الحكومة تتباهى في أرقام النمو الوهمية ووزارة الزراعة تتقدم مالياً على حساب جيوب المواطنين .. أين الخلل ..؟؟!!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

يبدو أن أي خبر او تقرير حكومي يتحدث عن النمو الاقتصادي يحتاج الى مراجعة
و تدقيق ، و تحميص صحفي .

وكل وزير يروج لأرقام نمو وزارته ،و تنشر 
في الاعلام ،وتصدر الوزارة تقارير
و بيانات حولها  ،  و تكلف  كتاب صحفيين في كتابة مقالات في مدحها .

كم هو جميل ، ان تتباهى الحكومة في أرقام نمو حقيقة . 
و بالصدفة ، يتزامن منشوري مع لقاء تلفزيوني سيبث الليلة الاربعاء  على شاشة التفزيون الاردني .

و أتمنى من الزميل أن يقرأ  بمسؤولية وحس  صحفي منشوري .

و كل ما وصلني من بيانات و معلومات ومراجعات رقمية و إحصائية لأرقام النمو في القطاع الزراعي ، لا تأخذنا الى مربع الاستنتاج  الإيجابي.

و سوف أبدأ من الأرقام التي نشرتها وزارة الزراعة حول النمو الاقتصادي .

قالت الوزارة في تقريرها : أن نمو الاقتصاد الكلي عام 2024 ، بلغ 2.6% ، وأن حصة القطاع الزراعي : 5.8% .
و ما يعني حرفيا ، أن القطاع الزراعي هو "بيضة القبان"  في المعدل العام للنمو الاقتصادي عام 2023.

و في عام 2014 . 
بلغ معدل النمو الاقتصادي الكلي : 2.5% 
و القطاع الزراعي : 6.9%

المشكلة أن زيادة نسبة النمو ليست بالضرورة مؤشرا على تعاف القطاع الزراعي ، و بقدر ما تكون نتيجة لضعف
في قطاعات أخرى . 
و يقول أقتصاديون : أن نمو القطاع يقاس بمجموع إيرادات، ومن هنا تكون السياسات التي أتخذتها وزارة الزراعة في وقف عملية الاستيراد ، وحسب ما نشرت الوزارة من أخبار و تصريحات ؛ مما أدى الى إرتفاع الاسعار على المواطنيين ، وبالتالي ، زيادة بالإيرادات، وفي حين تتباهى الوزارة أنه نمو للقطاع الزراعي على حساب جيوب المواطنيين .

و أضافة الى ذلك . بالرغم من زيادة العوائد المالية على المزارعين ، الا أن زيادة أسعار المنتج الزراعي ، لا تنعكس ايجابا على المزارعين ؟ 
و بقدر ما تنعكس على بعض من التجار . وذلك لوجود خلل في سلسلة و شبكات التسويق الزراعي .

و يتحدث تقرير  الوزارة عن زيادة في نسبة الصادرات ، ويقارنها بعام 2023 ، ودون الاخذ بعين الاعتبار أنه في عام 2023 ، كانت المملكة العربية السعودية قد أوقفت و علقت استيراد الاغنام و المواشي من الاردن ، ولمدة 6 شهور ، بسبب الحمى القلاعية .

و سنعود لاحقا لفتح ملف الحمى القلاعية ، وكيف دخلت الى الاردن ، وما مصدرها ، ومن هم المتورطون  ، ومن يتحمل المسؤولية . و كيف تم صرف مليون دينار من خزينة الدولة تعويضا الى مربي المواشي ؟

وعدا ، عن حملات تطعيم الاغنام  التي كلفت أكثر من بلغ التعويض المليوني .

و أعدكم باني لن اتوقف عن نبش خفايا
و إسرار الصندوق الأسود في وزارة الزراعة .

و عودة الى أرقام النمو . الأهم من نسبة النمو في القطاع الزراعي . هو كيف يتم أحتساب النمو ؟ و هل أخذ صانع القرار بعين الاعتبار أرتفاع التكاليف ؟ 
و الى جانب ذلك  ، أن ما يتم الحديث عنه بخصوص النمو الاقتصادي . هل يأخذ بعين الاعتبار سياسات الدعم الريعي التي فيها من الحديث ما فيها ، وفيها من الحديث الطويل و الصاخب .

و كيف أن الدعم الرعوي يوجه بطرق تحتاج الى إعادة نظر . و مقارنة ارقام النمو   في القطاع الزراعي بالاموال التي تم منحها من خزينة الدولة الى وزارة الزراعة بعد أزمة كورونا . 
و الاهتمام الملكي و الحكومي في تحقيق الامن الغذائي .

وكما أن وزارة الزراعة تعيش في بحبوحة و رخاء نتيجة لقرض من البنك الدولي قيمته 150 مليون دولار . 
و لا أحد من الحكومة و كبار صناع قرار التخطيط في الدولة ، سأل عن عوائد مشاريع وزارة الزراعة ، وكيف أنفقت  الوزارة قرض البنك الدولي و ال 150 مليون دولار ؟ 
و ما الجدوى من المشاريع المدعومة و الممولة من الحكومة و القرض الدولي ؟ 
و طبعا ، العواقب الاقتصادية  السلبية الوخيمة لقرض البنك الدولي سوف تظهر و تبرز خلال الاعوام القادمة .

و السؤال الأهم ، وافرده أمام وزيري الزراعة و التخطيط .

ما هي السنة الصفرية التي تم مقارنتها باحتساب معادلة النمو الاقتصادي ؟

ومرة أخرى نعود الى التصدير و التسويق الزراعي .

تقول الوزارة :  أن الشركة  الاردنية / الفلسطينية  فتحت 16 سوقا لتصدير المنتجات الزراعية الاردنية .

وهل تعلمون أن الشركة كلفت خزينة الدولة 9 مليون دينار ؟ 
و ما صدرت الشركة من منتجات زراعية لا يتجاوز الف طن خضروات  بالعام ، وفي 16 سوق دولي على حد زعم الوزارة .

و في وقت تقدر به احتياجات المملكة اليومية ب4/5 الف طن خضروات يوميا . 
و ما يعني أن ما يتم تصديره للاسواق الخارجية من خلال الشركة الاردنية  / الفلسطينية تستهلكه الاسواق الاردنية الساعة العاشرة صباحا ، وقبل أذان الظهر . 
وما يعني في جردة  حساب و حسبة رقمية سريعة ان كل كيلو  خضار اردني مصدر بواسطة الشركة الاردنية / الفلسطينية يكلف خزينة الدولة دولار واحدا .

و بما أن الشركة تصدر   الف طن خضار سنويا ، فماذا يشكل من إجمالي الصادرات الزراعية الاردنية ؟ وما نسبتها ومعدلها ؟ و هي 
و أقل من 1 بالعشر الاف .

و مع ذلك ، ان الشركة كلفت ميزانية الدولة 9 مليون دينار ، كلف تأسيس وادارة و تشغيل ، ومشاريع على ورق . 
و سجلت الشركة العام الماضي خسارة 2 مليون دينار من رأسمال الشركة . 
وأي أن كل طن خضار يصدر تدفع الشركة عليه خسارة الفي دينار أردني .

مشكلة وزارة الزراعة عويصة . و ألاكثر خطورة عندما تعمم أرقام النمو و الصادرات ، و تتباهى الحكومة في اعتبارها أنجازا و تقدما و تطورا اقتصاديا في القطاع الزراعي .

و في متابعتي الزراعية . في جبعتي أوراق وملفات و قضايا كثيرة . 
و متابعات دقيقة لمواطن الخلل و الاخفاق في القرار و السياسة الزراعية الحكومية .

ثمة ما يوجب الحذر من احصاءات و  ارقام وزارة الزراعة . و التحقق و التدقيق . و أعرف أن هذه السطور موجعة لاصحاب القرار الزراعي .. لكن ، في تقديري أن الخائفين من الشفافية بالمعلومة والرقم يخفون سرا ما !

و هذا ما سوف أكشفه جملة وتفصيلا في المنشور القادم .

وكل نمو اقتصادي ، والزراعة الاردنية بالف خير .

ملاحظة : تقرير وزارة الزراعة حول النمو الاقتصادي منشور باول تعليق .
فارس حباشنة

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences