الغائب الحاضر

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
رشيد حسن - ليس هناك من قائد ترك بصمات واضحة في سفر القضية الفلسطينية، وأصبح صفحة لا يمكن انتزاعها من هذا السفر الخالد... مثل الشهيد ياسرعرفات.
وليس من قائد تفتقده القضية اليوم، وهي تمر في أحلك أيامها، وقد أحكم عليها الحصار،وتكاثرت المؤامرات،مثل ابي عمار .. ففي الليلة الظلماء يفتقد البدر..
وبالمقابل فليس من قائد خلافي.. مثل عرفات .. فهو ورفاقه من فجروا الثورة المعاصرة، وهو من وقع على «أوسلو» الخطيئة .. واعترف بهذا الخطأ الكارثي، فعاد الى المقاومة، وفجر انتفاضة الأقصى..
عرفات هو أبو الوطنية الفلسطينية، ويرجع إليه وإلى رفاقه القادة الشهداء الذين أطلقوا الرصاصة الأولى إنقاذ الشعب الفلسطيني من مستنقع المهانة، بعد أن أصبح أرقاما في سجلات «الأونروا»، وتحويله من طوابير تقف على أبواب دكاكين الأغاثة إلى فدائيين يستشهدون من أجل الحرية، من أجل تحرير الوطن والعودة إلى جنة الله على الارض..
الثورة الفلسطينية المعاصرة، أعادت فلسطين إلى الخارطة، بعد ما حاول العدو الصهيوني، والقوى المعادية شطبها، وحولت الشعب الفلسطيني من مجرد أرقام في سجلات الأمم المتحدة إلى طلائع مقاتلة وذكرت الإرهابية «غولدوا مائير « ومن لف لفها من قادة الصهاينة الفاشيين.. وقد تساءلت ذات يوم : أين هو الشعب الفلسطيني ؟؟..
وقد جاء الرد .. بأن هذا الشعب، هو شعب الجبارين كما وصفه رب العزة، وها هو يقف اليوم شامخا منتصبا كالمارد، يقاتل العدو بحجارة من سجيل ..
أبوعمار مثل مثل الكثيرين من القادة، أرتكب أخطاء، وربما خطايا قاتلة وخاصة « أوسلو» التي أفقدته الكثير، وشرخت المجتمع الفلسطيني عموديا، وكانت سببا في فتح جسور التطبيع..
ولكنه بقي مصمما على إقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف .. فقال «لا» كبيرة في «كامب لديفيد» 2.. وفجر انتفاضة الأقصى، عندما تجرأ الإرهابي شارون على تدنيس المسجد الأقصى..وهو من قاد الصمود الكبير في بيروت .. فخرجت البنادق مرفوعة الرأس ..
الشعب الفلسطيني وهو يحيي ذكرى استشهاد أبي عمار.. يتذكر من أعاد التأكيد على الهوية الفلسطينية، وعلى الكينونة الفلسطينية، وهو ما أعاد للشعب المحتل وللشعب اللاجىء.. العزة والكبرياء، وفاخر بهذا الشعب الدنيا، وهو يتصدى بشجاعة نادرة لإقذر، وأشرس،هجمة استئصالية.
بسام ابو شريف مستشار عرفات يكشف في حديث صحفي ..أن عرفات قررالعودة إلى الكفاح المسلح بعد أن رأى المستعمرات تحاصر القدس والخليل، وهو في الطائرة العمودية عائد إلى غزة فقال جملته المشهورة «لقد وقعنا في الفخ»..!!
العدو الصهيوني قرر اغتيال عرفات بعد أن وصل الإرهابي شارون إلى قناعة..بأنه أمام خصم عنيد ..لا يساوم.. ولا يستسلم، فاتصل مع الرئيس بوش الأبن وحصل على موافقته ..
أبو عمار ..سبارتاكوس الشعب الفلسطيني، اغتيل بعد أن قام عملاء الموساد بتسميمه عن طريق عملائهم..
والسؤال ما هو مصير التحقيق الذي أجرته السلطة ؟؟
 ولماذا لم يكشف عن أسماء المتورطين في اغتيال أبي عمار..
باختصار..
الوفاء للرئيس الشهيد عرفات.. يفرض على القيادة الفلسطينية الغاء «أوسلو» فورا ..
 وتمزيق ورقة الاعتراف بـ»دولة» العدو.. والعودة إلى المقاومة...
الم يستشهد ابو عمار وهو يقاوم ؟؟
فـ»أوسلو» هي من قتلت عرفات مرتين..
الرحمة والخلود للشهداء..
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences