عبدالله الثاني.. الرائد الذي لا يكذب أهله
الشريط الإخباري :
خالد محمود خالد - يعيش الأردنيون هذه الأيام حالة من النشوة الوطنية والشعور بالعزة والكرامة بعد القرار التاريخي لجلالة الملك عبدالله الثاني باستعادة السيادة الأردنية الكاملة على أرض الباقورة والغمر.
النصر الأردني الذي حققته الدبلوماسية الأردنية، لا يقل أهمية عن الانتصارات العسكرية التي تحققها الدول ومن بينها النصر التاريخي في معركة الكرامة الخالدة، وليس أدل على حقيقة هذا النصر الا الغضب الذي يجتاح المجتمع الإسرائيلي والذي تجلى بالاحتجاجات الغاضبة التي نظمها مستوطنون متطرفون ضد الحكومة الإسرائيلية والتي وصفوها بالمستسلمة للموقف الأردني.
القرار الأردني بوقف العمل بملحقي الباقورة والغمر في معاهدة السلام وفرض كامل السيادة الأردنية عليهما، يتسق مع الموقف الشعبي الرافض لوجود المستوطنين على أية أرض عربية.. فكيف الحال والحديث هنا عن أراض أردنية منذ فجر التاريخ، تحطمت على صخورها أطماع المحتل الصهيوني بفضل صلابة الموقف المستند إلى الشرعية التاريخية والدينية للقيادة الهاشمية.
كان لا بد للحق أن يعود إلى أصحابه مهما طال الزمن، والباقورة والغمر بداية الغيث ان شاء الله، وعنوان عريض بأن الاحتلال إلى زوال وان فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ستعود إلى حضن الأمة يومًا، فلا يمكن أن يسقط حق وراءه مطالب.
إن سياسة جلالة الملك عبد الله الثاني التي استخدمها مع الاحتلال هي سياسة الحكيم الذي وصل لما يحقق أمنه الوطني والقومي، ويُنهي احتلالاً لمناطق تم تأجيرها وفق اتفاق وادي عربة التي ألزم الظرف السياسي وقتها القبول بهذا المبدأ.
إن استعادة السيطرة الأردنية الكاملة على الباقورة والغمر، يشكل صفعة لكل الأطماع التوسعية الإسرائيلية، لا سيما وأن دولة الاحتلال، أعلنت عزمها ضم منطقة الأغوار، بعد أن أوغلت استيطاناً واستعماراً فيها، وهي مناطق تعتبر أراضي الباقورة امتدادا لها، فلم تكن مراوغات الاحتلال في محاولة منه لتجديد عقد الإيجار لهاتين المنطقتين واللتين تعدان جزءا عزيزا وغاليا من التراب الوطني الأردني الذي لا نفرط بأي ذرة من ترابه بالمحاولات السهلة، فقد مارس الاحتلال ضغوطات عدة في محاولة منه لانتزاع حق لطالما انتظره الأردنيون بفارغ الصبر، وقد تحطمت كل هذه المحاولات بفضل الثبات الرسمي والشعبي ورفضه المراوغات الصهيونية، فكانت النتيجة الحتمية اذعان الاحتلال وانصياعه لتنفيذ ما نص عليه اتفاق وادي عربة.
ولا بد لنا ان نعلم بأن التزام الأردن بالسلام وباتفاق وادي عربة لن يكون على حساب حقوقه، وأن القرار الأردني في هذا الوقت بعودة السيادة الأردنية على هذه الأراضي التي حاولت حكومات الاحتلال المتعاقبة تأجيل تسليمها يأتي ليعزز مكانته العربية والدولية ويمضي قدما نحو حقوقه ومكتسباته.
هذا هو الانتصار الحقيقي، الذي يبرهن دوماً أن الأردن وبقيادة جلالة الملك، وحكمته وشجاعته، قادر على تجاوز المحن والتصدي للأمواج المتلاطمة مهما تعاظمت، وان الإنجاز الذي تحقق مدعاة لتماسكنا وثباتنا للوصول إلى القادم الأفضل بإذن الله تعالى.. فجلالة الملك الرائد الذي لا يخذل أهله.