تعيين رؤساء البلديات لتعزيز العداله في توزيع الخدمات ..
*البلديات*
في جوهر النقاش حول اداء البلديات، لا بد من الفصل بين ما هو مالي وما هو اداري وسياسي.. فالدوله، وعلى الرغم من كل التحديات الاقتصاديه، لا تزال تضخ للبلديات مخصصات معتبره من خلال مشاريع البنيه التحتيه والخدمات الاساسيه، من طرق واناره وكهرباء ودعم مباشر وغير مباشر. كما ان ميزانيات البلديات، رغم تفاوتها من بلديه لاخرى، تبقى في المجمل مقبوله بل وجيده اذا ما احسن ادارتها ووظفت وفق اولويات تنمويه واضحه..
غير ان الخلل الحقيقي لا يكمن في حجم الدعم، بل في آليه الاداره والاختيار. فانتخاب رئيس البلديه ضمن اعتبارات اجتماعيه او فئويه ضيقه يحول هذا المنصب من موقع خدمه عامه الى اداة استرضاء انتخابي,, رئيس البلديه المنتخب غالبا ما يجد نفسه اسيرا لمن انتخبوه، فيوجه المشاريع والخدمات نحوهم، لا عن قصد سوء دائما، بل بدافع الحفاظ على قاعدته الانتخابيه املا في اعاده انتخابه، حتى لو جاء ذلك على حساب فئات اخرى داخل نفس المنطقه لم تمنحه اصواتها..
هذا الواقع ينعكس ايضا على التعيينات داخل البلديات والرهل ، حيث تتحول الوظائف من حاجه اداريه وتنظيميه الى مكافآت سياسيه وانتخابيه، فتتكدس الكوادر في اتجاه، ويشعر الطرف الاخر بالتهميش والاقصاء، مما يضرب مبدأ العداله وتكافؤ الفرص ويضعف ثقه المواطن بالمؤسسه البلديه ككل..
من هنا تبرز الحاجه لاعاده النظر في نموذج اداره البلديات، بحيث يتم تعيين رئيس البلديه كموظف حكومي مهني يخضع لمعايير الكفاءه والمساءله، ويعمل بمنطق الدوله لا بمنطق الصندوق الانتخابي، مقابل الابقاء على انتخاب اعضاء المجلس البلدي لتمثيل مختلف الشرائح والمناطق ونقل همومها واحتياجاتها.. هذا الفصل بين الاداره التنفيذيه والتمثيل الشعبي من شأنه ان يعزز العداله في توزيع الخدمات، ويضمن ان تكون البلديه خادما عاما لكل المواطنين، لا اداة بيد فئه على حساب اخرى، ويحول الدعم الحكومي من مجرد انفاق الى تنميه حقيقيه ومستدامه..
الدكتور طه الحراحشه








