مديرية الأمن العام… الفارس الخفي الذي كشف فضيحة “المدفأة” وحمى أرواح الأردنيين
خاص / الشريط الاخباري
في وقتٍ كانت فيه المخاوف تتصاعد مع تكرار حالات الاختناق بسبب مدافئ رديئة الصنع، برز دور مديرية الأمن العام كـ“الفارس الخفي” الذي تحرك بصمت وحزم لكشف واحدة من أخطر القضايا التي هددت سلامة المواطنين وتسببت بوفيات خلال فصل الشتاء نتيجة الاختناق.
مديرية الأمن العام، ومن خلال متابعة دقيقة وشكاوى وردت حول حالات اختناق وإصابات، باشرت تحقيقات موسعة قادت إلى كشف مدافئ مخالفة للمواصفات والمقاييس، يتم تداولها في الأسواق دون مراعاة أدنى معايير السلامة، ما جعلها قنابل موقوتة داخل بيوت الأردنيين.
التحقيقات الأمنية شملت تتبع مصدر هذه المدافئ، وآلية دخولها للأسواق، والجهات المسؤولة عن تصنيعها أو استيرادها وبيعها، حيث جرى ضبط كميات منها والتحفظ عليها، إلى جانب اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتورطين، بالتنسيق مع الجهات المختصة.
هذا التحرك السريع والحازم أعاد التأكيد على أن مديرية الأمن العام لا تكتفي بردّ الفعل بعد وقوع الخطر، بل تعمل على منعه وتجفيف منابعه، واضعة سلامة المواطن فوق كل اعتبار، ومثبتة مرة أخرى أنها صمام الأمان الأول في حماية الأرواح.
المطالب الشعبية تصاعدت بضرورة تحويل مالكي هذه المدافئ وكل من سمح بتداولها إلى محكمة الجنايات الكبرى، باعتبار ما حدث جريمة جسيمة نتج عنها تهديد مباشر لحياة المواطنين ونتج عنها وفيات عائلات كاملة بسبب الاختناق، ولا يجوز التعامل معها كقضية عابرة أو مخالفة بسيطة.
وهنا نشكر جهود مديرية الامن العام لكن نطالب ايضا بضمان المحاسبة الصارمة لعدم تكرار مثل هذه الكوارث، مشددين على أن أرواح الناس ليست مجالاً للتهاون أو الربح غير المشروع، وأن ما قامت به مديرية الأمن العام يجب أن يُستكمل بإجراءات قضائية رادعة تعيد الثقة وتحمي المجتمع.








