بيات شتوي
الشريط الإخباري :
طلعت شناعة - لأن « ليل الشتا طويل» كما تقول الأُغنية فإن العبد الفقير صار يبيت «مثل الدجاج». بدري بدري. وفي ذلك توفير للطاقة وإراحة للأعصاب من متابعة المجازر وشلالات الدم « العربية « التي تسفكها « أيد عربية «.
أصحو مبكرا ـ مثل العصافير ـ وأنام مبكرا «مثل الدجاج». أي أنني تحولتُ بفضل الشتاء والبرد الى «طائر بشري» كسول، تشبع بالقهر وامتلأت خياشيمه بالظُلم وهو غير قادر على تحريك ساكن.
أسأل الذين يسهرون في الشتاء، ماذا يفعلون؟ وأسمع « سواليف حصيدة «: واحد يسهر على « الفيس بوك». واحد يسهر على « التلفزيون». واحد قال أنه يقضي الليل «بيحجّز» بين أولاده المتخاصمين، كل يريد متابعة المحطة التي يريدها والأب يراقب ثم يتدخل ، وهكذا.
واحد يسهر لأنه اعتاد على التدخين والنوم المبكر يضايقه.
ونادرا ما سمعت عن شخص يقضي الليل في العمل او الانجاز. مجرد « حرق اعصاب « سواء في علاقات «افتراضية « عبر الانترنت او صداقات « مستحيلة « او «مناقرة» مع الزوجة.
لكن الطائر البشري الذي هو أنا، يستفيد من ليل الشتاء بالمطالعة، وأهرب من متابعة « الأخبار « التي «تصدّ النفس» الى عالم الروايات والتي كانت رفيقة أيامنا وليالينا منذ بدأنا «نفكّ الخطّ».
كانت رواية» لقيطة» و»بعد الغروب» للكاتب محمد عبد الحليم عبد الله تؤنس ليالينا في المرحلة الاعدادية والثانوية. وكنا نحب الرومانسية العالية فيها ونتعيش مع ابطالها ونبكي على مصائرهم ونشاركهم آلامهم.
ومن ثم كانت قصص يوسف ادريس ورواياته وكتب طه حسين وبعدها كتب ومؤلفات عباس محمود العقاد ونجيب محفوظ.
وفي مرحلة لا حقة تعلقنا بروايات « ماركيز» وخاصة « ليس لدى الكولوينيل من يكاتبه» و « خريف البطريرك» والذي انطبق على كثير من الزعماء العرب.
ليل الشتاء جميل، والمهم ان نستغله بما هو ممتع ومفيد. وتحديدا بالتأمل والقراءة والكتابة والجلسات المؤنسة مع العائلة بعيدا عن «الطوشات ومناكفات الازواج.