القوات المسلحة الأردنية في غزة.. تركيب 703 أطراف صناعية وإجلاء 1,849 مريضا ومرافقا

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

منذ تفجّر الحرب على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تبنّى الأردن موقفا إنسانيا واضحا عنوانه دعم صمود الفلسطينيين والتخفيف من معاناة أهالي غزة، انطلاقًا من ثوابته السياسية والإنسانية، ورفضه استهداف المدنيين وتفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.

القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي – حوّلت هذا الموقف إلى أفعال ملموسة على الأرض، شملت إجلاء الجرحى والمرضى، وتسيير قوافل برية وجوية لإيصال الغذاء والدواء والوقود، وإنشاء مستشفيات ميدانية، إلى جانب إطلاق مبادرة "استعادة الأمل" لتركيب الأطراف الصناعية لمبتوري الحرب.

وخلال الفترة من مطلع عام 2025 وحتى كانون الأول من العام ذاته، برزت القوات المسلحة الأردنية بوصفها ركيزة رئيسية في الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث نفّذت عمليات إغاثة متواصلة جوًا وبرًا، وقدّمت خدمات طبية متقدمة داخل القطاع، وأسهمت في إنقاذ آلاف الأرواح في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.

الممر الطبي الأردني

بتوجيهات ملكية سامية، أعلن الأردن مطلع آذار 2025 عن مبادرة "الممر الطبي الأردني"، الهادفة إلى استقبال ألفي طفل من قطاع غزة لتلقي العلاج داخل المملكة.

وفي 4 آذار، جرى إجلاء الدفعة الأولى ضمن المبادرة، وضمت 29 طفلًا، نُقل أربعة منهم بطائرات عمودية تابعة لسلاح الجو الملكي، فيما نُقل 25 طفلًا بواسطة سيارات إسعاف عبر جسر الملك حسين، بالتنسيق مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.

وتواصلت عمليات الإجلاء على دفعات متتالية طوال العام، شملت أطفالًا ومرضى بأمراض مزمنة وإصابات خطرة، إضافة إلى مرافقيهم من ذويهم، ضمن إجراءات طبية وإنسانية دقيقة.

وبحلول نهاية كانون الأول 2025، بلغ إجمالي من جرى إجلاؤهم ضمن الممر الطبي الأردني 1,849 شخصًا من قطاع غزة، بينهم 498 مريضًا و1,351 مرافقًا من ذوي المرضى والأطفال، نُقلوا برًا وجوًا لتلقي العلاج في المستشفيات الأردنية، بحسب ما ذكرت القوات المسلحة الأردنية لـ"المملكة".

وبعد استكمال العلاج، أُعيد العديد من الأطفال وذويهم إلى قطاع غزة لإفساح المجال أمام استقبال دفعات جديدة، في تأكيد عملي على موقف الأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين، وحرصه على بقاء الدعم في إطاره الإنساني المؤقت.

المستشفيات الميدانية الأردنية

أقامت القوات المسلحة الأردنية ثلاثة مستشفيات ميدانية، في شمال قطاع غزة وجنوبه، إضافة إلى مستشفى ميداني في مدينة نابلس بالضفة الغربية.

وفي جنوب قطاع غزة (خان يونس)، قدّم المستشفى الميداني الأردني خدمات طبية واسعة، حيث أجرى 23,679 عملية جراحية، واستقبل 314,296 مراجعة طبية، شملت مختلف التخصصات، في ظل ضغط هائل ونقص حاد في الإمكانات داخل القطاع.

أما المستشفى الميداني الأردني في شمال غزة (تل الهوى)، فقد أجرى 1,139 عملية جراحية، واستقبل 124,415 مراجعة طبية، قبل نقله لاحقًا إلى جنوب القطاع حفاظًا على سلامة كوادره نتيجة تصاعد القصف في محيطه.

وفي النصف الثاني من كانون الأول؛ باشرت القوات المسلحة الأردنية، بإعادة تشغيل المستشفى الميداني الأردني في منطقة تلّ الهوا شمال قطاع غزة، بعد استكمال أعمال الصيانة والتجهيز التي خضع لها مؤخراً.

وتضم هذه المستشفيات عيادات للجراحة العامة، والباطنية، والعظام، والأطفال، وجراحة الأعصاب، والنسائية والتوليد، إلى جانب وحدات طوارئ وغرف عمليات مجهزة، تعمل بكوادر طبية أردنية ذات خبرة عالية.

الجسر الجوي والإنزالات الجوية

اعتمد الأردن على جسر جوي بين مطار ماركا العسكري ومطار العريش في مصر لنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة، إضافة إلى تنفيذ عمليات إنزال جوي مباشر داخل القطاع.

وبلغ مجموع الإنزالات الجوية التي نُفذت على قطاع غزة حتى 26 آب 2025 نحو 564 إنزالًا جويًا، منها 164 إنزالًا نفذتها القوات المسلحة الأردنية، و400 إنزال بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة، في واحدة من أكبر عمليات الإسقاط الجوي الإنساني.

وشملت هذه الإنزالات مواد غذائية وطبية وإغاثية أساسية، نُفذت في ظروف جوية وأمنية معقّدة، وبمشاركة عدد من الدول الداعمة للجهود الإنسانية الأردنية.

دعم الأمن الغذائي – المخابز المتنقلة

استجابة للنقص الحاد في الخبز داخل قطاع غزة، جهّزت القوات المسلحة الأردنية مخابز متنقلة بالتعاون مع "المطبخ المركزي العالمي".

وبنهاية عام 2025، بلغ عدد المخابز الأردنية المتنقلة في غزة ثلاثة مخابز، تصل الطاقة الإنتاجية لكل منها إلى نحو 70 ألف رغيف خبز يوميًا، وأسهم أحدها وحده في إنتاج أكثر من 11 مليون رغيف خلال العام، ما شكّل رافدًا أساسيًا للأمن الغذائي للسكان.

مبادرة "استعادة الأمل"

أُطلقت مبادرة "استعادة الأمل" في 26 آب 2024 بتوجيهات ملكية سامية، لمعالجة الأعداد المتزايدة من مبتوري الأطراف في قطاع غزة جراء الحرب.

وخلال عام 2025، جرى تركيب 703 أطراف صناعية علوية وسفلية للجرحى من قطاع غزة، عبر وحدات طبية متنقلة متخصصة، جُهّزت بأحدث التقنيات، بما يتيح تركيب الطرف الصناعي خلال فترة زمنية قصيرة، ومتابعة حالات الأطفال والبالغين على حد سواء.

وتمثّل هذه المبادرة أحد أبرز أوجه الدعم الإنساني المستدام، الذي يتجاوز الإغاثة العاجلة إلى إعادة التأهيل واستعادة القدرة على الحياة.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences