سخط شعبي في لبنان والعراق
الشريط الإخباري :
خالد الزبيدي - عندما تخالف وعود الحكومات استحقاقات الشعوب وتطلعاتها بعيش كريم يكون السخط الشعبي مؤكدا وإن تأخر، وهذا ما نراه في العراق ولبنان الشقيقين، فالقاسم المشترك هو محاربة والفساد وإنجاز التغيير واستعادة اموال الوطن ومقدراته..في البداية نظر سياسيون في البلدين الشقيقين انها مجرد احتجاج سرعان ما تنتهي، ومع استمرار الاحتجاجات التي يمكن وصفها بثورات شعبية تحاول قوى تعليق مشجب مطالب الشعوب وسخطها على قوى خارجية شرقا وغربا، الا ان إصرار الشعوب التي اضناها الفقر والتجاوز على حقوق العامة دفع قوى الشر الداخلية الى استخدام كل السبل المتوقعة وغير المتوقعة وصولا الى سفك دماء زكية بريئة كل ذنبها انها طالبت بحقوقها في عيش كريم في وطن ساهموا في بنائه والدفاع عنه.
كل سخط شعبي معرض للاختراق في ظل ضعف الاحزاب والقوى السياسية، ويمكن لوسائل الاعلام المختلفة في مقدمتها السوشيال ميديا التأثير على مجريات الامور في الاوساط الشعبية، ويقينا ان من يساهم في تسهيل هكذا اختراق هو من يتمترس في السلطة التي تعتبر نفسها الافضل من حيث المواقف ومواصلة الاحتفاظ بـ (الحكمة والشرعية والمصلحة الوطنية ) بينما يتم تجاهل حقوق المواطنين الفقراء المسحوقين في وقت نرى تركز الاموال لدى شرائح لم يكن لها يوما دور حقيقي في الدولة، وهذا الثراء يكشف مدى تجاهل مصالح الوطن والمواطنين.
ما جرى ويجري في المرحلة الثالثة مما سمي زورا بـ الربيع العربي الذي انطلق في تونس الخضراء وتحول الى ديمقراطية منجزة بانتخابات نزيهة ووصول رئيس وسلطة قدمت مصالح المواطنين على من سواها وتطور المشهد ليشخص بدقة، وما يجري في المنطقة العربية والاعتداءات المستمرة عليها شرقا وغربا، وما حصل في السودان يقدم صورة من صور الحكمة والابتعاد على التأثيرات الخارجية والمال السياسي العربي، اما الجزائر فالعيون تتطلع نحوها التي تجتاز مرحلة مفصلية برغم التحديات التي تواجه الجزائريين.
المنطقة العربية لازالت تعج بالتحديات المريرة وتحتاج الى إصلاح سياسي واقتصادي حقيقي بعيدا على الحلول التجميلية، وفي هذا السياق فإن الاصلاح السياسي والاقتصادي يؤخذ ولا يمنح للشعوب ويحتاج الى جهود وطنية شاملة مدعومة بالقوى السياسية وجماعات الضغط، وان قاطرة الاصلاح يجب ان تكون محلية، وعليها تحديد الاولويات في مقدمتها طرح سياسات وبرامج زمنية تؤدي الى تحسين العيش للمواطنين، وإطلاق حراك سياسي حقيقي يؤطر تطلعات المواطنين في كافة مناحي حياتهم، ورسم منحنى واضح للسنوات القادمة، وبدون ذلك سنجد بين الحين والاخر إنفجارات شعبية وسخط هنا او هناك، عندها تكون التكلفة اكبر مما يعتقد بعض السياسيين.