دوار الرابية.. ولو تتريثوا قليلاً!
الشريط الإخباري :
فارس الحباشنة-أزمة السير الخانقة تشكو منها كل عمان. ولا يخلو شارع في عمان رئيسي او فرعي من ازمة سير مقيتة خانقة وغير مسبوقة. الازمة ما عادت في الشوارع الرئيسية المعهودة بعقدها المرورية، بل ان فائض السيارات بات يدلف على الشوارع الفرعية والاحياء والحارات الضيقة. وأزمة السير ما عاد نطاقها محصورا باوقات معينة ومحدودة، وما يسمى اوقات الذورة، انما ليلا ونهارا وصباحا ومساء وظهرا وعصرا وفي كل الاوقات.
و اصعب ما تتحمل عمان في اللحظة الراهنة تغييرات في البنى المرورية القائمة، وتحديدا بالمناطق القريبة من مراحل تنفيذ الباص السريع. فالمواطنون ما عادوا يتحملون أكثر من ازمة المرور، وازمة على أزمة، والوضع المروري لا يطاق، وعلى أزمة اخرى ستولد بسبب مشروع إزالة دوار الرابية وتحويله الى اشارات ضوئية.
دوار الرابية على مسافة قريبة من مسار الباص السريع باتجاه وادي صقرة والدوار الخامس، ونزول عبدون والمهاجرين. المنطقة تعاني قبل بدء المراحل الانشائية للباص السريع من أزمة مرور خانقة على اشارة الديز إن باتجاه دوار السيفوي ودوار المدينة، ونزول وادي صقرة. اشارة مرورية اقل فترة توقف عندها تزيد عن ربع ساعة وأحيانا أكثر.
الرابية منطقة حيوية ومكتظة بالعمارات التجارية والمطاعم والكوفي شوبات والمحال التجارية المنتشرة على مربع الشارع الذي سيحاصر باشارة مرورية، ستولد حتما اختناقا مروريا، وتكدسا للمركبات، وتعطلا في انسياب الحركة المرورية، والازمة النائشة هنا فائضها سيصل الى وادي صقرة والشوارع الاخرى الموازية للمسارب بالاتجاهات الاربعة.
الاشارة الضوئية ستزيد من ازمة المرور في المنطقة وتعقدها. ولو أن صناع القرار المروري في عمان يعيدون الصورة وتفاصيلها المرورية للمنطقة بعد ازالة الدوار وقبل، ويبصرون في منظورهم الى الباص السريع ومراحل التنفيذ، ومستقبل المدينة المروري بعد اكتمال المشروع الاستراتيجي والحيوي.
ومن زواية اخرى، ولو أن امانة عمان تفكر ايضا بتجار وملاك عقار لحقهم اضرار تجارية ومالية فادحة من الباص السريع، جراء التحويلات المرورية، والاعمال الانشائية، وما أصاب المنطقة من تغيرات عميقة في هويتها التضاريسية.
اطراف واسعة من الرابية اصبحت مناطق منكوبة، محال تجارية ومطاعم ومعارض سيارات تم اخلاؤها ونقلها الى اماكن اخرى، وازالة الدوار ستزيد من « الطين بلة « كما يقولون، ولسان حال التجار والاهالي ينطق بمرارة: هل ينقصنا مزيد من الضرر والعطل والمعاناة؟
تجربة ازالة الدواوير متواليات السابع لربما كانت لحد ما ناجحة نسبيا، وذلك لبيئة وظروف مرورية مختلفة. ولكن بما يخص دوار الرابية لا أفهم بعد المبرر الهندسي والتخطيطي لتحويله الى اشارات ضوئية، وهل سينسحب القرار المروري الى دواوير اخرى في عمان وما أكثرها؟ ومهما كانت المسوغات والمبررات، فلو أن الامانة تؤجل أي تغيير في الهوية المرورية لما بعد الانتهاء من الباص السريع.