آخر الأخبار
عاجل

انتصار الدبلوماسية الأردنية

انتصار الدبلوماسية الأردنية
الشريط الإخباري :  
نيفين عبدالهادي - لن تكون الشمس كغيرها من الأيام القادمة في هذا الأسبوع على هبه اللبدي وعبد الرحمن مرعي، ستخرج بشكل مختلف، بشكل وطن بشكل حريّة، بشكل ثرى الأردن، ستخرج ما تبقى من أيام هذا الأسبوع بشكل يليق بجهود بذلت خلال الأيام الماضية بتوجيهات من جلالة الملك للإفراج عنهما وعودتهما إلى أرض الوطن سالمين.
بعد إعلان وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي أمس أنه سيتم تسليم المواطنين هبه وعبد الرحمن للمملكة قبل نهاية الأسبوع الحالي، بعد مباحثات مطولة وتحركات مكثفة عملت عليها الوزارة منذ اعتقالهما، رغم ما وجّه لها من أصابع اتهام بالتقصير، إلاّ أن واقع الحال كانت الدبلوماسية الأردنية وكعادتها تسير وفق الأصول والترتيبات القانونية والدبلوماسية، بتعليمات مباشرة من جلالة الملك إتخاذ ما يلزم للإفراج عنهما، لتصل الخطى إلى نتائج ايجابية تسجّل نقطة منيرة جديدة في سجل الدبلوماسية الأردنية التي طالما تنطلق في مدرستها من ان مصلحة المواطنين تعلو على كل اعتبار.
هو طعم الحرية الذي يشعر به ذوو الأسير قبل شعوره هو نفسه به، هذا الطعم الذي يضاهي مذاق الشهد، إذ يبعث في الإنسان روحا جديدة، ويمنح صاحبه حياة جديدة، تبدأ من لحظة رؤيته سماء الوطن، فالحرية لا تكون إلاّ بذلك، ولعلّ هذا المذاق شعر به الأردنيون كافة، أمس، وكأن هبه وعبد الرحمن أبناء الأردنيين كافة، فكانت فرحة نصر الحرية، ولعلها كانت أمس للأردنيين كافة حاجة رغبوا جميعا بسماعها منذ اعتقل عبد الرحمن وهبه.
يمكن التأكيد اليوم على نجاح وتفوق الدبلوماسية الأردنية، ففي حرية هبه وعبد الرحمن اضافة جديدة تضاف الى سجلها المليء في التميّز، والنجاح، والتغلب على الصعاب للحفاظ على سلامة المواطنين أينما كانوا، وعلى نيل الحقّ الأردني، فهي المدرسة التي يمكن التأكيد اليوم على تميّزها وافتنانها بالنجاح المميّز والمختلف، والنجاحات العملاقة، وبعودة الأسيرين حتما يمكن الإعلان رسميا أن الدولة الأردنية لا تترك أبناءها ولا تبتعد عن قضاياهم حتى وإن كانوا خارج حدودها.
هبه وعبد الرحمن، ندرك جيدا أنكما فقدتما حسّ الحياة الحيّة لأيام طويلة، وليال لم تكن فيها الحياة كتلك التي نشأتما عليها، لكن الفرج آت، وفرحة الحرية حتما بدأت تدخل يومكما وحياتكما، لا يكفي يا هبه أن توقفي اضرابك عن الطعام، ففي حريتك الكثير من الفرح، إنما اسعدي بلحظات قريبا ستغادرين فيها زنزانة الأسر والقهر والظلم، وسيحتفل بك وبعبد الرحمن الوطن، فالحرية بمذاقها الذي بدأتما تعيشانه، تنزع انتزاعا، لتبنى صرحا مع الأيام، هنيئا لكما الحرية ولذويكما وهنيئا لوطني نصره.