أول إسرائيلي “طريف” يحاكم في الأردن

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
لا يحظى المتسلل الإسرائيلي إلى الأراضي الأردنية كونستانتين كوتوف بشرف لقبه الجديد باعتباره أول إسرائيلي يحاكم علنا في الأردن فقط.

المتسلل نفسه كان طريفا للغاية وهو يبلغ المحكمة صباح الإثنين بأنه غير مذنب بتهمة "إحضار وتعاطي المخدرات”، وأنه يقر بتهمته الثانية وهي "دخول أراضي المملكة بصورة غير شرعية”.

كوتوف وعبر مترجم متخصص باللغة العبرية تليت عليه لائحة الظن في جلسة محكمة علنية.



فاجأ الرجل الإعلاميين والمراقبين بعبارته التي قال فيها: "لم أكن أعلم بأن المخدرات ممنوعة في الأردن”.

رفض الرجل الإقرار بذنبه بتهمة المخدرات لكنه وبصورة غريبة وهو ينفي علمه بمنع المخدرات في المملكة قدم دليلا خلافا لرواية عائلته وحكومته على أنه تقصد التسلل إلى الأردن بطريقة غير شرعية عندما أقر بذنبه في هذا السياق.

حظي المتسلل نفسه باهتمام الإعلام المحلي بعدما أصرت السلطات على محاكمته وبصورة علنية ورفضت خلافا للعادة إعادته أو تسليمه إلى دولة الاحتلال.
السفارة الإسرائيلية في عمان أوردت تقريرا فنيا تصف فيه المتسلل نفسه بأنه كان مخمورا ويعتبر من السفهاء حسب الترجمة.

لكن محكمة أمن الدولة الأردنية تابعت الإجراءات مع الرجل تماما وفق مقتضيات القانون؛ فتليت عليه حقوقه وأبلغ بأن المحكمة ستعين له محاميا وتم إحضار مترجم يقرأ لائحة الظن والاتهام له.

في قاعة المحكمة بدا الرجل متماسكا وواعيا ويجيب بسلاسة على أسئلة القضاة وتم التعامل معه باحترام خلال فترة توقيفه.

لم تظهر في القضية أي تهمة لها علاقة بعملية أمنية ولم يظهر أي حديث عن سلاح بحوزة الإسرائيلي أثناء تسلله.



لوحظ هنا بأن هذه المحكمة النادرة تخالف مألوف العلاقات بين الأردن وإسرائيل، وأصبحت مثارا للمناكفة السياسية حيث قررت الحكومة الأردنية عدم الإفراج عن الشاب المتسلل بالرغم من إفراج إسرائيل عن أسيرين أردنيين.

العلاقة بين عمان وتل أبيب أصلا متوترة للغاية، والجدل زادت معدلاته مع التجاذب إثر قرار الملك عبد الله الثاني عدم تمديد عقد استئجار إسرائيل لمزارع الباقورة والغمر لعام إضافي، ورفض السلطات الأردنية عبور إسرائيليين مزارعين من بوابة الباقورة، وإلزام أي إسرائيلي يرغب بمتابعة مزرعته في الجزء السيادي الأردني بالحصول على تأشيرة حسب الأصول، والعبور إلى المملكة من جسر الشيخ حسين أو جسر الملك حسين.

زاد النقاش في التجاذب والخلاف في ظل ما تجادل به الإعلام الإسرائيلي عن مناورات عسكرية باسم "سيوف الكرامة” نفذها الجيش الأردني مؤخرا وتضمنت سيناريو محتملا للتصدي لهجوم إسرائيلي أو غزو.

تحدثت عن هذا الموضوع بتوسع مساء أمس قناة 13 الإسرائيلية التلفزيونية، وقالت بأن تدريبات تضمنت خارطة للحدود مع إسرائيل وأشرف عليها الملك عبد الله الثاني شخصيا، مع إشارة من القناة إلى أن تسمية التدريب باسم معركة الكرامة هي رسالة سياسية من الجانب الأردني تظهر حجم الحساسيات وتردي العلاقات.

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences