الملكُ عبدالله الثاني.. القضيةُ الفلسطينيةُ ليستْ للبيع

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

مجددًا، يُثبتُ الملكُ عبدالله الثاني للعالَمِ بأسرهِ أنَّ الدبلوماسيةَ الأردنيةَ الهادئةَ والموقفَ المبدئيَّ هما السلاحُ الأقوى في مواجهةِ الضغوطِ الأميركيةِ، وخاصةً في ظلِّ الأوضاعِ المتأزمةِ التي يشهدُها قطاعُ غزةَ.

في لقائهِ الأخيرِ معَ الرئيسِ الأميركيِّ دونالد ترامب، قدّمَ الملكُ موقفًا صلبًا وراسخًا ضدَّ أيِّ محاولاتٍ لتهجيرِ الفلسطينيين، بلغةٍ دبلوماسيةٍ هادئةٍ، بعيدًا عن الأعصابِ المشدودةِ، مؤكِّدًا أنَّ الأردنَ ومعهُ الدولُ العربيةُ لن يكونوا طرفًا في أيِّ مخطَّطٍ يستهدفُ تصفيةَ القضيةِ الفلسطينيةِ عبرَ الترحيلِ القسريِّ.

في مواجهةِ ضغوطٍ أميركيةٍ متزايدةٍ، نجحَ الملكُ في الاتكاءِ على الصفِّ العربيِّ لرفضِ التهجيرِ، وهو موقفٌ يستندُ إلى مبادئِ القانونِ الدوليِّ والحقوقِ المشروعةِ للشعبِ الفلسطينيِّ.

موقفُ الملكِ ينطلقُ من قناعةٍ راسخةٍ بأنَّ الحلَّ لا يكونُ بإفراغِ غزةَ من سكانِها، بل بإعادةِ إعمارِها وتحقيقِ سلامٍ عادلٍ ودائمٍ يستندُ إلى حلِّ الدولتينِ، وهو ما وجدَ دعمًا قويًا منَ الدولِ العربيةِ الأخرى التي أعلنتْ رفضَها لأيِّ مخطّطٍ يستهدفُ إعادةَ توطينِ الفلسطينيينَ خارجَ وطنِهم.

الدبلوماسيةُ التي انتهجَها الملكُ لم تقتصرْ على التصريحاتِ، بل تمثَّلتْ في اتصالاتٍ مكثفةٍ معَ قادةِ الدولِ العربيةِ، والتنسيقِ معَ الجهاتِ الدوليةِ لقطعِ الطريقِ أمامَ أيِّ محاولةٍ لفرضِ واقعٍ جديدٍ على حسابِ الفلسطينيينَ.

موقفُ الأردنِ جاءَ حاسمًا، بأنَّ أيَّ مساسٍ بحقوقِ الفلسطينيينَ هو تهديدٌ مباشرٌ لاستقرارِ المنطقةِ.

إلى جانبِ دورِهِ السياسيِّ والدبلوماسيِّ، جسَّدَ الملكُ عبدالله الثاني الموقفَ الإنسانيَّ الراسخَ للأردنِ في احتضانِ الفلسطينيينَ ودعْمِهم في ظلِّ الظروفِ القاسيةِ. وجاءتْ مبادرتُهُ الأخيرةُ باستقبالِ 2000 طفلٍ فلسطينيٍّ من أطفالِ غزةَ المرضى كدليلٍ إضافيٍّ على التزامِهِ الأخلاقيِّ والإنسانيِّ تجاهَ الشعبِ الفلسطينيِّ، فيما رآها المتصيدونَ باكورةَ التهجيرِ، ونراها سياجًا عروبيًا وإنسانيًا، ولنْ نقبلَ بدسِّ السُّمِّ في الدسمِ الأردنيِّ لغاياتٍ رخيصةٍ.

هذهِ الخطوةُ، التي حظيتْ بتقديرٍ واسعٍ، تعكسُ نهجَ الأردنِّ في التعاملِ معَ الأزماتِ الإنسانيةِ، حيثُ لم يترددْ عبرَ العقودِ في استقبالِ اللاجئينَ، سواءً من فلسطينَ أو سوريا أو العراقِ.

الأردنُّ، رغمَ مواردِهِ المحدودةِ، ظلَّ نموذجًا للدولةِ التي تضعُ القيمَ الإنسانيةَ فوقَ أيِّ اعتبارٍ آخرَ.

لقاءُ الملكِ عبدالله الثاني بالرئيسِ الأميركيِّ لم يكنْ مجردَ اجتماعٍ بروتوكوليٍّ، بل كانَ محطةً حاسمةً، كانتْ تراقبُهُ كلُّ الأنظارِ، العالميةِ والإقليميةِ قبلَ المحليةِ.

اللقاءُ تركَ عنوانًا عريضًا وبكلِّ اللغاتِ: القضيةُ الفلسطينيةُ ليستْ للبيعِ، والأردنُّ سيظلُّ مدافعًا عن حقوقِ الفلسطينيينَ ووجودِهم على أرضِهم.

الموقفُ الأردنيُّ لم يكنْ منفردًا، بل كانَ جزءًا من موقفٍ عربيٍّ موحّدٍ، شكّلَ جدارًا أمامَ محاولاتِ فرضِ حلولٍ غيرِ عادلةٍ.

وفي الوقتِ الذي تتصارعُ فيهِ المصالحُ السياسيةُ على حسابِ حقوقِ الشعوبِ، يبقى الملكُ عبدالله الثاني ثابتًا على موقفِهِ، رافعًا صوتَ الحقِّ والعدلِ، ومستمرًا في تقديمِ الدعمِ الإنسانيِّ، ليؤكدَ أنَّ الدبلوماسيةَ الحقيقيةَ لا تعني التنازلَ، بل الصمودَ بحكمةٍ.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences