على طاولة " جعفر حسان " من يقف خلف موقع المراهنات والقمار “وان أكسبت” الذي يسرق أموال وأحلام الشباب الأردني؟!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

خاص – الشريط الإخباري

 

شبكة قمار إلكترونية تُغري بالأرباح… ثم تستنزف الملايين في لعبة مشبوهة يُشتبه أنها واجهة لغسيل أموال**

في واحدة من أخطر الظواهر الرقمية التي تضرب المجتمع الأردني مؤخرًا، تتصاعد التحذيرات من موقع القمار الإلكتروني “وان أكسبت (1xBet)”، الذي تحوّل إلى مصيدة مالية ممنهجة تستدرج الشباب الأردنيين من خلال أرباح وهمية في البداية، قبل أن تبدأ رحلة الخسائر المدمّرة التي وصلت لدى بعضهم إلى عشرات آلاف الدنانير.

شاب أردني روى لـ”الشريط الإخباري” تفاصيل مأساته مع الموقع، قائلاً:“بدأت بمبالغ صغيرة، وكان الموقع يظهرني فائزًا في كل مرة خلال الأيام الأولى ربحت أضعاف المبلغ الذي راهنت به، فظننت أن الأمر حقيقي. لكن بعدها تغيّر كل شيء، وبدأت أخسر بشكل متتالٍ حتى فقدت 22 ألف دينار ثمن مركبتي التي بعتها لأواصل اللعب.”

ويضيف الشاب “الموقع مبرمج بخبث في البداية يُكسبك ليكسب ثقتك، ثم يُدخل خوارزميات تُفقدك كل شيء تدريجيًا.”

شبكة معقدة ووساطة مالية مثيرة للشبهات

التحقيقات الأولية التي اظهرت للشريط الاخباري تشير إلى أن الموقع لا يعمل بمعزل عن شبكة محلية من الوسطاء في الأردن، تقوم بتسهيل عمليات الإيداع والسحب عبر محافظ مالية تابعة لشركات أردنية وخدمات مصرفية مثل “كليك”.

وبحسب المعلومات، يتم تشغيل مواطنين أردنيين كواجهة مالية لاستقبال أموال المستخدمين في حساباتهم الشخصية عبر المحافظ والبنوك، ثم تحويلها إلى حسابات مرتبطة بالموقع مقابل عمولات رمزية لا تتجاوز نصف دينار أو دينار واحد عن كل عملية.

المحامي محمد قاسم بطاينه قال للشريط الاخباري ان هذه الآلية بحسب الخيرة القانونية تمثل نموذجًا كلاسيكيًا لعمليات غسيل الأموال، حيث يتم تدوير مبالغ ضخمة عبر حسابات متعددة لإخفاء مصدرها الحقيقي، مما يعرّض هؤلاء الوسطاء الأردنيين للمساءلة القانونية دون أن يدركوا أنهم متورطون في نشاط محظور.

غسيل أموال أم شبكة دولية؟

المؤشرات الحالية ترجّح أن الموقع مرتبط بجهات خارجية تستخدم الأردن كمنصة عبور مالية، مستفيدة من ثغرات في نظام التحويلات الإلكترونية والخدمات البنكية المحلية، لتبييض أموال قادمة من أنشطة غير مشروعة تحت غطاء “الرهانات الرقمية”.

ويحذر خبراء وقانونيين من أن استمرار عمل الموقع دون رقابة صارمة قد يؤدي إلى تفاقم ظاهرة القمار الإلكتروني وغسيل الأموال في البلاد، خاصة في ظل ضعف الوعي الرقمي لدى بعض الفئات الشابة التي تُغرى بسهولة بالربح السريع.

أسئلة تحتاج إجابة فورية..

في ظل تصاعد الشكاوى والخسائر، يبقى السؤال الكبير مطروحًا أمام الجهات الرسمية: من يقف فعليًا وراء موقع “وان أكسبت” داخل الأردن؟
ولماذا لم يتم حظره أو ملاحقة المشغلين المحليين حتى الآن رغم خطورته البالغة؟
 
وكيف تسمح الأنظمة المالية بمرور ملايين الدنانير عبر وسطاء دون تدقيق صارم في مصادرها ومصارفها؟

ما يجري ليس مجرد “لعبة حظ” على الإنترنت… بل عملية ممنهجة لسلب أموال الأردنيين وغسلها بطرق ذكية تحت غطاء الرهانات الإلكترونية،والصمت الرسمي حتى هذه اللحظة يطرح تساؤلات أكثر من الإجابات.

“آن الأوان لأن تتحرك الحكومة، البنك المركزي، ووحدة الجرائم الإلكترونية لكشف خيوط هذه الشبكة، قبل أن يتحوّل الأمر إلى كارثة اقتصادية واجتماعية تهدد مئات العائلات الأردنية.”

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences