إنجاز علمي يُتوَّج بحلم الأب ومسيرة 35 عامًا من العطاء… الدكتور محمد خير النسور يحقق الدكتوراه ويؤكد: هذه البداية وليست النهاية..
محمود المجالي
في أجواءٍ مفعمة بالفخر والاعتزاز، أقام العميد المتقاعد الدكتور محمد خير سالم النسور حفل استقبال في قاعة جبري المركزي، احتفاءً بحصوله على درجة الدكتوراه من ماليزيا، بحضور جمعٍ كبير من الأصدقاء والأقارب والأحبة، الذين شاركوه فرحة إنجازٍ علمي طال انتظاره.
ولم يكن هذا الإنجاز محطة أكاديمية عابرة، بل جاء تتويجًا لحلمٍ قديم حمله والده المرحوم الحاج سالم النسور، الذي آمن بالعلم طريقًا للارتقاء والتميز، وظلّ يتمنى أن يرى ابنه يحمل شهادة الدكتوراه.
حلمٌ رافق الأسرة لسنوات، حتى تحقق اليوم وفاءً لروح الأب وبرًّا لمسيرته وقيمه.
ويكتسب هذا الإنجاز بُعدًا وطنيًا خاصًا، إذ يأتي بعد مسيرة خدمة امتدت 35 عامًا قضاها الدكتور النسور في مديرية الأمن العام و الدفاع المدني، قدّم خلالها نموذجًا في الانضباط والتفاني والعمل الميداني، وأسهم في حماية الأرواح والممتلكات، واضعًا مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.
وخلال الحفل، أقام الدكتور النسور غداءً على شرف الحضور، معربًا عن شكره وامتنانه لكل من ساندوه ووقفوا إلى جانبه في رحلته العلمية والعملية، مؤكدًا أن هذا النجاح هو ثمرة دعم العائلة والأصدقاء، وإيمان راسخ برسالة العلم وخدمة الوطن.
وقال الدكتور محمد خير سالم النسور في كلمة له، إن هذا الإنجاز يمثل البداية وليس النهاية، مشددًا على أن شهادة الدكتوراه ليست هدفًا بحد ذاتها، بل رسالة وفكر جديد يسعى من خلاله إلى الإسهام في تطوير علم إدارة الأزمات والمخاطر، خصوصًا في القطاع الصحي والحماية المدنية وإدارة الكوارث.
وأوضح النسور أن المرحلة المقبلة تتطلب تحولًا نوعيًا في آليات التفكير والإدارة، قائمًا على توظيف التقنيات الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة في التعامل مع الأزمات والكوارث، مؤكدًا أهمية أن يكون الأشخاص الموجودون في مواقع المسؤولية على اطلاع واسع بهذه العلوم والتقنيات، لما لها من أثر مباشر في رفع الجاهزية المؤسسية، وحماية الأرواح، وتقليل الخسائر.
وأضاف أن الأردن، بما يمتلكه من كفاءات بشرية وخبرات تراكمية، قادر على بناء منظومة وطنية متكاملة لإدارة المخاطر والكوارث، إذا ما جرى الاستثمار الجاد في العلم والتدريب والبحث التطبيقي، وبما يواكب أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال الحيوي.
وأهدى الدكتور النسور إنجازه العلمي إلى روح والده المرحوم الحاج سالم النسور، وإلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، مجددًا العهد على مواصلة العطاء وخدمة الوطن وقيادته الهاشمية وسمو ولي العهد الأمين، من موقع العلم والخبرة والمسؤولية.
إنها قصة نجاح تختصر معاني الإصرار والوفاء والانتماء، حيث يلتقي شرف الخدمة مع نور العلم، ليؤكدا أن الأحلام المؤجلة لا تموت، بل تتحقق بالإيمان والعمل والصبر.
ألف ألف مبارك، ومنها إلى الأعلى دائمًا ابو ينال .







