في أحد الشعـانيـن، نحيي ذكرى دخول السيد المسيح إلى القـدس،دخولًا يليق بمن جاء بالحق .. بقلم / طارق خوري

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

 

في أحد الشعـانيـن، نحيي ذكرى دخول السيد المسيح إلى القـدس،دخولًا يليق بمن جاء بالحق، لا بمن يطلب المجد الشخصي… دخل راكبًا جحشًا، لا حصانًا، وسط هتاف البسطاء، “هوشعنا! مبارك الآتي باسم الرب!”، وفرش الناس ثيابهم وسعف النخل تحت قدميه، معلنين الأمل بالخلاص.

لكنه لم يُكمل الأسبوع، حتى تغيّر المشهد…

من هتاف الاستقبال إلى صمت الخيانة كعادة اليهود، من سعف النخل إلى إكليل الشوك، من “هوشعنا” إلى *“اصلبـه! اصلبـه!”*

باعه من باعوا ضميرهم، وحرّض عليه من خافوا النور والحق، وسُلّم للموت باسم “الشريعة”، تمامًا كما يحدث اليوم باسم *“الديمقراطية” و”العدالة الدولية”.*

اليهـود نفذوا الحكم، لانهم يرفضون الحق، لأنهم لم يحتملوا نوره…

واليوم، لا يزال مشهد الخيانة يتكرر، والقـدس ذاتها لا تزال تُباع، وتُحاصر، وتُصلب كل يوم على يد العدو اليهـودي، الذي يسعى لتهويدها، وطمس هويتها، وسرقة روحها.

غـزة اليوم هي وجه المسيح المصلوب… المحاصر، الجريح، المطعون بالصمت والخيانة والتطبيع، لكنها أيضاً وجه القيامــة، وجه الحياة التي لا تموت رغم الردم والركام.

شعبنا في فلسطيـن هو الشعانين الحقيقية… ليسوا من يلوّحون بالسعف، بل من يرفعون قبضاتهم في وجه الاحتلال. هم من يهتفون للحرية، للحق، للمقاومــة، رغم الجراح، رغم الصلب المتكرر كل يوم.

وفي هذا الأحد، أحد الشعانين، نرى الحقيقة بوضوح، أن الذي دخل القدس قبل ألفي عام لم يُصلب عبثاً، بل ليبقى صوته حيًا فينا… في وجه الطغاة، في وجه اليهـودي المحتل، في وجه كل من يحاول خنق النور.

كل عـام وأنتـم إلى النصر أقرب،

إلى القـدس أقرب،

إلى قيامة الأرض والكرامة أقرب.

*د. طـارق سـامي خـوري*

13/4/2025

أحد الشعانين

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences