الأمّ ليست مدرسة!!
الشريط الإخباري :
كامل النصيرات -حوارٌ صاخب جرى صباح الأمس بين ابني (وطن) وأمّه (أم وطن) ..كنتُ أتمنى أن يكون ((الأرفل)) شاهداً عليه ولكن كما يبدو ليس له (بالصخب المقرف) نصيب..!
أم وطن تحاول اقناع وطن بالقراءة الحثيثة على دروسه لأن الامتحانات على الأبواب ..ووطن يريد مرافقتها طالباً تأجيل الدراسة..وتعالت الأصوات الحضارية في الحوار لدرجة مش فاهم مين يحكي لمين أو مين يحتج على مين ..إلى أن قال وطن الجملة التي تسببت في تفجير هذه المقالة ..قال بصوت أعلى من العالي و أصخب من الصاخب وأدمع من الدامع : الله يلعن اللي اخترع المدرسة..!
لن أناقش هذه الجملة من حيث أبعادها النفسية و البيئية و التحوّل الاجتماعي أو فشلي أنا الواضح بالتربية..ولكن لا أعلم لماذا تذكرتُ بيت شعر حافظ إبراهيم الذي سطلوا مخنا فيه على امتداد عمرنا المنهوب: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراقِ..!..لا أعرف لماذا خطر ببالي عدة أسئلة قد تكون سطحية وساذجة : ماذا يعني أن الأم مدرسة؟؟؟ هل هي مدرسة خاصة أم حكومية..؟ المدرسة هذه تعلّم من أي صفّ لأي صفّ..؟ أخشى أن يكون قصده مدرسة غير المدرسة التي نعرفها..؟ طيب هاي المدرسة فيها مدير أو مديرة ..فيها معلمون ومعلمات..؟ أم أنه قصد شيئاً آخر..؟ لم تعلمني أمي التاريخ والجغرافيا ولا العربي والرياضيات..لم تعلمني أي منهاج ..!
أمّي ليست مدرسة..أمّي حياة..حياة بكل تفاصيلها..أمّا الكلام الانشائي الذي اسقطنا جيلاً بعد جيل فقد تركته لكم..
الأم ليست مدرسة ولا حتى غرفة صفيّة في مدرسة..
أرأيتم كم أنا ساذج وسطحي..! انقذني يا أرفل..