التصوف
الشريط الإخباري :
نور أحمد -نشأ التصوف في العصر العباسي ويعتبر التصوف علما حديثا يقصد به طلب الحكمة الإلهية بالاعتكاف لعبادة الله سبحانه وتعالى والتفرغ التام للعبادات والطاعات الالهية والابتعاد عن ملذات الدنيا ورجاء الغفران وسؤال التوبة الى الله تعالى ورضاه في الحياة الآخرة، «يُؤْتِي الحِكَمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا «.
ويعتقد أن اصل كلمة الصوفية مأخوذ من كلمة «ثيوصوفيا» اليونانية وتعني الحكمة الإلهية وهذا اقرب الى علم التصوف المراد به التقرب الى الله جل وعلا والحب الخالص لوجهه الكريم.
التصوف يُعنى بأمور كثيرة منها الزهد في الدنيا وقبول الآخر بصفته أخ وصديق وكما يقال في الصديق الصدوق « اخ لم تلده أمك « ، فهو يحفظ سرك ويحزن لحزنك ويسعد لفرحك ويشقى لمرضك وينصح فكرك ويجازي إحسانك إحسانا وقبل السؤال يُجيبك ويُبديك على نفسه والكثير من صفات المؤمنين في الصديق الحق والمودة أقوى وأبقى من القرابة.
وأما الحب والشوق فلهما اوجه ثلاث اولها حب الله والشوق للقائه بقلب سليم والثاني حب الفرد لمحبوبه ان كان امٌ او وطن وما الى ذلك، والثالث حب الدنيا والاخير لا نفع منه يعود على الإنسان سوى الإنغماس في ملذات الدنيا مصيرها الزوال وفي الآخرة لا ينفع مالٌ الدنيا ولا سواه «المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خيرٌ وابقى «.
المؤمن يتقرب الى خالقه الرحمن بكل وقت وهناك مواقيت خالصة الدعاء فيها لا يرد كأيام الحج ويوم عرفة وشهر رمضان ويوم الجمعة من كل أسبوع ومواقيت الصلوات الخمس وساعات السحر من الفجر وغير ذلك من سبل التقرب الى الملك القدوس وطلب العفو والرحمة والمغفرة في الدنيا والآخرة.
لطالما كان فؤاد المؤمن سليماً خالصاً لوجه الله صلحت حياته ويسر الله أمره ومبتغاه، فالمؤمن يعبد الله ليرضى لا ليعطي فان رضي الله أدهش المؤمن بعطائه «ولسوف يُعطيكَ ربك فترضى» و العسر بين يُسرين.