ناقوس الخطر : اسرائيل تقر 19 مستوطنة في جنين ومحيطها

لطالما افتخرت محافظة جنين ومحيطها شمالي الضفة الغربية بخلوّها من المستوطنات الإسرائيلية، وهو ما جعلها على امتداد سنوات طويلة بعيدة نسبياً عن هجمات المستوطنين، غير أن مصادقة دولة الاحتلال مساء الخميس على تسوية وإقامة نحو 19 مستوطنة دقت ناقوس الخطر لسكان المدينة.
وقالت القناة 14 الإسرائيلية إنه بهذا القرار “تكون قد تمت العودة الكاملة إلى مستوطنات شمال يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة المحتلة”، في إشارة إلى المستوطنات التي أُخليت ضمن خطة فك الارتباط الإسرائيلية الأحادية عام 2005.
ومن بين المستوطنات التي جرت المصادقة على إعادة تدشينها مستوطنتا “جانيم” و”كاديم”، ما يعزّز محاصرة المدينة بالمستوطنات من جديد، بعد نحو 20 عاماً من الهدوء النسبي.
وتعقيبا، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان لـ “القدس العربي” إن مصادقة “كابينت” الاحتلال الإسرائيلي على تسوية وإقامة 19 مستوطنة جديدة في أنحاء الضفة الغربية تُعد خطوة أخرى في سياق إبادة الجغرافيا الفلسطينية لمصلحة مشروع الاستيطان.
وأضاف أن هذا القرار يشكّل تصعيداً خطيراً، ويكشف النيات الحقيقية لحكومة الاحتلال في تكريس نظام الضمّ والفصل العنصري والتهويد الكامل للأرض الفلسطينية.
وفي سياق متصل بالحرب على غزة، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يطالب إسرائيل بالسماح الكامل بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والتوقف عن عرقلة عمليات المنظمات الأممية، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
ويُعرب القرار عن قلق عميق إزاء الوضع الإنساني المتردي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا سيما قطاع غزة.
ويُرحب القرار بالرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية، في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، بشأن التزامات إسرائيل المتعلقة بأنشطتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي غزة، ولليوم الثالث على التوالي، عمّق المنخفض الجوي القطبي “بايرون” المأساة الإنسانية في قطاع غزة، مُسفراً عن 14 حالة وفاة، نتيجة البرد القارس أو انهيار منازل متضررة سابقاً بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية.
ولم تصمد تلك المنازل أمام انجراف المياه الغزيرة، في وقت أدى فيه المنخفض إلى غرق أو انجراف أكثر من 27 ألف خيمة للنازحين.
وقالت “المنظمة الدولية للهجرة” التابعة للأمم المتحدة، في بيان، إن مئات آلاف النازحين في قطاع غزة يواجهون خطر غرق خيامهم وملاجئهم بمياه الأمطار، في ظل استمرار منع دخول مواد الإيواء والأكياس الرملية اللازمة لتعزيز الحماية من السيول. في سياق آخر، أدان وزراء خارجية 8 دول عربية وإسلامية في بيان مشترك اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية.
وأكد وزراء خارجية مصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا والسعودية وقطر على الدور الذي لا غنى عنه لوكالة “الأونروا” في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين ورعاية شؤونهم.
وقالوا إن اقتحام مقر “الأونروا” يمثل “انتهاكا صارخا للقانون الدولي وحرمة مقار الأمم المتحدة، وهو ما يعد تصعيدا غير مقبول”.