كنعان ولعنة الانفصام

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
أحمد ابراهيم الحاج

الباب الثاني من ، كنعان في عيادة الطب النفسي
الجزء الاول

فاق كنعان من نومه،
غسل يديه ووجهه على عجل،
ذهب إلى شرفة المنزل،
نادى أم العبد بصوت جهوري،
ونبرة تنم عن همة وعزم كأيام الشباب،
لطالما كان صوته خافتا،
يتسم بالهدوء المشوب بالكدر والحزن
من اثقال وهموم الانفصام،
ومن الأعراض الجانبية لأدوية الفصام،
،،،،
ردت عليه مستغربة،
خير بشوف صوتك ملعلع اليوم، مش عوايدك،
،،،
حضري القهوة وتعالي ندردش،
والله مشتاق لايام زمان،
،،،،
جاءت على عجل،
القهوة جاهزة تفضل،
أنا راجعة اكمل شغل، واحضر الفطور،
،،،
صبي القهوة وأقعدي نشربها مع بعض،
في عندي كلام كثير بدي أصارحك فيه،
،،،،
نظرت اليه أم العبد،
ابتسمت وقالت،
ما شاء الله وجهك اليوم منور،
هات ما عندك، كلي اذان صاغية،
،،،،
أوف يا أم العبد شو بدي احكي لأحكي،
،،،
خلي حكياتك على حلقات أنا عندي مشوار،
زوجة الإمام عاملة ندوة اليوم،
موضوع مهم ولازم اروح،
،،،
شو هالموضوع المهم،
أنا ما كنت فاضيلك من الانفصام،
أصلا من يوم ما دخلتي في هالدوامة
فقدت توازنك، وتغير حالنا،
بطلنا نسمع، لا أم كلثوم، ولا فيروز،
وصرنا نقعد في الليل مثل الحزانا،
لا موسيقى، ولا تلفزيون، ولا حركة،
وحتى لما يزورونا اخواني،
بطلتي تظهري عليهم،
أنا عشت مع أمي وأبوي واعمامي وخوالي،
كلنا مع بعض، سهر وضحك وانبساط،
صرنا في نفس البيت منفصمين،
شفتي كيف الانقسام عمل فينا،
انفصام اجتماعي،
،،،
ايوه أنت جبت الموضوع لحالك،
الموضوع يا سيدي؛
عن حكم الموسيقى والأغاني في الإسلام،
،،،
يا بنت الحلال،
ربنا خلق العصافيراشكال والوان،
بتغرد، ويتغنى، وفي صوتها موسيقى،
ترى النسوان يوم بتدين بتخرخش،
والله ما بزل عليك بهالكلام:
بعرف صديق من جيلي وأولاده شباب
زوجته تدينت ودخلت في جمعيات،
وصارت سري مري على المساجد والجمعيات،
وما كان يلتم عليها في رمضان،
وفي النهاية اطلقوا،
وتزوجت شيخ من الجمعية،
حسابنا بعدين خليني ابدأ المسلسل:
،،،
تعرفي يا أم العبد
اصعب مرض في الحياة الفصام،
يعني مثل السرطان والعن كمان،
لكن ممكن التغلب عليه،
أنا اليوم تقريبًا شفيت، وتركت الأدوية،
ولا ممكن ارجع لعيادة الطب النفسي،
مضيعة للوقت وسطلان وتخدير للمشاعر،
،،،
يا ما أنت كريم يا رب،
الله يبعد عنك الأمراض،
لازم نذبح، هذا نذر علي،
،،،
لا، ما طبت كليًا خلي الذبح بعدين
حتى اكمل مشروعي للخلاص من الانفصام،
،،،
وشو هو مشروعك يا أبو المشاريع،
بعد ما انحنى وشاب ودوه الكتاب،
،،،
أنت اسمعي ولا تقاطعيني،
يا أم العبد جماعتنا منقسمين سياسيًا،
يا ريت منقسمين سياسيًا ونقطة،
لا، قسموا ما تبقى لنا من الوطن
جغرافيًا وديمغرافيا واجتماعيًا،
وهم مرتاحين، ولا عندهم ولا عند بالهم،
عايشين من وساع ومبحبحين،
واولادهم بدرسوا في احسن الجامعات،
صاروا أصحاب عقارات ورجال أعمال،
ومين قاعد بدفع الثمن؟ جاوبيني،
بغض النظر عن ميولك الحمساوي
وميولي الفتحاوي،
،،،
بصراحة احنا الشعب بندفع الثمن،
أنا وأنت وأولادنا وأحفادنا،
والجيران والأقارب، وكل المجتمع،
،،،
أنت حطيتي أيدك على الجرح
بصراحة الفصائل مع احترامي لهم
ما عادوا يقودوا الشعب للاستقلال والتحرير،
وغايبين عن الواقع،
مشغولين بالمحاصصة على كعكة السلطة،
ولا حققوا استقلال ولا ديمقراطية،
زمان كانت الناس تلتحق بالفصائل بدافع الوطنية،
اليوم يلتحقوا بالفصائل من شان لقمة العيش،
صبرنا عليهم كثير حتى ينهوا الانقسام،
انهم يحسوا، لا حياة لمن تنادي،
وهذا مدخل مشروعي الجديد…
،،،
طيب أنا بدي امشي للمحاضرة،
خلي مشروعك نحكي فيه بعدين،
،،،
مع السلامة، بكرة بكمل الحديث،
لكن يا أم العبد،
أنا مش راضي عن مشوارك،
والباقي عندك، فسريها مثل ما بدك…
إلى اللقاء في الجلسة الثانية،
ومشروع أبو العبد، لإنهاء الانفصام

احمد إبراهيم الحاج
التاريخ 31/12/2019م
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences