اليمين الإسرائيلي، ماذا يريد من الأردن؟

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
 فارس الحباشنة - اليمين الاسرائيلي يحرك معركة سياسية واعلامية ضد الاردن. وكما يبدو فان المعركة هدفها الضغط على الاردن، وزرع بلبلة في الرأي العام الاردني، وتفكيك الدولة الاردنية،  وتوجيه مطبخ  القرار السياسي الاسرائيلي نحو تدوير العلاقة مع الاردن، عشية استحقاقات استراتيجية كبرى  متعلقة في صفقة القرن والسلام على الطريقة الامريكية. 
اطروحة اليمين الاسرائيلي حول الاردن لم تتغير واعلانه وطنا بديلا. ولربما في السياسة الاسرائيلية اليسار والوسط واليمين المعتدل يتفقون ويتقاطعون مع اليمين المتطرف ازاء اطروحة الاردن وطنا بديلا.  والوطن البديل يعني تهديد الوجود والهوية والكينونية الوطنية الاردنية. 
ادارة ترامب في نهجها المتبع لحل الصراع الفلسطيني -الاسرائيلي، هي تضغط على الاصدقاء والحلفاء العرب نحو الموافقة على صيغة صفقة القرن لحل القضية الفلسطينية، وهذا من جهة ظاهرة، واخرى فانها تمضي في التسوية الترامبية دون مشاورة الاطراف العربية ولا حتى الفلسطينيين انفسهم أهل واصحاب القضية.
اليمين الاسرائيلي ضاغط على الادارة الامريكية، ولربما أن اوضاع الاقليم غير مسبوقة لاقتناص الفرصة الامريكية في مغبة ما يجري في الاقليم من حروب وازمات ملتهبة، وتطورات دراماتيكية على الساحة الليبية، وما يعني أن حربا جديدة بوكلاء اقليميين قد تشتعل على الضفاف الغربية للبحر المتوسط.
 ولربما ان القضية الفلسطينية ليست على جدول الاولويات لدى البعض، وذلك ازاء الحرب الجديدة في لبيبا، والتحدي الجيوسياسي الحساس الذي يواجه مصر على حدودها الغربية بعد اعلان انقرة عن تدخلها العسكري في الساحة الليبية.
في قراءة المشهد الاقليمي فان الوضع الاقليمي مشوش ومقلق معا. وإن المحور العربي التقليدي يتفكك. والتطورات الاقليمية تفرض على قوى اقليمية كبرى ولاعبة ان تعيد حساباتها بما يتعلق بالازمة السورية والتدخل التركي في لبيبا، ومسارات الصراع الفلسطيني -الاسرائيلي، وما يفرض من حلول امريكية.
ولو أن تحاول دول عربية أن تبحث عن تمحور اقليمي جديد، ولربما ان اللحظة مواتية للخروج بتحالفات تربك وتفرمل التوسع التركي المغطى بمظلة ورعاية امريكية، ولعب ادوار سياسية بالوكالة لتعويض الانسحاب الامريكي الهادي من الشرق الاوسط وحروبها وصراعاتها وازماتها.
التدخلات الاقليمية افقيا وعاموديا تفسر لحد ما لماذا يصعد اليمين الاسرائيلي من اطروحته حول الاردن؟ ونلاحظ كيف تخرج الافكار والمواقف؟ وكيف يتلاعب الاسرائيليون في التوقيت لكي يخرجوا افكارا لربما تجد اللحظة المناسبة والملائمة لتطبيقها والمضي بها على ارض الواقع. 
فما يأتي من السياسة العامة الاسرائيلية ازاء الاردن وغيرها. فالبداية  يكون مشروع فكرة من كتاب لمؤلف يهودي، ومن ثم تتطور الى رؤيا من التوراة، وتتحول الى فكرة سياسية، ومن بعد يجري من حولها نقاشات رأي عام ونخب سياسية، وتتوج ختاما لتكون مشروع قانون يقره الكنيست، وتمضي الحكومة الى تنفيذه كسياسة رسمية.
لست اتفق مع سياسيين اردنيين ينظرون الى اطروحات اليمين الاسرائيلي بـ»عين الخفة»، وانها من متلازمات الانتخابات الاسرائيلية، ويختفي بريق تأثيرها مع مرور الوقت واستحقاق المراحل، وتصنيفها تحت باب المناورة للضغط على الاردن ازاء ملفات وقضايا اقليمية.
ولكن الاسرائيلون بقدر ما يجيدون مناورة الابتزاز يحققون مكاسب كبرى. والضغط على الاردن والسلطة الوطنية واضعاف اي محاولات لترتيب موقف مشترك وجامع بين عمان ورام الله. 
الخيارات مفتوحة، والعلاقة الاردنية -الاسرائيلية في أسوأ المستويات.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences