلام العشرة، بعد ترشيحه لتمثيل فلسطين للعام 2025 في جوائز الأوسكار.
«من المسافة صفر» فيلم يوثّق بعيون 22 مخرجة ومخرجاً حياة أهل غزّة، وتحوّلاتها غير المتوقّعة، في ظل العدوان الصهيوني المتواصل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023. يترواح زمن كل منها بين 3 و6 دقائق. وفي مهرجان القاهرة فازت ثلاثة أفلام بجوائز منها: «جلد ناعم» للمخرج خميس مشهراوي. و»خارج التغطية» للمخرج محمد الشريف. «ويوم دراسي» للمخرج أحمد الدنف. إذ يُعرف أن المخرج رشيد مشهراوي لعب دور المنسق لهذه الأفلام الـ22. كما كرّم مهرجان القاهرة السينمائي المخرج رشيد مشهراوي وافتتح دورته الـ45 بفيلمه «أحلام عابرة» الذي حقق المرتبة الثالثة في مسابقة الأفلام الفلسطينية المستحدثة.
وفيلم «عيد ميلاد ليلى» لرشيد مشهراوي متوفر على منصة افلامنا إلى نهاية العام. ويدور عن يوم في حياة «أبو ليلى» في مدينة رام الله. فذات صباح يستفيق «أبو ليلى» على صوت قوي لا يُدرك ماهيته. يتفقد زجاج غرفة نومه مع زوجته، ويجده على حاله. يباشر يومه بالإستعداد لإيصال طفلته ليلى إلى مدرستها. تُذكّره زوجته بالعودة في الثامنة مساء، اليوم «عيد ميلاد ليلى». يفرح رغم نسيانه للمناسبة. يخرج من البيت لنتابع معه يوماً لا يشبه أيام الناس، في أي بقعة من الكرة الأرضية. تصل الطفلة إلى مدرستها وينطلق «أبو ليلى» بحثاً عن رزقه سائقاً لسيارة أجرة. منه نتعرّف إلى حزمة ممنوعاته، والسلوكيات التي يحترمها في يومياته. وفي تطبيقه لها نُدرك كم هو غريب عن مكان لا يحكمه قانون. مكان السيادة فيه لمن يتحكم بالسماء والهواء وهو الإحتلال.
طلب «أبو ليلى» من أحد الركاب جلس في المقعد الأمامي، ربط الحزام أو الإنتقال للخلف، بدا أمراً عجيباً، لا بل مضحك بالنسبة للرجل. ويواصل «أبو ليلى» بدون إرادة منه الدخول في سلسلة تحديات طارئة، تزداد تصاعداً واحدة بعد أخرى. التوصية التي تلقّاها «أبو ليلى» من زوجته صباحاً، بأن لا يترك «المشاكل الداخلية والخارجية ومصائب الإحتلال» سبباً في عدم إلتزامه بالعودة في الثامنة مساء، تظهر امامنا واحدة مستولدة من أخرى. من المهمّات التي يواظب «أبو ليلى» عليها، زيارة «وزارة العدل في السلطة الوطنية الفلسطينية». يستغرب أحدهم عندما يسمع بوجودها. يصل إلى المدير العام الجديد معرّفاً عن نفسه «القاضي… استدعوني من بلد عربي لأخدم وطني ولم استلم بعد». المدير العام بالكاد رتّب مكتبه، وينتظر تبديل الستائر التي كانت لسلفه. الجواب الذي اعتاده القاضي «تعال بكرا».
وفي سياق يوم «أبو ليلى» المربك والمعقّد نتعرّف إلى نماذج من ناس رام الله. بينهم العاشقان الحائران بحثاً عن مكان للقاء، أناس يسارعون للإصطفاف بمجرّد وجود صف علّهم يفوزون بـ»كيس طحين»، وسيدة تركب سيارة الأجرة وتحتار من تزور أولاً المقبرة أو المشفى؟ إلى سجين محرر بعد 11 سنة من سجن النقب. وصوت إنفجار قريب وسيارات اسعاف. وحمار «طار» وارتفعت قائمتاه الأماميتيان في الهواء. شهداء وجرحى ومشفى. يوم يُرهق «أبو ليلى» الذي استُدعي لخدمة الوطن، فكاد يدهس شاباً. والشاب بدوره تمنى «تاني مرّة ادعسني يا زلمي وريحني من هالعيشة». ذروة الضيق يبلغها «أبو ليلى»، والشارع مُكتظ بالناس والسيارات. يُشهر وجعه بما يشبه فقدان السيطرة، مستنكراً التجاوزات على الأرض وفي السماء أيضاً. «الرصيف للناس والطريق للسيارات… والسما للإحتلال… حلو عن سمانا… اقوى احتلال بالعالم… بدنا نعرف نربّي ولادنا… بدنا نعيش عادي بس».
«أبو ليلى» أخيراً في بيته، ممسكاً قالب حلوى، يحتفل مع زوجته بعيد طفلتهما ليلى. اذ طوال العرض والعين تتساءل: هل سيعود إلى منزله أم تزداد التعقيدات تراكماً؟ وعندما تسأله زوجته «كيف كان يومك؟» كان جوابه «عادي»! فهل حياة الفلسطيني تحت الإحتلال عادية؟
تحديات متعددة شكّلت هيكل الفيلم الدرامي. شعرنا بمدى صعوبة الحياة من وجهة نظر «أبو ليلى» وآخرين غيره مع الإحتلال. وفهمنا أن السلام معه كذبة، فهو يريد فلسطين جميعها مُدمرة كما غزّة. بين «عيد ميلاد ليلى» و»من المسافة صفر» يوميات فلسطينية لا يقبلها بشر. يذكر أن الموسيقى التصويرية في الفيلم أعلنت عن ذاتها في العديد من المشاهد وهي من تأليف قيس السلامي. «عيد ميلاد ليلى» من بطولة محمد بكري وعرين عمري ونور الزغبي وآخرين.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences