لا تتركوا غزّة والأردن يحرسان السلام وحدهما

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
نيفين عبدالهادي -ليت قراءتنا للأرقام تكون حلما، نستقيظ على فرح يبدد ما نقرأه، لكنها للأسف الحقيقة، فهم وفق ما لخّصته جريدة «الدستور» بعددها أمس لحصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة بالأرقام (34) شهيدا بينهم (6) طلاب وعشرات الجرحى، و(500) وحدة سكنية تضررت بشكل جزئي، و(30) تدمرّت بشكل كامل، (15) مدرسة تضررت على شكل انهيارات لجدرانها وتصدعات فصول، فيما بلغ اجمالي التقديرات الأولية للخسائر (2) مليون دولار.
ماذا ننتظر؟، ليشعر الغزّيون أن أمتهم العربية تقف لجوارهم، هل ننتظر مزيدا من الأرقام يرتفع عددها لنؤمن أن غزة ما تزال تناضل لتثبت جدارتها بحياة كريمة، وحرية يلف عنقها الكرامة، وتحتاج لوقفة عربية وحتى دولية لجوارها تجعلها أكثر قوّة وأكثر ثباتا أمام عدو هو الأخطر في العالم، فلذلك قوّة تمنحها مزيدا من الثبات.
تقف غزّة اليوم مستمرة في الدفاع عن نفسها ومواجهة بل واستنزاف الاحتلال بمعركة البقاء، فهي تدافع عن بقائها وثباتها على أرضها، فهو سلاحها ورسالتها من كل فرد من أفرادها، يسعون للبقاء على كل ذرة تراب، مدافعين ومقاومين ومواجهين، واضعين أمام أعينهم أن النصر قريب، فزمن غزة شيء آخر، زمنهم يقاس بحجم الانتصار وبقرب ساعة الحرية.
صوت واحد يقف لجانب غزة هاشم والقضية الفلسطينية، والدفاع عن المقدسات، صوت الأردن، الساعي دوما لحل القضية الفلسطينية ليحلّ السلام على فلسطين والمنطقة والعالم بأسره، فبقاء الحال على ما هو عليه سيجعل من الظلم هو الأساس والعدل استثناء، لتبقى خاصرة السلام محاطة بألغام ربما تنفجر في أي لحظة أو على مراحل.
بقاء غزة على هذه الحال، وعدد شهدائها وحجم خسائرها في ارتفاع كل ساعة عن الأخرى، مع اصرارها على المقاومة لإيمانها بأن قيمة الشعب الذي يعاني ظلم الاحتلال تكمن بمدى مقاومته، وهو ما تتقنه بكافة فئات أبنائها، بل لعلها أدمنت ذلك، مسألة ليست حميدة وتضع نقطة سوداء في تاريخ أمّة، ويبقي غزة هاشم في مساحة انتظار لوقفة تساند صمودها، الذي لم نعرف له يوما أي صوت، فقد عرفت غزة تاريخيا بأنها تتحدث بأفعالها فطالما كان لسانها وحنجرتها في أراوح شهدائها.
غزّة لن تأتي الينا، علينا أن نسابق الظروف والزمن لنصل لها مسجلين سطور مجد عربية بوقفة عربية واحدة وكلمة تنصف هذه المدينة التي تغيب عنها معالم مدن هذا الزمن، لأنها كما قلت زمنها شيء آخر غير هذا الذي نعيش، بقاء الأردن وحده إلى صف السلام والأمن والإستقرار، بقاء الأردن وحده سياجا يحمي العدالة في زمن اللاممكن، بقاء الأردن وحده صوتا لغزة هاشم وفلسطين، بقاؤه حارسا لنضال السلام، مسألة لا يمكن الاستمرار بها، فلا بد من تراصّ الصفوف مع غزة لنترك للتاريخ شيئا من النور.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences