حكومة "جعفر حسان" تُحرض على الصحافة المهنية الحرة .. فهل يعلم دولة الرئيس بأفعال وزير زراعته ..؟؟

وصلتني نسخة من بيان او رسالة صادرة عن وزارة الزراعة الاردنية . وللوهلة الاولى ظننتها بيانا حكوميا ، او تخطيطا لمشروع حكومي او قصة سريالية .
و لكن ، اتصالات اصدقاء دفعتني الى قراءة الرسالة . المكتوبة بلغة ركيكة و انشائية ، و"لغة شوارع و مخاتير" .
تصوروا أن وزارة الزراعة تتهمني باني "مخلص معاملات " . وجاءت الرسالة معنونة بسؤال كبير ، ويبدو أن كاتب الرسالة قد تفجرت أعصابه ، و أصابه فالج ، وهو يفكر بالعنوان .. هل الصحافة ، مهنة ام مكتب خدمات و معاملات ؟
تصوروا أن وزارة الزراعة من حوالي أسبوعين ، كل يوم يعقد وزيرها أجتماعا لمدة ساعة و نصف ليبحثوا ملف اسمه الصحفي "فارس الحباشنة" .
و وزير الزراعة كلف 5 موظفين ب"شفتين " نهاري و ليلي لمتابعة نشاطي على السويشل الميديا .
وصباح كل يوم يتم أعداد ملف احمر خاص و سري ، ويضع على مكتب الوزير .
أضحك ، و كلما وردتني معلومة ووثيقة و خبر من وزارة الزراعة .. اجلس و اشرب ماء ، و اضحك ، برافو ، وزير الزرعة .
و الان ، يا معالي الوزير الرسالة و البيان . و الليلة على قناة المملكة او التلفزيون الاردني او غدا صباحا على اذاعات الحمولة الزائدة ، لماذا لا تخرج و تقول للاردنيين من هو فارس الحباشنة ، الشرير و مخلص المعاملات ، و من هم الاشرار الذي ذكروا في البيان يا شطور . وماذا فعلنا في وزارة الزراعة .
بيان وزارة الزراعة الليلة ، وسوف انشره باول تعليق .. اعتبره بمثابة "هجوم حكومي ضدي" ، و اتهم رئيس الحكومة جعفر حسان شخصيا بالتحريض على الصحافة المهنية والحرة ، و المسؤولة .. والموضوع أكبر من وزير زراعة يهاجم صحفي مهني ، و صحفي حاصره و اقتحم اسوار وزارته الهشه ، واربكه بقدر ما قدم للرأي العام وفضح الوزارة من معلومات واسرار و كواليس غامضة و حقائق مبهمة في صناعة السياسة و القرار الزراعي الاردني .
بيان الزراعة كاريكاتوري ، لما هو بعيد عن الواقع .. يا معالي الوزير .. في موضوع المبيدات الحيوية ، لنتوقف قليلا .
انا لم اراجع الوزارة كما ذكرتم في البيان من أجل الواسطة و الضغط على الوزير لادخال مبيدات حيوية للاردن .
وانا ، وقفت في صف مستثمر كانت وحوش الوزارة تريد ابتلاعه .
و مستثمر من عاميين تايه في طوابق ومكاتب الوزارة يلف و يدور من مكتب الى اخر ، ودون فائدة و لا جدوى ، و لا جواب يذكر .
نعم ، يا معالي الوزير التقينا في مكتبك ، وتحدثنا في "موضوع المبيد الحيوي "، ومن لحظتها اكتشفت لماذا يهرب الاستثمار من الاردن ؟
يا معالي الوزير .. المبيد الحيوي الذي تدعي أنه يحمل مواد سامة وخطرة على صحة الانسان ، كيف تم فحصه ، ومن هي الجهة المخولة في الاردن بفحص المبيدات الحيوية ؟ وما هي التشريعات الناظمة لترخيص ستيراد المبيدات الحيوية ؟ و أذ أن الوزارة حتى اللحظة لم تقر تعليمات للمبيدات الحيوية ، وما هو معمول به من تعلميات يتعلق بالمبيدات الكمياوية حصريا .
و في البداية كنت اشك و لم اصدق ما سمعت ، ولكن بعد تجربة ومعاينة يقنت أن معاليك لا تميز بين مبيد حيوي و كمياوي .
وعندما التقيت معاليك بمدير عام الشركة الكورية المصنعة للمبيدات ، زداني قلق و دهشة و حيرة ان معاليك لا تتكلم انجليزي ، ولم تستعن بمترجم ، ولا ادري كيف
فهمت على رجل عالم في الزراعة و الكيماء ، و هو من اهم عشر رجال اعمال في كوريا الجنوبية ، ومعلومات معاليك ، بالوقاية الزراعية و المبيدات ، و الف باء الزراعة ، كثقافتي في الفيزياء النووية .
و هذا ليس مهما ، والاهم ، يا معالي الوزير عندما "دقيت على صدرك" ، و طلبت بفتح السوق الكوري لاعتبار انه من الاسواق الخضراء و الصديقة للبئية و الاقتصاد الاخصر ، فلماذا تراجعت ؟
اطرح السؤال من باب حسن النية ، وأنا اعرف حجم و تأثير لوبيات تجار واقتصاد المبيدات الكيماوية في الاردن !
و للعلم المبيد الحيوي الذي تم رفضه من وزارة الزراعة الاردنية مرخص في كوريا الجنوبية و السعودية ، ودولة الامارات و الكويت ومصر ، و تركيا .
واعتبرني "شرير " و مخلص معاملات يا سيدي .. و انا لست منزلا و منزها ، وان كانت علاقتي في موضوع المبيد "صحفية بحتة" ، و سوف انشر لاحقا تحقيق استقصائي مكتوب و مصور عن قضايا الاستثمار ، وماذا يحدث في وزارة الزراعة ووزارات اخرى ؟
الوزير الذي يقدم نفسه في بيان الليلة طيبا و برئيا ، وانا الشرير و أكل اكباد المسلمين ..و انه يتعرض الى حملة للنيل من سمعته و انجازاته العظيمة في وزارة الزراعة ، كما جاء في البيان بكل ثقة ..
تعرفون من شهرين وأكثر ، وما ترك الوزير طرفا لقرابة او صداقة او زمالة او وسائل ضغط اخرى الا و استعملها ووظفها ضدي .
لا تتخيلوا كم حجم ومعدل الضغوط الاجتماعية و غيرها .
بطبعي اخجل من الناس ، و لا اغادر بين الناس معروفا .. واقول ارمي وراء ظهرك .
و شن الزير حملة عتيدة . و لا يترك مجلسا الا و يتحدث عن المبيدات الحيوية ، و يدعي أني توسطت لادخال زيت زيوت و ثوم الى الاردن .
و كم لا متناهي من الافتراءات المفترضة .. واحيانا تصدر عن الوزير مباشرة ، و احيانا تصدر عن صفحات وهمية ، و احيانا تصدر عن وكلاء ينتشرون هذه
الايام في المواقع الاخبارية و السويشا ميديا يدافعون عن الوزراء ، و اذا ما تعرض وزير الى هجوم او نقد يخرجون من حجورهم .
الوزير و بيان الليلة يبدو ان التوقيت غير عادي و مدروس بعناية و خوف .. وحيث أن التعديل الوزاري على الابواب ، و اللي على رأسه بطيخة يحسس عليها .
عندما يكون الاعلام مخطيء مثلا ، والحكومة و وزارة الزراعة وزيرها على صواب ، لماذا لا يلجؤون الى القضاء ؟
لا أحد يبدو أنه لفت نظر وزير الزراعة الى أن عمل الصحافة سري و استقصائي ، وانه مبدئيا ، وحتى اشعار اخر ، مراقبة الوزراء و المسؤولين المرتعشين و المترددين ، و المشبوهين .
و خصوصا ، من هم على رأس وزارات سيادية و شبه سيادية وخدماتية ، ومحاسبتهم ومساءلتهم و انتقادهم ، و جعلهم يعيشون في خوف و حيرة ، و شك .
و لما معاليه كتب البيان او وجه احدا من جماعته في كتابه بيان الليلة .
لم يخطر بباله ، أني اعرف من هو و هم مخلصي المعاملات ؟
انا علاقتي مع الحكومة متوترة و مشحونة ، ولا املك رصيدا من الصداقات و العلاقات الطبية مع وزراء او امناء عاميين او مسؤولين في الدولة .. و كيف يستقيم الاتهام يا معالي الوزير ، ونحن نعرف من هم مخلصي المعاملات ؟
طبقة من "وزراء السابقين " ورجال دولة كبار يعلمون مستشارين لشركات الالبان واجبان و دجاج و اغنام .. و خالي الطابق مستور ، و لا اريد أن اصنع الليلة موجة زائدة من الغضب و الانتقام ضدي .. و احسن ما افضح من يعلمون مع شركات ، وهم على رأس عملهم !
افهم أن يشكتي وزير على صحفي ، ولكن أن يصدر بيانا و يكلف موظفي واصدقاء الوزراة في نشره على " جروبات الواتس" ، ربنا شيء يثير الريبة و السخرية ، بل القلق على الدولة الاردنية ، و الى أين وصلنا ؟
و أحقا أني لهذه الدرجة و الحد "شرير" ، و اني ارعب الحكومة و وزيرا ووزارة .. من الافضل أن اسمع ردا من رئيس الحكومة ، فيبدو ان الوزير في البيان القادم سيطالب بترحيلي و تسفيري من الاردن او سحب جواز سفري ورقمي الوطني .
من طبعي او اخلاقي أني لا احمل الضغينة لأحد ، واترفع عن الرد ، ومن يحملون الضغائن من ولدوا على سحفها فقط .. و من ولد على حد النار و السيف يترفع عن الصغائر .
الصحفي الشرير : فارس الحباشنة