معطيات جديدة
الشريط الإخباري :
كمال زكارنة - عدوان الحزام الاسود الذي قام به العدو الصهيوني ضد حركة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين ،وخلف حتى اللحظة 34 شهيدا منهم ثمانية شهداء من اسرة واحدة «السواركة»، شقيقان وزوجتاهما وعدد من ابنائهما ،وحوالي 115 جريحا ،افرز معطيات جديدة على الساحة الغزيّة والصهيونية في نفس الوقت ،فلسطينيا ،ظهرت قوة وصلابة وامكانات حركة الجهاد الاسلامي التي فرضت نفسها على الساحة الغزيّة عسكريا ،واستطاعت ان تتصدى للعدوان الصهيوني بجدارة ووصلت صواريخها الى تل ابيب والقدس المحتلتين ،واثبتت انها نداً قويا للعدو الصهيوني وبمقدورها ضربه وإيلامه وان توجعه ،وارغمته على توقيع اتفاق هدنة معها بوساطة مصرية وروسية،الامر الهام الآخر،هو ان العدو الصهيوني عندما يوقع اتفاق وقف اطلاق نار مع فصيل فلسطيني لوحده ،هذا من الناحية العسكرية يعتبر انجازا كبيرا للفصيل الفلسطيني واندحارا وهزيمة وانكسارا للعدو الصهيوني،لكن لو كان الاتفاق سياسيا بين فصيل لوحده والعدو الصهيوني فهذا يعتبر خروجا عن الصف الوطني والتحاقا بالعدو ،والمعطى الثالث ،ان نتنياهو حقق من عدون الحزام الاسود ،هزيمة جديدة لنفسه وفشلا جديدا ،عكس ما كان يرغب ويتمنى ويهدف ،فقد انكشف امره داخليا واصبح مفضوحا اكثر من ذي قبل ،وانه جرّ الكيان المحتل الى حرب لاهداف شخصية محضة فقط لا غير ،دون وجود اية مصلحة صهيونية عامة ،مما يعني فشل العدوان برمته بعد ان تأكد الكيان الغاصب بأنه لم يعد اللاعب الوحيد في الميدان العسكري،وان كان حجم الخسائر في الجانب الفلسطيني يفوق خسائر العدو ،وان هذا العدوان لن يمكن نتنياهو من تشكيل حكومة جديدة ولن يسقط قضايا الفساد التي تورط بها ولن يقفل ابواب السجن في وجهه .
المعطى الاكثر اهمية الذي برز خلال هذا العدوان ،والذي يثير العديد من التساؤلات فلسطينيا وعربيا واسلاميا وحتى دوليا ،الصمت الرهيب الذي التزمت به حركة حماس ،وعدم مشاركتها في الرد على العدوان الصهيوني ، واكتفائها بدور المراقب من بعيد ،ولماذا تركت حرجة الجهاد الاسلامي وحيدة في المعركة ،وماذا انتظرت من وراء هذا الصمت والدور المريب هذه المرة .
مطلوب من حركة حماس التوضيح السريع لاسباب صمتها ،فاذا كان هذا الصمت تكتيكا جديدا في التعامل مع العدو الصهيوني يجب ان يعلم الجميع شكل واسباب واهداف هذا التكتيك ، لكن اذا كان الصمت استراتيجية جديدة لعلاقة حماس مع العدو المحتل بهدف تحقيق مكاسب سياسية محددة ،فهذه كارثة وطنية جديدة تحل بالشعب الفلسطيني ،لان قطف ثمار سخيفة ثمنا للدم الفلسطيني يعتبر لعبة قذرة ضمن موازين القوى القائمة حاليا .
العدوان الصهيوني «الحزام الاسود» ،اظهر حركة الجهاد الاسلامي بصفتها قوة عسكرية مهمة في قطاع غزة ،عندما استطاعت مجابهة العدو الصهيوني وفرض شروطها عليه واذعانه لتلك الشروط ،واكتسابها قاعدة شعبية عريضة .
ورغم قصر مدته ومحدودية رقعته ونتائجه واستهدافه،الا ان ما قد يتمخض عنه في قادم الايام سوف يكون اكبر بكثير من حجم العدوان نفسه.