في ذكرى المُفكّر صالح سوداح

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
مروان سوداح -خمس عشرة سنة مضت على وفاة الكاتب والصحفي والشاعر والمُعّلم والانسان صالح علي سوداح في دبي. ولد الفقيد صالح عام 1932، في (ترشيحا) بفلسطين، وتنقّل بحكم عمله كمحامٍ وسياسي ما بين وطنه الاردن، وسورية والامارات والكويت وغيرها، وعمل محامياً في دول عربية، وناضل بالقلم لتحقيق وحدة الأُمة، وهو حي بفكره ومؤلفاته ومواقفه الكفاحية لتعرية الاستعمار الاسرائيلي والصهيوني، ومن خلال مؤلفين يهود غير صهاينة، لتعريف العالم باستهدافاتها للبشر.
  أكمل صالح دراسته الجامعية في كلية الحقوق بجامعة دمشق، وعُيّن مُعلّماً في مدارس الريف السوري، وزاول المحاماة، وانخرط بوزارة المعارف الكويتية، وبرغم قسوة الحياة عليه، إلا أنه أثبت تميّزه الفكري، فتعرّض لتعذيبٍ غير مُبرّر من أجهزة الأمن السورية، فاضطر للفرار للأردن عام 1966 حيث زاول المحاماة والابداع القلمي، وفي أواخر1969 استُدعي لتولي رئاسة المحكمة الحزبية العليا بلبنان، وتفرّغ للعمل السياسي والفكري، في إطار (القومي السوري الاجتماعي)، الذي تسلّم فيه موقع أمين/رئيس (مجلس العُمد)، وهي أعلى مرتبة تنظيمية بالحزب.
 في التنظير الفكري للأمين صالح مئات الدراسات والأبحاث الشهيرة، ومنها ما يتصل بالحقوق غير القابلة للتصرف للاردن وفلسطين، ومن الكتب التي عرّبها: «التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي» للكاتب توماس طومسون؛ و»الديانة اليهودية، وطأة ثلاثة آلاف سنة» للكاتب «الإسرائيلي» المُعرّي للصهيونية إسرائيل شاحاك.
  تمتع الفقيد بثقافة عقائدية متقدّمة، لكن عمله كان مُنهكاً فأصابه داء في القلب، ووافته المَنيّة وهو في الإمارات العربية بعيداً عنّا، وفيها ووري الثرى لدى الأشقاء هناك. 
  كنت على علاقة وثيقة بالفقيد صالح، وأفادني بالكثير عن النضال لاحباط مشاريع الاستعمار الصهيوني، وأطلعني على الأوضاع التاريخية لعائلتنا الكبيرة وقَلمِييها، وأثنى على كتاباتي التي تابعها وتتفق مع أفكاره، وأنا أعتبرُ إشادته وساماُ أعلّقه على صدري.
 يَقول (الأمين) سوداح في تقديمه لكتاب ترجمه: منذ ما يزيد على ثلث قرن، كانت الترجمة من العربية للإنجليزية وبالعكس جزءاً من عملي، وقد ترجمتُ خلال هذه الفترة آلاف التقارير والرسائل والوثائق القانونية ومجموعة من القصص القصيرة للكاتب الايرلندي جيمس جويس، وقصائد لشاعر أفريقي، نشرتها مجلة «فكر» عام1979، كنموذج من الأدب الأفريقي الحديث».. ويَسترسل بأنه أحب دوستويفسكي وتولستوي وغيرهما من الأُدباء الروس.
 إن اسم القائد والمُفكّر صالح سوداح سيبقى مُضيئاً كمناضلٍ فذ انتصر لحقوق الاردن التاريخية والأمة والانسانية وقضايا تحرّرها الناجز واستقلالها الحقيقي.
*صحفي وكاتب أردني.في ذكرى المُفكّر صالح سوداح
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences