الأخوة الأعداء .. (1)
الشريط الإخباري : الأخوة الأعداء، هو عنوان رواية الروائي اليوناني المبدع نيكوس كازانتازاكيس، والتي تُعدُ من أهم الأعمال الروائية التي قدمها المؤلف والتي قدم فيها الحرب الأهلية التي شهدتها اليونان وسقط فيها ضحايا بعشرات الألوف، تلك الحرب التي مثل طرفيها الأنصار أتباع الحزب الشيوعي اليوناني من جهة، والنظام الملكي والموالين له من المحافظين من الاقطاعيين والرأسماليين والمدعومين من الكنيسة من جهة ثانية ..
لقد تبادل الطرفان تهم التخوين والتكفير وقد بطشت قوات النظام بالبسطاء والفقراء الذين ساندوا قوات الأنصار وارتكبت المجازر في حقهم وحلت المجاعة والفقر لتعم السواد الأعظم من الناس، دون شفقة أو رحمة من قبل القوى الموجهة للصراع، والتي أشعلت تلك الحرب بين الطرفين.
لقد أبرزت الرواية (الأخوة الأعداء) أهوال تلك الحرب ووقودها من البسطاء والفقراء من قبل الطرفين المتصارعين .. والكل كان يدعي الغيرة على اليونان وعلى الوطن ووحدته وعلى اليونانيين ..!
هذه الرواية الابداعية التي كشفت وسبرت أغوار تلك الحرب الأهلية المجنونة وانقسام المجتمع وتدمير نسيجه الاجتماعي والثقافي والاقتصادي بينت أن أي من الفريقين لم يكن منتصرا، فهناك اما منتصر واحد هو (اليونان) أو هناك منهزم واحد أيضا هو (اليونان).. ففي الصراعات والحروب الأهلية دائماً لن يكون هناك منتصر، هناك مهزوم واحد هو الوطن الواحد، ويتبعه مهزوم واحد أيضاً هو الشعب أو المجتمع ..
فان استمرار عبثية تلك الحروب والصراعات الأهلية نتيجتها واحدة وهي هزيمة الدولة بكل مكوناتها من سلطة ووطن وشعب .. الى أن يخرج فريق ثالث ويلزم طرفي أو أطراف الصراع والحرب الأهلية على وقف الاقتتال ووقف لغة التكفير والتخوين، وحقن الدماء والتسليم أن الجميع شركاء في الوطن وفي المجتمع وأن مصلحة الوطن والمجتمع تكمن في وقف الحرب والاصغاء الى لغة العقل وتعطيل آلة الحرب والقتل والدمار وتفعيل آلية الحب والمؤاخاة والمساواة والمشاركة في صناعة الحياة والحفاظ على الأرواح والممتلكات .. وبالتالي الحفاظ على وحدة الدولة والمجتمع، ووقف كل سياسات العداء بين الأخوة .. واستعادة روح الأخوة والمحبة والمشاركة والمواطنة ..الخ.
هذه الرواية تنطبق ليس فقط على اليونان وما شهدته من حرب أهلية بل على كل دولة أو مجتمع تشهد مِثلَّ هذه الحروب .. وكم نحن بحاجة في وطننا العربي الى أن نستفيد من العبرة والرسالة التي قدمتها هذه الرواية الابداعية والعالمية، فلنتذكر ما حل بلبنان في الربع الأخير من القرن العشرين من حرب أهلية استمرت خمسة عشر عاما كانت تدعي فيها أطراف الصراع الغيرة على الوطن .. أزهقت ما أزهقت من الأرواح وشردت ما شردت من المواطنين ودمرت البنيان المادي والنفسي للبنان ..
كذلك ما حصل في العديد من الدول العربية خلال السنوات التسع المنصرمة تحت ما سميَ ظُلما بالربيع العربي .. وما آلت اليه الأوضاع في هذه الدول وخصوصاً سوريا والعراق واليمن والسودان وليبيا ..!
وأما فلسطين التي هي على حد السيف دائماً لم تكن الاستثناء بالمطلق بل قدمت نموذجا من الصراع على النفوذ والتفرد والاقصاء والتكفير والتخوين .. والذي حال دون تحول هذا الصراع فيها الى حرب أهلية، عاملين أساسيين الأول هو: خضوع فلسطين تحت الاحتلال والاغتصاب الصهيوني من جهة، والعامل الثاني هو: عقلانية التيار الوطني الذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة حركة «فتح» التي تؤمن بتحريم الاقتتال الداخلي واعتبارها الدم الفلسطيني خط أحمر لا يجوز تجاوزه تحت أي اعتبار
... يتبع
لقد تبادل الطرفان تهم التخوين والتكفير وقد بطشت قوات النظام بالبسطاء والفقراء الذين ساندوا قوات الأنصار وارتكبت المجازر في حقهم وحلت المجاعة والفقر لتعم السواد الأعظم من الناس، دون شفقة أو رحمة من قبل القوى الموجهة للصراع، والتي أشعلت تلك الحرب بين الطرفين.
لقد أبرزت الرواية (الأخوة الأعداء) أهوال تلك الحرب ووقودها من البسطاء والفقراء من قبل الطرفين المتصارعين .. والكل كان يدعي الغيرة على اليونان وعلى الوطن ووحدته وعلى اليونانيين ..!
هذه الرواية الابداعية التي كشفت وسبرت أغوار تلك الحرب الأهلية المجنونة وانقسام المجتمع وتدمير نسيجه الاجتماعي والثقافي والاقتصادي بينت أن أي من الفريقين لم يكن منتصرا، فهناك اما منتصر واحد هو (اليونان) أو هناك منهزم واحد أيضا هو (اليونان).. ففي الصراعات والحروب الأهلية دائماً لن يكون هناك منتصر، هناك مهزوم واحد هو الوطن الواحد، ويتبعه مهزوم واحد أيضاً هو الشعب أو المجتمع ..
فان استمرار عبثية تلك الحروب والصراعات الأهلية نتيجتها واحدة وهي هزيمة الدولة بكل مكوناتها من سلطة ووطن وشعب .. الى أن يخرج فريق ثالث ويلزم طرفي أو أطراف الصراع والحرب الأهلية على وقف الاقتتال ووقف لغة التكفير والتخوين، وحقن الدماء والتسليم أن الجميع شركاء في الوطن وفي المجتمع وأن مصلحة الوطن والمجتمع تكمن في وقف الحرب والاصغاء الى لغة العقل وتعطيل آلة الحرب والقتل والدمار وتفعيل آلية الحب والمؤاخاة والمساواة والمشاركة في صناعة الحياة والحفاظ على الأرواح والممتلكات .. وبالتالي الحفاظ على وحدة الدولة والمجتمع، ووقف كل سياسات العداء بين الأخوة .. واستعادة روح الأخوة والمحبة والمشاركة والمواطنة ..الخ.
هذه الرواية تنطبق ليس فقط على اليونان وما شهدته من حرب أهلية بل على كل دولة أو مجتمع تشهد مِثلَّ هذه الحروب .. وكم نحن بحاجة في وطننا العربي الى أن نستفيد من العبرة والرسالة التي قدمتها هذه الرواية الابداعية والعالمية، فلنتذكر ما حل بلبنان في الربع الأخير من القرن العشرين من حرب أهلية استمرت خمسة عشر عاما كانت تدعي فيها أطراف الصراع الغيرة على الوطن .. أزهقت ما أزهقت من الأرواح وشردت ما شردت من المواطنين ودمرت البنيان المادي والنفسي للبنان ..
كذلك ما حصل في العديد من الدول العربية خلال السنوات التسع المنصرمة تحت ما سميَ ظُلما بالربيع العربي .. وما آلت اليه الأوضاع في هذه الدول وخصوصاً سوريا والعراق واليمن والسودان وليبيا ..!
وأما فلسطين التي هي على حد السيف دائماً لم تكن الاستثناء بالمطلق بل قدمت نموذجا من الصراع على النفوذ والتفرد والاقصاء والتكفير والتخوين .. والذي حال دون تحول هذا الصراع فيها الى حرب أهلية، عاملين أساسيين الأول هو: خضوع فلسطين تحت الاحتلال والاغتصاب الصهيوني من جهة، والعامل الثاني هو: عقلانية التيار الوطني الذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة حركة «فتح» التي تؤمن بتحريم الاقتتال الداخلي واعتبارها الدم الفلسطيني خط أحمر لا يجوز تجاوزه تحت أي اعتبار
... يتبع