تصريحات عون تلهب احتجاجات اللبنانيين
الشريط الإخباري :
على وقع استمرار التظاهرات والاعتصامات وإغلاق الطرق والمؤسسات والبنوك بلبنان، والتي دخلت أسبوعها الرابع، جاءت تصريحات رئيس الجمهورية ميشال عون والتي وصفت بـ"المستفزة جدا"، وكذا حادث مقتل أحد المتظاهرين، لتصب الزيت على نار احتجاجات اللبنانيين .
ودفعت تصريحات عون المتلفزة ،الثلاثاء، والتي دافع فيها عن حزب الله، وطالب فيها المتظاهرين بالهجرة خارج لبنان، لإرسال تعزيزات عسكرية وأمنية كبيرة أحاطت بالطرق المؤدية للقصر الجمهوري، خشية من أي ارتدادات .
واشتعل موقع "تويتر" في لبنان،الثلاثاء وصباح اليوم الأربعاء، بعد تصريحات عون التي قال فيها إن حزب الله "لا يتدخل بأي موضوع على الأراضي اللبنانية، والعقوبات التي فُرضت على الحزب طالت جميع اللبنانيين".
وقال: "لا يحق لأحد أن يفرض عليه إلغاء حزب يمثل ثلث اللبنانيين، ومن لا يقبل المشاركة في الحوار من الحراك، فليترك البلد ويهاجر".
وعلى وقع هذه الأحداث أعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال أكرم شهيب عن "تعطيل المدارس والجامعات والمعاهد الرسمية والخاصة".
كما دعا اتحاد موظفي المصارف اللبنانية إلى الاستمرار في الإضراب، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة الاقتصادية بالبلاد خاصة في ظل عدم تشكيل حكومة حتى الآن.
وقال رئيس اتحاد موظفي المصارف اللبنانية، جورج الحاج، إن الاتحاد اتخذ قرارا بمواصلة الإضراب الذي بدأ الثلاثاء وتسبب في إغلاق بنوك في أنحاء البلاد .
وجرت الدعوة للإضراب في ظل مخاوف بشأن سلامة موظفي المصارف بسبب مطالبة العملاء بسحب ودائعهم وتظاهر محتجين خارج البنوك.
وأضاف الحاج، أن الاتحاد يسعى للاجتماع مع جمعية مصارف لبنان لاتخاذ قرار بشأن كيفية العمل معا لحل القضية كي لا يتعرض موظفو البنوك لمضايقات.
وتابع بأن ماكينات الصرف الآلي ستُزود بالنقد كي لا يشعر المودعون بأن الإضراب عقاب لهم.
وفي السياق أعلن المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في بيان أن الحريري "تابع طوال الليل وحتى الساعات الاولى من الفجر، مجريات الاحداث والتحركات الشعبية في العاصمة والضواحي وسائر المناطق اللبنانية" .
وقال البيان إن الحريري أجرى اتصالين مع قائد الجيش العماد جوزيف عون وقائد قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، وكذا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط معزيا بالشاب علاء ابو فخر عضو المجلس البلدي في منطقة الشويفات الذي قتل برصاص الجيش خلال التحرك الشعبي.
ولفت المكتب الى أن "الحريري ناشد كافة المواطنين في كل المناطق الحفاظ على حراكهم السلمي وقطع الطريق على المصطادين في الماء العكر، منبهاً الى مسؤولية الجميع، سلطة وقيادات ومؤسسات عسكرية وأمنية وتحركات شعبية، في حماية البلاد والتضامن في مواجهة التحديات".
بدورها أفادت غرفة "التحكم المروري" بقطع متظاهرين للعديد من الطرق الرئيسية والفرعية بعدة مدن في أنحاء مختلفة في شمال ووسط وجنوب البلاد .
من جهة اخرى أفاد مراسل موقع "النشرة" في البقاع بأن "عددا من المحتجين اقدموا على إقفال الطريق الدولي الواصل إلى سوريا في بعلبك بواسطة الاطارات المشتعلة".
كذلك أقدم محتجون عند منتصف الليل على قطع الطريق الدولية التي تربط الجنوب بالبقاع عبر مرجعيون الحاصباني عند مثلث سوق الخان بالإطارات المشتعلة ثم أعادوا فتحها صباح اليوم .
وأقفلت جموع المحتجين في صيدا، "سنترال المدينة"، وتوجهوا الى عدد من المرافق العامة لتنظيم وقفات احتجاج أمامها.
سياسيا نقلت صحيفة "الجمهورية"، عن قريبين من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، تشديدهم على أن "الحريري ليس مترددا أبدا في موضوع تولي رئاسة الحكومة من عدمه، وأنه يدرس الخيارات المفتوحة على كل الإحتمالات".
في ما جدد النائب مروان حمادة عن الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط مطالبته لرئيس الجمهورية بالتنحي.
وجدد حمادة في تصريحات صحفية ،الأربعاء دعوة "جميع اللبنانيين كي ينضموا الى الوثبة الأخيرة المطلوبة لتغيير الأوضاع، الكل الى الشارع، فلا يبقى مخزون حزبي أو أهلي أو مناطقي غائبا عن الانتفاضة المجيدة"، مشددا على أن "ميشال عون ليس أغلى من الشيخ بشارة الخوري، بطل الاستقلال الأول الذي خضع الى ثورة 1952 البيضاء، وآنذاك رعى الانتقالَ قائدُ الجيش اللواء فؤاد شهابكل المعطيات متوافرة للرحيل.. طبعا ليس الشعب الذي يرحل".
من جهته تقدم وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل بشكوى أمام النيابة العامة التمييزية في جبل لبنان، بواسطة وكيله المحامي ماجد بويز، ضد صاحب موقع "الجرس ماغازين" (مجهول باقي الهوية) وكل من يظهره التحقيق فاعلا أو شريكا او متدخلا أو محرضا، وذلك بجرم القدح والذم والتشهير .
وتأتي هذه الشكوى على خلفية ما أورده صاحب موقع الجرس على صفحته على "انستغرام" من تسجيل صوتي لإحدى السيدات المجهولة الهوية تضمن قدحا وذما وتشهيرا بحق باسيل، وتتحدث فيه عن قيام باسيل بشراء شقتين وأراض، منذ أيام قليلة، في البترون وإحدى قرى القضاء (بلدة بجدرفل) وتسجيلها بأسماء آخرين.
وضمن سياق المتظاهرين وتفاعلاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، حظيت حادثة مقتل المتظاهر علاء أبو فخر، وكذا تصريحات عون بغالبية تعليقات وتغريدات النشطاء، إلى جانب التأكيد على اهمية الاستجابة لمطالب الحراك برحيل الطبقة السياسية وإنهاء المحاصصة الطائفية .