(الاردن للأردني وفلسطين للفلسطيني) ……. (شاء من شاء وأبى من أبى)

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

خاص / حسن صفيره

يمر الأردن هذه الأيام بأصعب مراحله الوجودية منذ إنشاء الدولة الهاشمية قبل قرن من الزمان، بعد أن اتضح جلياً وبشكل سافر وسافل سياسة البلطجة الأمريكية عبر قنواتٍ وأدواتٍ عدة لم تتوانَ خلالها من ممارسة شتى أنواع السياسات على وطننا وفق مبدأ "العصى والجزرة"،واتخاذ قرارات ضاغطة كان من بينها قرارا وقف المساعدات عن الأردن لإجباره على التنازل عن مبادئه وثوابته التاريخية التي اختطها في المحافظة على أردنيته الشرعية وإصراره بأنه لن يكون وطناً بديلاً لاحد .

وإزاء الهرطقات والتصريحات المأفونة التي تصدر عن الجانبين الصهيوني والامريكي تجاه الأردن ووصفه بالوطن البديل سعيا من الجانبين للتغطيةِ على فشل مخططاتهم بالتعامل مع قضايا المنطقة والقضية الفلسطينية بوجه خاص، وامام "البقاحة" الترامبية وتأييدها من قبل عرائس دمى اليمين الصهيوني ضد ثوابت الدولة الأردنية، فإنه الى جانب تمترس القيادة الهاشمية وموقف الاردن الرسمي والديبلوماسي بالتصدي لتلك المؤامرات، فإن الدور الآن يقع على الشعب الأردني ليس فقط بالتصدي للمشروع الترامبي الفاشي الاستعماري فقط بل ويتعدى ذلك لتحمل التبعات الاقتصادية المُرة في قادم الأيام,

ولعل إيقاف المساعدات الأمريكية حالياً ليس سوى البدايات والذي سيتبعه بالتأكيد قرارات لدول داعمة أخرى تحتكم للـ "البسطار" الأمريكي وأوامره والتي ستقوم بوقف الضخ المادي عن بلد دافع عن شرف الأمة وحدودها من دم وارواح أبنائه، ما يُحتّم علينا كشارع اردني الآن لأكثر من اي وقت مضى تدعيم الروابط واللحمة الشعبية والوقوف صفاً واحداً خلف قيادتنا وداعمين بشكل واضح لكل القرارات التي تحفظ وطننا وأمننا وهويتنا ضد المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية على حساب الكيان والأرض الأردنية .

الجانب المهم الآخر والذي نراهن عليه ايضاً هو الثبات الفلسطيني المتشبث أصلا بارضه ووطنه فالشعب الفلسطيني خصوصا في غزة العزة لم تستطع آلة الحرب الصهيونية من زحزحته طيلة الأشهر الماضية من الحرب الوحشية التي مارس فيها العدو القتل والتدمير باستخدام القنابل العنقودية والفسفورية والأسلحة المحرمة دولياً، متبعاً سياسة القتل للأطفال والنساء والشيوخ والاغتيالات في حرب الإبادة الجماعية ، إلا ان كلمة الفلسطيني ظهرت جلية ورسالته كانت واضحة بأنه لن يترك ارض آباءه وأجداده وسيبقى على ترابه الفلسطيني حتى لو كلفه ذلك حياته وبأيمان راسخ بالشهادة او التحرير طال الزمن أم قصر .

ومن هنا نقول لقيادتنا الهاشمية الشرعية ان الشعب الأردني معكم بكافة منابته وأصوله وميوله السياسية، يختزن إرثه في العهد والوعد والبيعة، وكما وقف منذ سني عمر دولته الأردنية مع الشريف الحسين بن علي الهاشمي مُؤسِّس المملكة العربية الحجازية، ومفجر الثورة العربية الكبرى، ومع  الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين، فإنه يقف بجلد وشراسة واستبسال خلفكم مسانداً وداعماً لكل القرارات السيادية التي تحفظ الأردن بتاريخه وحدوده وهويته الساطعة ، وداعمين ومباركين انحيازكم للشعب الفلسطيني في قضيته ضد المحتل وصراعه التاريخي لاستعادة حقه المسلوب في ارضه من النهر إلى البحر بأقامة دولته الفلسطينية على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الموحدة ، ففلسطين للفلسطيني والأردن للأردني شاء من شاء وأبى من أبى .

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences