إصلاح المناخ الديني
الشريط الإخباري :
د.حسان ابوعرقوب - سنوات طوال مرّت علينا في هذا البلد المبارك ونحن نعاني فيها من مناخ ديني غريب عنّا وعن آبائنا وأجدادنا من سكان بلاد الشام. ولا شكّ أنّ تلك السنوات كانت عجافا، ولم تثمر إلا الشقاق والفرقة، والبعد عن جوهر الإسلام ومبادئه السمحة، وكلّ ذلك بسبب أحكام مستوردة غزت عقول الشباب، ووجدت المُموّل الذي يساهم في نشرها فسادت بين الناس، قاضية على فطرتهم التي كانوا عليها.
في التّصحر الذي طرأ علينا صارت الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) بدعة، ومصافحة المصلي لأخيه بعد الصلاة بدعة، وذكر لفظ السيادة قبل اسم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) بدعة، واستعمال السبحة في الذكر بدعة، وقنوت الفجر بدعة، والجهر بالبسملة في الصلاة بدعة، ورفع الصوت بالذكر عقب الصلاة بدعة، واتّباع أحد المذاهب الأربعة ضلال في الدين، وتبني العقيدة الأشعرية -التي عليها سلف الأمة وخلفها وعلماؤها وغالب أفرادها- ضلالٌ وربّما وصل إلى الكفر، والاحتفال بالمولد النبوي بدعة توصل إلى النار، وإحياء المناسبات الدينية كالهجرة، والإسراء، وليلة النصف من شعبان، وعاشوراء، وغيرها من البدع المنكرة. كلّ تلك الأمور التي ورثناها عن سلفنا اكتشفنا فجأة وبقدرة قادر، وفعل فاعل، أنها بدع منكرة وضلال.
ما البديل الذي رُوّج له؟ الدين عبارة عن ثوب قصير أبيض غالبا، ولحية طويلة، وسواك في الجيب العلوي، و(شماغ) أحمر دون عقال غالبا، والتحدث بلهجة غريبة عنا، تنتمي لإحدى الدول المجاورة، مع كثرة التبديع والتفسيق والتكفير، وانتقاد المصلين بكل شيء، وبمناسبة وبغير مناسبة، والاعتراض الدائم على كلّ شيء، ثم هجر الناس بحجة أنهم بين فاسق ومبتدع وكافر، هذا هو الوريث الشرعي الذي زرع في فريق من شبابنا، دين يعتمد على المظهر والأشكال دون الأفعال.
الحلّ أن نرجع مرة أخرى لما كان عليه علماء بلادنا مما قيل لنا إنه بدع منكرة، فلا يمكن للإنسان أن يصلح حاله دون أن يكون من الذاكرين لله، والمحبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل ما قيل عنه إنه بدعة هو من الجائزات والمندوبات المستحبة، وهكذا تبدأ عملية إصلاح المناخ الديني.