قرارات الجامعة الأردنية بحزم وصرامة عمدتها "العبيدات" (دروس وعبر) ..
خاص
لعل إدارة اي مؤسسة تربوية تعتبر من اعقد الأعمال وأشدها حساسية خصوصا إذا ما تعلق الأمر بقيادة جامعة حيث تتمازج فيها الأفكار والعادات والمعتقدات لدى الطلبة ومستويات ادراكهم وكذلك ميولاتهم ورغباتهم وهم في اول الطريق بعد المحطة المدرسية ومقبلين على حياة جديدة مختلفة تماماً عن ما كانوا فيها ، فتبرز لدى الكثيرين منهم افكار غريبة وسلوكيات اغرب وهنا تكمن الإدارة الناجحة والتي تستطيع فهم كل هذا والتعامل معه بطريقة حضارية مع تطبيق مرن للمدونات الناظمة التي تحافظ على الطالب ومستقبله مثلما تحفظ الجامعة ومقدراتها .
الجامعة الأردنية "ام الجامعات" تعرضت في أزمان سابقة للعديد من المفاصل والإشكاليات فيما بين الطلبة ونشأت الكثير من المشاجرات الطلابية الجماعية وهذا كله يعود لأسباب خاصة ومنها سوء التربية المنزلية او الاعتداد الخاطيء بالعشيرة او الاستقواء بزمرة من أصدقاء السوء وهي بالأصل خللا عميقا في منظومة الوعي والسلوك والانضباط الاجتماعي مما يجعل البعض يتصرف بهوجائية وقريبة إلى لغة الغاب وهذا ما حصل في الاونة الأخيرة من فصول المشاجرة التي شارك بها اكثر من خمسون طالب فكانت القرارات الحازمة بفصل العشرات ممن كان لهم ضلع فصلاً نهائياً وانعدام فرصهم من استكمال تحصيلهم العلمي .
اللافت في الأمر هو بمدى نجاعة القرارات الإدارية التي اتخذها رئيس الجامعة وعمدتها د. نذير عبيدات من فصل نهائي لبعض الطلبة وفصل جزئي للبعض الآخر وإنزال عقوبات الإنذار والإنذار النهائي لطلبة اخرين وكيف استطاع احتواء هذه المشكلة وعدم تفاقمها رغم أنها لم تكن الأولى في تاريخ الجامعة ومسيرة رئيسها وكلنا يذكر الأحداث التي حصلت في نهاية العام 2022 والتي أسفرت عن فصل 14 طالب ، وفي كلتا الواقعتين وغيرها من الإشكاليات التي وقعت في الجامعة الأردنية كان موقف العبيدات صارماً وحازماً في تنفيذ القرارات التأديبية دون الرجوع للخلف ولو لخطوة واحدة حيث ولم يرضخ للضغوطات ولا لقوى الشد العكسي والمتنفذين فكانت المصلحة العليا للجامعة وطلابها نصب أعينه بدوان مجاملة لاحد مهما علا شأنه .
ما يدعونا للكتابة مرة أخرى في هذه الواقعة وغيرها هو للتذكير اخذ العضة واستفادة الطلبة الحاليين من اخطاء زملائهم خصوصا بوجود شخصية رزينة وطنية واعية متمثلة برئيس الجامعة د. نذير عبيدات هذا الرجل لم ولن يسمح ابداً ان يضع من جاء لنهل العلم في مهب ريح كما ان بوجوده لن يبقى من أتى لتفريغ أفكاره الغريبة عن جامعاتنا ومجتمعاتنا في إثارته للفوضى التي هي عكس النظام وستبقى جامعتنا الأردنية في طليعة الجامعات العالمية بادارتها وهيئتها التدريسية ويسودها الهدوء والأمان والأجواء التعليمية الحقيقية .








