فيديو الحواتمة ... من ثلاثة زوايا

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
بقلم الكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجة 

شاهدت فيديو مدير الأمن العام اللواء الركن حسين الحواتمة عدة مرات... كما تابعت  إحدى منصات التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) وما تم نشره عليها وكان أكثرها  هجوما عنيفا على شخص مدير الأمن العام...
بداية ساتناول الفيديو من ثلات زوايا... اولها زاوية سلوكيات مدير الأمن العام كرجل أمن عام( شرطي) وليس مديرا للامن العام .... وثانيهما شخصية مدير الأمن العام كقائد... وثالثهما  الصورة المواطن الذهنية  لرجل الأمن العام...
أولى الزاوية رجل الأمن العام حسين الحواتمة دون رتب عسكرية... فقط رجل أمن عام... تصرف  الشرطي حسين الحواتمة بحسه الأمني العالي كرجل أمن... حفظ عن ظهر قلب واجباته كشرطي وأولها... منع الجريمة قبل وقوعها.. وحفظ الأمن والأمان وحفظ أمن الطرقات والشوارع ومنع اي عابث بهذه الثوابت... انطلق  الشرطي حسين  الحواتمة من هذه الواجبات وتطبيق القانون بإزالة المركبة من منتصف الطريق ( حسب ما شاهدته) لفتح الطريق امام مستخدميها .. فمنهم من يحتاج إلى مستشفى واخر متأخر على رحلته الجوية.. وثالث يسرع إلى عمله....
الشرطي حسين الحواتمة لا أعرف اذا كان هنالك تصرف سابق لم يعرضه الفيديو  دفعه إلى الترجل من مركبته ومارس دوره الشرطي  كشرطي وليس قائد واتخذ إجراءاته الامنية التي تدرب عليها في حالة استيقاف الشخص من قبل الشرطة والتي يعرفها رجال الأمن العام جميعا وهذا الإجراء الأمني الاحترافي يطبق في جميع الحالات التي يتعامل معها رجال الأمن ولا يقتصر ذلك على حالة الشرطي حسين الحواتمة... والمتمثلة  تأمين الحماية لنفسه اولا قبل أي إجراء أمني من خلال التأكد من الشخص لا يحمل اي سلاح او أداة تهدد حياته... ومن ثم اتخاذ الإجراء الأمني بأن يتم السيطرة على الشخص  بعدة وسائل منها تفتيشه  تفتيش دقيق  من خلال اما وضعه بوضعية التفتيش على جوانب المركبة او الطلب منه  ( الانبطاح) على الأرض ومن ثم السيطرة عليه  واتخاذ الإجراءات القانونية من تفتيش والاحترام على اي شيء يمنع القانون حيازته ومن ثم وضع القيود في يديه.. تمهيدا لضبط أقواله وتحويله للقضاء العادل ... هذه كلها اجراءات امنية يطبقها رجال الأمن العام لحماية انفسهم... وهذا ماطبق بعضه الشرطي حسين الحواتمة في هذه الحادثة...
ان إجراء الشرطي حسين الحواتمة ( كشرطي) سليم وصحيح مئة بالمئة.. ولا غبار عليه... واذا لم يفعل ذلك وتعرض - لاقدرالله- إلى أي أذى... سيتم محاسبته من قبل قادته بتهمة مخالفة الأوامر والتعليمات وعدم التقيد بالتعليمات الامنية التي تحافظ على حياته...
بعيدا عن هذه الحادثة واشخاصها...كم فقدنا رجال أمن بين شهيد واعاقة دائمة نتيجة عدم التصرف وفق التعليمات الامنية لحماية انفسهم... ونتيجة استهتارهم بالشخص المشتبه به الذي فاجأهم مرات عديدة بإطلاق النار عليهم... والشواهد كثيرة...
في الغرب والولايات المتحدة الأمريكية.. اذا الشخص المشتبه به يطلب منه وضع يديه مباشرة على (تابلو) السيارة ولا ينزل من مركبته... واذا قام باي حركة غير ذلك تطلق النار عليه... فنحن والحمد لله لم يصل الأمن العام إلى هذه المرحلة... لكن حماية انفسهم واجب وضرورة قبل التعامل مع أي شخص...
لو كنت مديرا للامن العام وشاهدت الإجراءات الأمنية الإحترافية التي تعامل بها الشرطي حسين الحواتمة في موقع الحادثة لبادرت دون تردد بتحفيزه ماديا  وترفيعه إلى الرتبة التالية التي تلي رتبته ... لعدة اسباب اهمها انه طبق الإجراءات الامنية للتعامل مع الأشخاص في الميدان بحذافيرها... أيضا استخدامه قدر من القوة للسيطرة على الشخص... وهذا يدل على هظمه لتعليمات استخدام القوة وعدم الإفراط باستخدامها - حسب الموقف الأمني - وكذلك احترامه لكرامة الشخص بعدم المساس لفطيا بكرامته او التعرض له جسديا الا بما يخدم موقفه الأمني وحماية نفسه... وتعامل معه وفق التعليمات والقانون... محافظا بذلك على هيبته كشرطي وتطبيق القانون على الشخص دون خرقه..
الزاوية الثانية التي ساتناولها الآن... شخصية اللواء الركن حسين الحواتمة مدير الأمن العام... الباشا معروف الينا جميعا...و شاهدنا احترافه الأمني في التعامل مع الحراك... وشاهدناه كقائد وانسان.. وقاد أزمة الحراك بكل احتراف أمني وثقة ومهارة عالية... كان يسمع ويرى خرق للقانون وتجاوز السقوف... بل وصلت إلى تناول الأعراض ... الا انه بحكمته العسكرية الامنية وموروثه  القبلي والعشائري وفهمه للغة الحراك وأهداف التصعيدية تعامل بسلاسة وطول نفس وصبر قائد متمرس ويعرف إلى أين يقود الحراك وتفتيته... ونجح  نجاحاً باهراً.. وكانت المكافأة الملكية السامية... قائداً لأجهزة الأمن الداخلي بعد دمجها تحت مسمى الأمن العام...
الباشا الحواتمة لم يكن متسرعا او غاضباً او متوتراً او فقد اعصابه ووصلته كما يحلى للبعض وصفه بعد الحادثة... الباشا الحواتمة من اكثر القادة صبراً وتحملاً للمواقف المستفزة التي تعامل معها... وكل المواطنيين يعرفوها جيدا خلال السنوات الماضية... الباشا معروف عنه انه لايهتز ولا يستفز مهما كان الحدث أمامه جلل وصعب... اعصابه في ثلاجة والشواهد كثيرة على ذلك...
الباشا كما اسلفت سابقا تعامل مع الحادثة كرجل أمن يطبق القانون على موقف يعتقد حسب خبرته انه خرق للقانون ولابد ان يتخذ اجراءاته وفق التعليمات والقانون....
البعض أدلى بدلوه وهرف بما لايعرف بحق الباشا... فمنهم من طبق مقولة(عليهم... عليهم) شاهد الفيديو وقرا بعض التعليقات على الفيسبوك وادلى بدلوه... لا بل تجرأ على تقييم الباشا كونه خبير ومارس العمل الأمني لعقود مضت..
البعض كان عاطفياً وتعامل مع الحادثة بعاطفته فادلى بدلوه وعبأه بالمفردات الوطنية وان المواطن الاردني ( حيطه واطي... و كرامته خرقت.. ولم يعد احترام للمواطن ) من قبل الأجهزة الأمنية وخاصة الأمن العام ونسي ان الباشا طبق القانون والتعليمات بحذافيرها لحماية نفسه كشرطي وليس قائد من اي مكروه...
من تجرأ بتقييم الباشا سلبيا ً... نسي ان الباشا قائد برتبة لواء وخضع للتقييم من قادته منذ أن كان تلميذاً مرشحا ً وبقي تحت التقييم زهاء ثلاثة قرون ونيف ولو كان لايستحق ان يكون قائداً لما وصل إلى هذه الرتبة العسكرية العالية... ولو لم يكن كفؤ لقيادة أجهزة الأمن الداخلي لما أسند اليه سيد البلاد هذه المهمة في وقت دقيق وحساس تمر به المملكة والاقليم.... لذلك لا يعقل شخص لايفك الخط او غير مثقف أمنيا ولايعرف اجراءات الأمن وكيفية حماية رجل الأمن العام لنفسه ان يصف الباشا بالمتهور والمتسرع  اوفقد اعصابه...
اعتقد ان البعض من الذين قيموا الباشا بصورة سلبية اما انسان بسيط يطفو على( شبر مي) ويفسر سطحياً ما يشاهده... وهذا خطر ليس على الآخرين وإنما على نفسه(مسكين الله).. وأما انسان حاقد مثقف يعرف الحقيقة ولكن لغاية في نفسه يحاول سن الجراب وتجييش الرأي العام ضد الباشا... وأما (إمعة)... (معاهم معاهم وعليهم.. عليهم) في نفس الوقت... يرسل كل الذي يستقبله دون تفكر وتدبر وتمحيص... فسمع وقرا مهاجمة الباشا... فكان ببغاء يردد ماسمعه او شاهده...
اما الزاويه الثالثة... فهي الصورة الذهنية السلبية لدى بعض المواطنيين ومهاجم اي امر يتعلق بجهاز الأمن العام ومنتسبيه.. مهما كان ذلك سلبيا ام ايجابياً لمواقف سابقة لهم كأن يكون مجرما او مطلوب او حاقدا او تعرض لظلم... كل ذلك سينعكس سلباً على جهاز الأمن العام ومنتسبيه وسيستغل اي حادثة لتشويه صورة الأمن العام عبر منصات التواصل الاجتماعي او في الصالونات الاجتماعية والسياسية... يستغل اية وسيلة  لتشويه... فكان هذا الحدث صيد ثمين لتفريغ سمومهم واشاعاتهم الهدامة...
كما يقول المثل العربي (قطعة جهينة قول كل خطيب)... وموقف مشرف وأصيل يسجل لخال الشاب الذي حدثت معه الحادثة...  وشهد شاهد من اهله.. ان الباشا الحواتمة كان في قمة الأدب والأخلاق السامية في التعامل مع الحادثة... كيف لا وهذه الأخلاق النبيلة  تربى عليها في بيئته القبلية.. بني حميدة الاكارم... ومن بعدها المدرسة العسكرية والامنية الهاشمية التي تربى على احترام الإنسان والمحافظة على كرامته وشعوره...
خال الشاب الاكرم محامياً متمرساً ولاشاهد اوسمع مايخرق القانون او تجاوزاً لتعليمات الأمن العام التي يعرفها جيداً كمحامي ورجل قانون وانسان مثقف يعرف حدود صلاحيات الأمن العام في مثل هذه الحادثة... اقول لو لمس او شعر بتجاوز لتحرك قانونيا  واجرائياً وعشائرياً مباشرة وهو كما سمعت وعلمت انه كان متواجداً وقت الحادثة.....
اخيرا الشرطي حسين الحواتمة نفذ القانون الذي حلف علي كتاب الله عزوجل (ان ينفذ القانون والواجبات الموكولة اليه بكل إخلاص وأمانة) ولو لم يفعل ذلك لحنث بيمينه....
الشرطي حسين الحواتمة كان قدوة لزملائه في تنفيذ القانون واستخدام قدر من القوة تتناسب مع الموقف ولم يفرط باستخدامها.... الشرطي حسين الحواتمة كان منظبطا ً اخلاقياً فلم يتعرض لكرامة الشخص بأي قولا او اشارة او ايماءة تمس كرامته وشهادة خاله.... الشرطي حسين الحواتمة كنت قائداً وباشا باخلاقك وإجراء القانوني والتزمت بتعليمات واجباتك.... الشرطي حسين الحواتمة تستاهل الترفيع إلى رتبة عريف... وان شاء الله نشاهدك يوميا ما قائداً لجهاز الأمن العام لأننا بحاجة لأمثالك... ان تكون قائداً وبنفس الوقت لم تنسى واجباتك وواجبات وظيفتك... وانك رجل أمن يطبق القانون عند خرقه... سواء كنت شرطي او عريف او ضابط او لواء... فخلعت رتبك ومنصبك... ومارست دورك كشرطي دورية مهمته حفظ الأمن والنظام وتوفير طريق آمن للمواطن....بغض النظر عن الرتبة والمناصب... وهذا هو المسؤول الذي يتمناه وطني... انسان عادي لايهمه منصب وكرسي... همه ان يقوم بواجبه على أفضل وجه.... فهل يحذو المسؤولين في بلدي حذو الباشا الحواتمة... ويكونوا موظفين أدنى مربوط الدرجة اذا ماتطلب عملهم ذلك.....
اعتقد ان فعل الباشا الحواتمة سيكون له اثراً ايجابياً ويحذو حذوه غالب المسؤولين في بلدي.... ألم يروا سيدنا جلالة الملك (يطرش) إحدى المدارس في منطقة الحلبات.... هذه إشارة لكافة المسؤولين في الدولة للنزول إلى الشارع وتحسس واجبات وظيفتهم في الشارع وبعيون المواطنيين... و التخلي عن كراسي المنصب... واجزم ان الباشا الحواتمة التقط الرسالة ونزل إلى الميدان ليتاكد من استتاب الأمن والأمان... وسنشاهده - وتذكروا- بين المواطنيين وفي الميدان يتحسس الأمن ويشرف على تطبيقه مهما كانت كبيرة ام صغيرة....
الشرطي حسين الحواتمة... حسب خبرتي الامنية لعقدين ونصف... اجراءك الأمني سليم مئة بالمئة... عملياً وسلوكياً واخلاقياَ.... شاء من شاء... وأبى من ابى ..... وللحديث بقية
# د. بشير الدعجة
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences