روسيا تَحكي بالعربية!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
 مروان سوداح -دَرَجَت منظمة الأمم المتحدة على الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، في 18 من ديسمبر من كل عام. وتزامناً مع ذلك، شهد العالم احتفاءات متتالية بالعربية، لتكريمها كلغة رئيسية عريقة، وسُلّطت الأضواء على ضرورات تطوير الاهتمام الواقعي بها، وبما تكتنزه من إرث منذ فجرها في مختلف العلوم والثقافات والحضارات.
 ومؤخراً، اهتم مُلحق»الدستور الثقافي»، بإبراز ندوة عُقدت في موسكو، تم تنظيمها بجهود «جائزة الشيخ زايد للكِتاب»، بعنوان «الحوار الثقافي العربي الروسي»، شارك فيها معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، في خطوة استراتيجية لتعريف الجمهور الروسي باللغة العربية، وأهم مبادراتها، وتشجيع الترشيحات التي تستقبلها سنوياً من جميع أنحاء المَعمورة. وقد ركّزت الندوة على دراسة المُنجز الثقافي العربي الإسلامي، وللعب دور في تجسير التواصل بين الشعبين العربي والروسي.
 وفي موسكو أيضاً، أحيت المدرسة السعودية احتفالية ثقافية حاشدة، ذات بُعدٍ استراتيجي، لفتت انتباه الروسيين للغة الضاد، بهدف تأكيد مركزيتها في العالم المُعَاصر. وقد سارت هذه الفعاليات متّفقة مع هدف الجمعية الفلسطينية الأرثوذكسية الامبراطورية لروسيا، ذات التاريخ العريق، والتي وَضعت وما تزال تضع نصب عينيها هدف التركيز على تدريس العربية، ونشر مناهجها في )الروسيا(، وتمكينها، إلى جانب الروسية، في مؤسساتها التعليمية الروسية في العالم العربي، على ذات الحال المزدهر خلال عشرات السنين القيصرية التي سبقت أُكتوبر1917.
 تَشغل اللغة العربية المركز الرابع في العالم بين جميع لغاته، من حيث عدد المتحدثين بها، وفي الفيدرالية الروسية تّعدُ واحدة من اللغات الأكثر شعبية وانتشاراً، إذ أن الكثير من المفردات الروسية تعود بأصولها للعربية بالذات، وتهتم القيادة السياسية الروسية ووزارة التعليم الروسية، بزيادة عدد المنح الدراسية المقدمة للبلدان والهيئات الناطقة بالعربية، ولهذا وصل عدد الطلبة العرب المُستَقدَمِين إلى مؤسسات التعليم العالي الروسية، إلى خمسين ألف طالب. وإلى جانب ذلك، واستناداً لتعاظم التفاهم السياسي ومنسوب التبادلات الروسية العربية، تضاعف عدد الطلبة الروسيين الدارسين للعربية في جامعات روسيا ثلاثة أضعاف. 
 وفي المراجع التي تعود للعام2017، نجد أن تدريس العربية الفصحى يَجري في «أكثر من ثلاثين جامعة روسية»، ومع ازدياد الاهتمام الروسي بالعلاقات المتشعّبة مع الأُمة العربية، باتت مؤسسات حكومية روسية عديدة تولي أهمية قصوى لإعداد المُستعربين الروسيين، خاصةً بعد تخطّي حقبة البيريسترويكا» (التي جهدت لقبر اللغة العربية في روسيا والمُبَاعَدة بين روسيا والعرب)، وفي طليعة هذه المؤسسات: معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية؛ الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية؛ معهد بلدان آسيا وأفريقيا لجامعة موسكو الحكومية؛ جامعة موسكو اللغوية الحكومية؛ الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب؛ والكلية الشرقية بجامعة سانت بطرسبورغ الحكومية - وهي الأعرق.
 في الأُردن والعالم العربي يزداد الاهتمام بروسيا في الحقبة الحالية، البوتينية، ولذا يتم تدريس الروسية في عددٍ من الجهات المحلية، من ضمنها المركز الثقافي الروسي بعمّان، الذي يُدرِّس اللغة العربية إلى جانب الروسية؛ والجمعية الخيرية الشركسية؛ وعدد من الجامعات الأُردنية، منها «الجامعة الأُردنية»، إضافةً إلى مراكز ثقافية خاصة، ومواقع إنترنت عديدة أيضاً.
*صحفي وكاتب أُردني متخصص بالشأن الروسي.

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences